|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الثلاثاء 4/9/ 2012                                  د. مؤيد عبد الستار                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اياد علاوي .. عندي رحمة الله 

د. مؤيد عبد الستار

في لقائه  الاخير مع صحيفة الشرق الاوسط  ، الاحد 2 ايلول ، تحدث الدكتور اياد علاوي مطولا عن علاقته برئاسة الوزراء وموقفه من عملية سحب الثقة وبين ان بعض اعضاء  قائمته العراقية  تزعزعت قناعاتهم فانسحبوا من قائمة الموقعين على سحب الثقة عن رئيس الوزراء فاعرض السيد رئيس الجمهورية جلال طالباني عن  تقديم الطلب الى البرلمان واشار الى انه مازال يصر على المضي قدما بمشروعه وسيعمل على استجواب المالكي تحت قبة البرلمان واضاف ان المالكي يحظى بدعم امريكا وايران بينما لايملك هو وقائمته  سوى رحمة الله ، قائلا :  نحن ليس لنا سوى الله تعالى والشعب العراقي والحمد لله.

حين ندقق  في ادعاء الدكتور علاوي سنجد ان ما لديه ليس قليلا ، بل اكثر مما يحتاجه  اي سياسي ليفوز لا برئاسة الوزراء فقط وانما باي منصب يشاء في العملية السياسية ، لانه جمع بين يديه ما يريد،  فالى جانبه  يقف الله سبحانه وتعالى وكفى بالله حسيبا ، كما ويدعي ايضا ان الشعب العراقي يقف معه ، ومن يقف معه شعبه فانى له ان يخضع لارادة بضعة انفار انسحبوا من قائمته وافشلوا مشروع سحب الثقة عن رئيس الوزراء !

ولكي لا نذهب في تهويمات لا اساس لها نعود الى تصريحات السيد علاوي اذ يقول ان ايران هي التي ضغطت وافشلت خطة سحب الثقة  : (وحتى أكون أكثر صراحة أقول إن إيران تدخلت بقوة في الموضوع، وهددت جهات عدة وعلى نطاق واسع كي تجهض عملية سحب الثقة ... وفي مكان اخر من الحوار يقول الدكتور اياد علاوي : اليوم إيران تتمتع بالنفوذ الأكبر والأوسع في العراق، وهي صاحبة القرار السياسي في البلد ...)

هنا نعود من حيث بدأنا، فان ارادة ايران في راي الدكتور علاوي اقوى من ارادة الشعب العراقي !

ومع ان لا احد ينكر ان لايران اصابع  في الواقع السياسي العراقي كما لغيرها من الدول الجارات اللدودات لشعبنا ووطننا العراق ، الا ان من المؤكد ان يد ايران لن تكون اطول من يد الشعب العراقي الذي لو وقف الى جانب الدكتور وقائمته لرفعه الى اعلى المناصب الوزراية ، لا عن طريق الانتخابات فقط وانما عن طريق المساندة الحقيقية لمشروع قائمته العراقية التي لم نرَ منها  طحينا وانما جعجعة مستمرة اساسها التهديد بحرب اهلية وسيل من الدماء البريئة التي تستباح في الشوارع والحارات العراقية الفقيرة المحرومة من الماء والكهرباء .

لا أحد يريد للسيد المالكي ان يكون دكتاتور البلاد ، فقد شبعنا من دكتاتورية العصابة الصدامية ، ولكننا في عين الوقت لا نريد استمرار الصراع على المناصب  دون عمل حقيقي من أجل تحقيق الحد الادنى من التعاون بين القوى والاحزاب  في كبرى المشاريع السياسية مثل  الاعمار و تصدير النفط والغاز  و الخدمات وعلى رأسها الكهرباء والماء ، فما الذي قدمته قائمة السيد علاوي من مبادرة في انجاز مشاريع الكهرباء من خلال ادارة الوزارة التي هي من حصتها  ؟؟

ألم يكن التفرغ لتقديم مثال  ناجح من خلال هذه الوزارة الى الشعب العراقي  كافيا للفوز بثقة الشعب  الذي يدعي الدكتور علاوي انه يقف الى جانبه في معركته العبثية على منصب مجلس السياسات الاستراتيجية الاعلى  التي استمرت اكثرمن عامين في حرب ضروس بائسة لم تنتج سوى اضغاث احلام ومناكفات واصطفافات لم يجني منها احد ما يفيد !؟

ان البحث عن صيغة للتعاون بين القوى السياسية العراقية والمكونات المختلفة لابناء شعبنا افضل وسيلة لتحقيق اهداف شعبنا في البناء والاستقرار والاعمار ، وبدون تحقيق الحدالادنى المطلوب من الاستقرار والبناء  لا يمنح شعبنا  ثقته  لاية جهة او قائمة ، وسبق ان عشنا احتراب القوى السياسية العراقية لسنوات طويلة  حتى سأم شعبنا ادعاءات البعض واصبح لا يثق حتى باعطاء صوته لاية قوى لما شاهده من صراع اشبه بصراع الديكة على المغانم والمناصب والاتاوات .

ان تجليات الربيع العربي الذي عصف في منطقة الشرق الاوسط ، ليست بعيدة عن العراق ، والعراق سباق للانتفاض بوجه الظلم ولن يتوانى شعبنا عن تلقين المتلاعبين بمصيره دروسا لن ينسوها ، لذلك من الافضل الاعتبار بما حدث ويحدث في المنطقة والتخلي عن نزعة الغرور التي تعشعش في اذهان الساسة الذين لا يستطيعون رؤية مايحدث ولا يرون ابعد من ارنبة انفهم  فالتذمر بلغ اوجه لدى ابناء شعبنا ولن تنفع الطرق البالية في محاصرة الشباب وكبح جماحهم وهم عماد البلاد ، فالبطالة عالية بين صفوفهم ، وعدم تكافؤ الفرص  يتضح في التهام اصحاب الشهادات المزورة للوضائف ومصادرة حقوق الملايين  في حياة حرة كريمة ستؤدي بهم الى الثورة  عاجلا وليس اجلا .

 على الساسة الاسراع في ايجاد الحلول الصائبة والناجعة لمشاكل البلاد والعباد قبل ان تعصف بهم ريح الربيع العراقي  القادم لامحالة وقد اعذر من انذر

* ادناه رابط لقاء الدكتور اياد علاوي في صحيفة الشرق الاوسط :

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=12332&article=693491&search=%DA%E1%C7%E6%ED&state=true

 

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter