|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  28  / 11 / 2015                       د. مؤيد عبد الستار                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اسقاط الطائرة الروسية ... جرة اذن لبوتين

د. مؤيد عبد الستار
(موقع الناس)

واخيرا وجد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية في العراق وسوريا لمحاربة داعش، الحل في معالجة الدخول الجوي الروسي المفاجئ على الخط .

تشكل التحالف الدولي قبل حوالي عام وقاد طلعات جوية لضرب اوكار داعش ، ولكن مع هذا الضرب من شاهق وباهق وصاعق ، استطاعت داعش احتلال الموصل والرمادي في العراق وسيطرت على مدن وبلدات عديدة في بلاد الشام ، واستمرت تصدر النفط المستخرج من حقول العراق والشام والمكرر في بعض المصافي العراقية والسورية ومصافي النفط البدائية التي يستطيع استخدامها لتكرير النفط وبيعه الى تركيا بدولارات بخسة فتعيد تركيا استخدامه وبيعه واستثماره بمبالغ مضاعفة .

لقد درست دول التحالف الغربي طرق معالجة التدخل الروسي غير المرحب به ، الذي دس انف طيرانه في المعركة ، فحقق نتائج ملموسة في غضون اسابيع قليلة ، دك بها حصون داعش ، وشتت جمعهم في الشام ، وطلب المشاركة في ضربهم في العراق ، الا ان الادارة الامريكية منعت وزارة الدفاع العراقية من السماح لروسيا بالتدخل ، فاستطاعت ايقاف الطيران الروسي عند حدود القائم ودير الزور وكان الله يحب المحسنين .

اما في سوريا فقد استخدمت القوى المناوئة للتدخل الروسي جناحين لتضربهما كي تعيق الهجمات الروسية ، اولها ضرب الطائرة الروسية المدنية في مصر ، كتهديد وانذار اولي ، اذ اعلنت داعش انها اسقطت الطائرة المصرية .

ثم تفتق ذهن التحالف الغربي عن حيلة مدبرة، كما قال لافروف داهية الخارجية الروسية ، عن اسقاط الطائرة سوخوي 24 بواسطة اف 15 طائرة القوة الجوية التركية ، وهي الطائرة الامريكية التي تستقر في قاعدة انجرليك ولا تستطيع تركيا امتلاكها واستخدامها دون الاشراف الامريكي المباشر ، لان الاجهزة الالكترونية التي تستخدمها مرتبطة بالاسرار الفضائية الامريكية ولا تستطيع لا تركيا ولا اي دولة اوربية من استخدام شفرتها واسرارها الالكترونية .

ان امريكا وحلفائها في المنطقة ، قرروا توجيه رسالة تحذير لبوتين كي لا يذهب الى نهاية الشوط مع ايران ، فما ان جلس مع الامام في طهران حتى حلقت طائرة الـ .. اف 15 في سماء الشام لتسقط الطائرة الروسية دون سابق انذار رغم وجود اتفاق روسي امريكي بعدم استهداف احد الطرفين للاخر في سماء الشام تجنبا للاحتكاك المباشر والاستفزاز الذي قد يؤدي الى سوء فهم يقود لحرب لا احد يعلم نتائجها .
وهذا ما عبر عنه بوتين بقوله انها طعنة في الظهر.
يقصد غدرا ، كما قال صدام العوجة من قبل: لقد غدر الغادرون .. في وصفه للهجوم الامريكي على نظامه بعد احتلاله للكويت .

كان اتفاق الجنتلمان بين امريكا وروسيا ساريا لحظة اجتماع ( القيصر بوتين مع الامام خامنئ ) الذي عده التحالف الغربي خروجا على قواعد اللعبة ، فلا يجوز اجتماع الاحمر والاخضر تحت سقف واحد ، فان الملعب لا يسمح لاجتماع الملا والقيصر ، لان اجتماعهما يقود الى خراب الدين والدولة ، الدين الذي تريده امريكا ملكا صرفا لها من خلال تحكمها بمكة المكرمة وحكامها التابعين ، والدولة الداعشية التي تريدها امريكا مسمار جحا لضرب من لا يسير في الطريق الرأسمالي القويم ويدفع الجزية لمكة وملوكها ولامريكا وبنوكها .

الجميع في انتظار الحل السياسي لمشكلة الحكم في سوريا و لن يتحقق دون رحيل اخر طائرة من السماء الشامية .

 

 

 

 

 

 

          موقع الناس .. موقع لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

             جميع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لموقع الناس                                                              Copyright © 2005-2012 al-nnas.com - All rights reserved         

  Since 17/01/05. 
free web counter
web counter