|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد 16/12/ 2012                          د. مؤيد عبد الستار                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

السلم في العراق ... السلم بين المركز والاقليم

د. مؤيد عبد الستار

تدق  طبول الحرب بقوة  بين المركز والاقليم ، ويبدو ان زمام الامر لم يعد في يد المفاوض السياسي وانما استحوذت عقلية الحرب والصراع على لباب الطرفين ، لذلك يجب بذل الجهود الاستثنائية من قبل القوى والمنظمات المحبة للسلام من أجل تفادي الكارثة المحدقة بشعبنا ، والتي ان لم تستطع الاطراف المسؤولة في كلا الجانبين كبح جماح رغباتها  في التوصل الى اهدافها عن طريق العنف ، سوف تضع  خاتمة بائسة لمبدأ التعايش بين المواطنين العراقيين اللذين ينتمون لمختلف الاصول والاعراق وشكلوا شعبا متميزا في بلاد الرافدين ، استطاعوا على مر القرون تجاوز محنة الصراع الدامي الذي يفرضه الحكام من أجل تحقيق اهدافهم وطموحاتهم في حكم اوسع رقعة جغرافية واكبر مجموعه بشرية .

قبل الحديث عن اسباب الصراع بين المركز والاقليم يجب الحديث عن مصالح الشعبين العراقيين العربي والكوردي ومصالح الشعوب الاخرى المتعايشة في العراق ، وان نسأل انفسنا سؤالا بسيطا : هل هناك فائدة في وصول الخلاف وتصعيده الى حالة الشجار والصراع والحرب ؟ ام من الافضل البحث عن سبل للحوار والتفاوض وحل الاشكالات بوسائل سلمية وان كانت ترافقها بعض الخسائر هنا وهناك ؟

ان خسائر الحرب لا تعد ولا تحصى ، وقد جرب العراق نتائج حروب الدكتاتورية  اكثر من مرة ، الكبرى في حربه مع الجارة  الكبيرة ايران ، والثانية الاكبر في حربه مع الجارة الصغيرة الكويت !

وان كان في هذا دلالة ، فان الحكمة البينة في ذلك ان حربك مهما كانت صغيرة وتصورك ان عدوك صغير  او جار ضعيف او شعب صغير ، فان حربك قد تكون اكبر مما تتصور ، وهو ما حدث مع الكويت الصغيرة ، والتي دفع النظام ثمنا باهظا لها ،  اغرق العراق حكومة وشعبا،  ارضا وسماء بظلام ما زالت اثاره ماثلة حتى اليوم امامنا ، وما زال الشعب العراقي يدفع ضريبة تلك الغزوة المرة التي حاول الدكتاتور الاحمق الحصول على مكاسب من اشعال فتيلها .

ان الحرب تبدأ اولا في الرأس حيث يخطط الانسان المجرم للبدء بها ، وهو ما قاد هتلر الى الهجوم على جيرانه اولا ، فكان له النصر الساحق الذي حلم به وخطط له طويلا واعد العدة له ، لكنه في النهاية دفع ثمن تلك الافكار النازية التي عشعشت في دماغه ، فاودى بشعبه وبلاده الى قاع  التعاسة والخسران ، ولكي لا تتكرر  مأساة مشابهة اخرى لما قام به الدكتاتور صدام ومثاله هتلر ، فان جميع القوى العراقية المحبة للسلام عليها فرض شروطها  على سياسة دق طبول الحرب واذكاء نيران الصراع والوصول بها الى النقطة الحرجة التي تفرض شروط اشعال شرارة الحرب بين المركز والاقليم .

نداء السلام يجب ان ينطلق من المواطنين بالضبط مثلما حدث اوائل الستينات حين نظمت الجماهير العراقية حملة كبيرة تحت شعار السلم في كوردستان ، اليوم يجب قيام حملة وطنية شعارها السلم في العراق ، السلم بين المركز والاقليم .

الى هذا الشعار يجب ان ينهض العرب والكورد والتركمان من أجل فرض السلام ولكي لايذهب أحد من ابنائنا ضحية لحروب ومعارك عبثية اخرى ، و لا يلف  السواد نساء العراق سواء في المركز او في الاقليم ، ولكي يتفرغ ابناء شعبنا للبناء بدلا من الدمار والخراب والحروب.

السلم في العراق ، السلم بين المركز والاقليم

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter