|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  22  / 2 / 2016                       د. مؤيد عبد الستار                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مقامة تـكـنوقراط

د. مؤيد عبد الستار
(موقع الناس)

بين عام واخر .. يخرج علينا رئيس وزراء عبقري من جلباب الاحزاب الخيرية يبشرنا بتاليف وزارة تكنوقراط .

الوزارة المزمع تاليفها تكنوقراطيا ستلهب حماس القوم وتقودهم الى منافع جديدة، الكبير فيهم سيفوز بوزارة دسمة ، او كما يقال اليوم على لسان اصحاب الاختصاص وزارة كاملة الدسم 100%، اما الفقير فيهم فسيأكل اللحمة والشحمة ، والمواطن المسكين يبقى يجوب الشوارع حافيا ، يتبختر في المناسبات الدينية باكيا لاطما .

لسان حاله يقول : باسم الدين باكونا الحرامية
وربما سيبدل المقولة ويغير اخر كلمة فقط لتصبح : باسم الدين باكونا التكنقراطية .

واذا اراد ان يغنيها على مقام الدشت فعليه ان يبدأ العبارة بكلمة آمان .. آمان ... ويختمها بآهة تتبعها تنهيدة او قفله من نغم اللامي بالخاتمة المعروفة :

تكنوقراط .....علي جان .

فاللصوص يحكمون قبضتهم على رقاب التكنوقراط بسهولة ، لانهم لا يملكون وسائل دعم اجتماعية ، فاغلبهم قضى عمره بين المختبرات والمعاهد المتخصصة والكتب والدراسات والمؤتمرات مما لا يغني ولا يسمن ، وهم لا يعترفون بالعشيرة ، واغلبهم ان لم نقل معظمهم علمانيون ، او لا يستندون على المقولات الفقهية حين يصدرون قرارا علميا ، لان قرارهم مبني على التجربة، ونتائجها تتحكم بالقرار ، فاذا تبخر الماء من البحر ، وصعد الى السماء ونزل مطرا يقولون ان البخار الصاعد من مياه البحر تحول الى مطر ولذلك لا يعتد باقوالهم واحكامهم وقراراتهم المبنية على العلم والتجربة ، بينما يريد اللصوص قرارات مبنية على اقوال الفقهاء الجهلاء ، فمقولة شيخ عاش ومات في كهوف تورا بورا في صحة زواج الفتاة في عمر الثمان تنفع اللصوص اكثر مما يقرره قانون الاحوال الشخصية القاسمي - نسبة الى الزعيم عبد الكريم قاسم - .

ان نهب البلاد والعباد اصبح عادة مغروسة في قلوب اصحاب السلطة في العراق ، والحل السريع هو تقديم طلب الى محكمة الجنايات الدولية للتحقيق باكبر سرقة في التاريخ ، سرقة وطن وثروة 30 مليون مواطن عراقي باساليب خبيثة مبتكرة سخرت الدين والطائفة والقومية والمذهب ، و فاقت توقعات غوغل وميكروسوفت و موسوعة غنيس العالمية ، وبعد ذلك يحق للمواطن العراقي ان يغني على اي مقام يشاء :

آمان آمان ... علي جان .


 

 

 

 

 

 

          موقع الناس .. موقع لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

             جميع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لموقع الناس                                                              Copyright © 2005-2012 al-nnas.com - All rights reserved         

  Since 17/01/05. 
free web counter
web counter