|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  22 / 4 / 2017                                 ماجد لفته العبيدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



تحالف قوى اليسار العراقي ...من اجل التغير والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية الديمقراطية !!!

ماجد لفته العبيدي
(موقع الناس)

لازالت موضوعة وحدة اليسار تحتل اهمية بالغة في نقاشات قوى اليسار العراقي ، وقد تصدرت اهتمام هذه القوى بعد الاعتداء الغادر على مقر الحزب الشيوعي العراقي في الديوانية حيث شعرت قوى بالمخاطر الجدية التي تواجهها والى اهمية التنسيق والعمل المشترك بين هذه القوى والتي عبرت عنها برقيات التضامن مع الحزب الشيوعي ودعوات بعض وسائل الاعلام اليسارية والصحف والمجلات والمواقع الالكترونية الديمقراطية واليسارية .

ان الاشكاليات الراهنة التي يواجهها اليسار والتي تتمثل في ضعف امكانيته وتأثيره المحدود في الشارع السياسي ،وترجع اسباب ذلك الى تشتت قواه وأحزابه السياسية و تناحرها وفقدانها الى ادنى اشكال التنسيق بينها , بل على العكس من ذلك يزداد تناحرها وعدائها لبعضها البعض والذي ينعكس في الحملات المتواصلة على بعض اطرافها واتهام اطراف منها في الخيانة الوطنية والتعاون مع المحتل من دون احترام تصورات واجتهادات بعضها البعض مما يساهم في فقدان وسائل وطرق الحوار والتواصل لبناء قواسم عمل مشتركة للتنسيق والتعاون .

ان قوى اليسار العراقي لازالت غير واعية الى حجم المتغيرات التي احدثتها العولمة الرأسمالية على مفهوم اليسار التقليدي والتي تجاوزت فيه مفهوم الحزب الشيوعي في البلد الواحد وساهمت في نشوء العديد من الاحزاب والمنظمات اليسارية التي تمثل طموحات وأهداف الفئات الوسطى والشغيلة والكادحين في البلد الواحد ، وأعطت زخما اكبر ودورا متعاظما للمنظمات الاجتماعية والمدنية والمهنية والديمقراطية في النضال الوطني والطبقي ولم تكن تلك العملية أرادوية اعتباطية بل هي ناتج طبيعي للافرازات الصراعات الطبقية في المجتمعات المختلفة .

وقد انعكست هذه التغيرات على طبيعة تركيبة اليسار الاجتماعية وطبيعة برامجه وأهدافه ،وشكل وطرق وسائله النضالية ، وتم أعادة النظر في المفاهيم التاريخية القديمة وتجاوز المفاهيم التقليدية المتعارف عليها و وتغير مفهوم اليسار القديم ، مما يستدعي من هذه القوى على مختلف مشاربها ومدارسها أن تكون امام مسؤوليتها التاريخية لخلق جبهة يسارية واسعة تتصدى للعمل الوطني الديمقراطي .

أن من اهم القضايا التي يتطلب من اليساريين العراقيين ان يعيرونها اهتمامهم هي القضايا التالية :

اولا :
ان تحترم هذه القوى اختلافاتها الفكرية وتعمل على تشكيل تحالف يساري ديمقراطي حول اهم القضايا الوطنية الديمقراطية .

ثانيا : ان تكون مرجعية اليسار مصالح ومطالب وطموحات الطبقات المسحوقة والشغيلة والكادحين عبر التنسيق والتعاون في ميدان النضال المطلبي والخدمي والسياسي .

ثالثا : ليس هناك شروط مسبقة للحوار والعمل مشترك ،والائتلاف يتسع لجميع القوى والشخصيات التي تلتزم بشروط الحوار المتحضر الرامي للبحث عن قواسم مشتركة لوحدة عمل قوى اليسار في ميدان النضال الوطني الديمقراطي .

رابعا : التحالف والتعاون المشترك لا يلغي استقلالية هذه القوى المؤتلفة ولا يلزمها بمواقف خارج اتفاقية العمل المشترك .

خامسا : تشكل هيئة تنفيذية لقيادة الائتلاف ويجرى انتخاب رئاستها وفقا للتصويت النسبي، ويعاد انتخابها في الاجتماعات الدورية .
ان تشكل جبهة حقيقة لقوى اليسار يسهم في وحدة قواها المبعثرة ويعيد تأثيرها في الشارع السياسي العراقي، كما يتوجب على جميع اليساريين أفراد ومنظمات وأحزاب أدراك حجم التحديات التي يواجهونها عبر السعي والبحث عن المشتركات في العمل الوطني الديمقراطي لمواجهة التحديات الراهنة المتعلقة في إنهاء نظام المحاصصة الطائفية وتحقيق الاصلاح والتغير ومواجهة قوى الارهاب والفساد وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية التي يعاني منها المواطن العراقي .

ولابد لقوى اليسار التي ظلت تراوح في مكانها منذ سقوط الديكتاتورية الفاشية واحتلال العراق من قبل الامبريالية الامريكية وحلفاءها ان تتدارس التحديات الكبيرة التي تواجهها و المتمثلة بقوى التكفير والسلفية والظلامية التي تفتك بخيرة نساء ورجال العراق من كافة القوميات والديانات والتيارات السياسية وفي مقدمتهم اليساريين والديمقراطيين والوطنين ،مما يتطلب منها تناسي خلافاتها الثانوية الحزبية الضيقة والتسامي فوقها لدفاع عن مصالح الشعب والوطن . وتقع على عاتق الحزب الشيوعي العراقي الفصيل الاكبر لهذه القوى مهمات جسيمة تتعلق في التصدي لهذه المبادرة من خلال العمل على تذليل حدت الخلافات بين أطراف قوى اليسار العراقي والبحث عن قواسم الحد الادنى لبرنامج عمل الميداني بين قوى اليسار والديمقراطية العراقية والدعوة لعقد لقاء تشاوري لجميع القوى والشخصيات اليسارية والديمقراطية الراغبة في العمل المشترك في جميع انحاء الوطن وتتويج ذلك بتشكيل لجنة تحضيرية وطنية تؤسس لتحالف قوى اليسار العراقي وتحوله الى قوة مؤثرة وذات ثقل سياسي واجتماعي في الشارع العراقي.

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter