|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  6  / 6 / 2016                       د. مؤيد عبد الستار                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

يد لمحاربة داعش في الفلوجة واخرى لاصلاح الفساد في الخضراء

د. مؤيد عبد الستار
(موقع الناس)

الانتصارات العسكرية في الفلوجة تثير موجة عارمة من الامل لدى ابناء شعبنا الذين بذلوا الغالي والرخيص في سبيل تحطيم اسطورة العصابات المجرمة التي عاثت فسادا في بلاد الرافدين ، في سوريا والعراق وكردستان باجزائها( في تركيا والعراق وسوريا ) حتى اضطرت النساء في كوباني وروز آوا الى حمل السلاح والدفاع عن حياض المدن والقرى كي لا يصبح مصيرهن مثل مصير شنكال - سنجار- حيث استبيحت المدينة وتشتت اهلها واغتصبت نساؤها ظلما وعدوانا .

وبالرغم من مشاركة الشبيبة المحرومة من فرص العمل والحياة الكريمة والثقافة البناءة والتعليم الصحيح في معركة المصير هذه على جميع الجبهات ، نجدها تساهم في المعركة وتتطوع في جميع الفصائل والسرايا والتنظيمات العسكرية المسلحة ، فتجدهم في القوات المسلحة - الجيش و الشرطة - والحشد الشعبي والبيشمركة والحشود العشائرية ، تقاتل من اجل مستقبل عراق ديمقراطي لا مكان فيه للارهاب .

الجميع ساهم في نصيبه في معركة المصير ضد داعش وعصاباتها ، العرب والكرد والتركمان ، المسلمون والمسيحيون والصابئة والايزديون وجميع المكونات الاخرى ، انتظمت في فصائل تقاتل وتقدم الشهداء تلو الشهداء في مسيرة طويلة من التضحية والفداء .
وها نحن بانتظار الانتصار النهائي على العصابات الاجرامية في الفلوجة كي تكون مقدمة لتطهير البلاد برمتها ، تطهير بلاد الرافدين المعطاء من رجس الدواعش واذنابهم من عصابات معروفة الانتساب والتوجه ، منهم ايتام النظام الصدامي البائد ، ومنهم بقايا تنظيمات اسلامية الاسم ارهابية المضمون .

ورغم تقديم التضحيات الجسيمة من قبل ابناء شعبنا ، الا انهم حين طالبوا بحقوقهم ، وتظاهروا على مدى اشهر من اجل محاكمة ومحاسبة الفاسدين ومنع انهيار مؤسسات الدولة ومصادرة قرارات القضاء والنزاهة ، واحالة المجرمين الى القضاء ، ووقف نهب الخزينة العامة والمشاريع الوهمية والتعيينات الفضائية ، حين تظاهروا من اجل المطالبة بحقوقهم جابهتهم السلطة الحاكمة في الخضراء بالرصاص الحي والمطاطي والغازات السامة المسيلة للدموع ، واتهمت المتظاهرين بنعوت مهينة مدعية بانهم مندسون ، وفي الوقت الذي لا ننفي وجود بعض المندسين ممن لا يتجاوز اعدادهم الاحاد ، وندين اي اعتداء على المؤسسات الرسمية وغيرها ، الا اننا ندين بشدة ايضا ادعاء الحكومة ان المتظاهرين لا يمثلون الشعب ومطالبه الحقيقية التي تطالب بها منذ سنوات بالاصلاح ومحاسبة المفسدين في جميع مفاصل الدولة والحكومة ومجلس النواب .

واثبتت حكومة الخضراء التي جابهت المتظاهرين بالرصاص ، انها في تصرفها هذا لاتختلف عن الحكومات الدكتاتورية في المنطقة مثلها مثل حكومة مرسي وحسني مبارك وبن علي وعلي صالح .. الخ القائمة والاسماء البائسة .

الامر الذي يجب ان تنظر فيه حكومة الخضراء هو : اين هؤلاء الاقزام الصغار الذين واجهوا شعوبهم بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص ومعارك الجمال والسيوف والرماح والمجنزرات ؟!

ان من يحكمون العراق اليوم ليسوا اطول قامة من هؤلاء الحكام الذين لفظتهم شعوبهم والقت بهم الى مزابل التاريخ غير مأسوف عليهم .

و نضال شعبنا ليس مجهولا ، فتظاهراته التي هزت اركان الانظمة المستبدة البائدة معروفة ولا حاجة بنا لنشر قائمة بتسلسل تلك التظاهرات ولكننا نشير الى اشهرها ، تظاهرات عام 1948 ، والتظاهرات التي اسقطت حكومة نوري السعيد ، وكانت الهتافات في الشوارع تتعالى : نوري سعيد القندرة .....

وتظاهرات عام 1956 في بغداد والحي وغيرها من المدن ، حتى اضطرت السلطات الباغية الى اعدام الشهداء علي وعطا الدباس في قضاء الحي وعلقتهم على اعواد المشانق .

التظاهرات التي مرغت سلطة البعث في الوحل حين انطلقت في ساحة السباع في الشيخ عمر وواجهتها عصابات البعث باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين .

التظاهرات التي هزت اركان نظام البعث الصدامي حين انطلقت في محافظات العراق من شمالة الى جنوبه بعربه وكرده وقومياته المتعددة ، فسقطت عدة محافظات مما اضطره الى الخنوع والتسليم للامريكان كي يسمحوا له بقمع انتفاضة اذار - شعبان - المباركة.

فتظاهرات شعبنا ليست جديدة ، ولن تكون غريبة على الحكام سواء حكام الصدفة او الحكام الذين خانوا الامانة الموكولة اليهم ، ونهبوا اموال الفقراء ، و الذين تجاهلوا المطالب الملحة التي ينادي بها المواطنون .

ان الادعاء بان المتظاهرين من المندسين ، حيلة لن تنطلي على احد ، وشعبنا - مفتح باللبن - وهو الذي جعل من ابشع نظام مثل النظام الصدامي اضحوكة في فم الملايين من المواطنين ، حين لقبوا رئيس الجلادين صدام بالقاب ساخرة ، منها بطل الفيلم ، وهدام ، ورنكو ، وبارود ، وحطيطان .. وجعلوا منه ومن ازلامه مسلسلا هزليا يضحك منه الكبار والصغار ، ولم يكن حظ اعوانه افضل منه فقد حصل نائبه عزت الدوري على اكبر عدد من النكات في عالم الهزل ، ولم يبخلوا على خال النظام الصدامي ، خير الله طلفاح ، الذي لقبوه شر الله النطاح ، بالكثير من الالقاب الهازلة والنكات الجارحة .

فاياكم يا من استمتعتم بلحظات الحكم السعيدة ، ونهبتم ما لذ وطاب ، ان تركنوا الى طيبة قلوب ابناء شعبنا وحسن نواياهم ، فقد عرفوكم حق المعرفة ، ولن تجدي علامات الزهد الكاذبة على جباهكم ، وكثرة لفات العمائم السوداء والبيضاء على رؤوسكم ، فالويل لكم يوم الحساب ، يوم لاينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .

وليسمح لي القراء ان اتوسع في شرح عبارة بقلب سليم ، لاجعلها تشمل القلب واليد واللسان ، فالايجاز الذي ورد في الاية خير تعبير عن المراد ، والله من وراء القصد .

 

 

 

 

 

 

          موقع الناس .. موقع لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

             جميع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لموقع الناس                                                              Copyright © 2005-2012 al-nnas.com - All rights reserved         

  Since 17/01/05. 
free web counter
web counter