|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  11  / 8 / 2014                       د. مؤيد عبد الستار                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

عصابات داعش ومحنة رئاسة الوزراء

د. مؤيد عبد الستار

خلال ايام قليلة استطاعت داعش الانتصار على قوات وفرق الجيش العراقي المرابطة في الموصل والمنتشرة في ديالى والرمادي وصلاح الدين .

بعد ان سيطرت على محافظة الموصل وتمكنت من ارهاب الناس توجهت نحو سنجار واستابحت اهلها وشردت سكانها ، ومن ثم توجهت نحو اربيل فاسقطت العديد من القرى والاقضية في سهل نينوى بسرعة غريبة ، مسجلة انتصارا على كتائب البيشمركة ، حتى اعلن الرئيس الامريكي اوباما انه امر سلاح الجو الامريكي بقصف داعش وايقاف زحفهم على اربيل .

ومن الحجج التي ساقها المسؤولون في المركز ان قادة الفرق والالوية خانوا الامانة وتركوا الجيش دون قيادة ففر الجنود واستولت داعش على الذخيرة والعتاد والاليات العسكرية . والسؤال هو من اتى بهؤلاء القادة الى تلك المراكز الكبيرة مثل قادة فرق وقادة الوية ، واين يوجد مثل هذا العدد من الخونة ، في اية دولة واي جيش ؟!

واذا تركنا القوات الحكومية وعلة خيانة قادة الجيش ، فلماذا استطاعت عصابات داعش الانتصار على كتائب البيشمركة المرابضة في سنجار وسهل نينوى ؟ واذا كانت اسلحة البيشمركة غير كافية للدفاع عن مناطق كردستان رغم ميزانية الاقليم فكيف استطاعت داعش الحصول على اسلحة تفوق اسلحة وتجهيزات البيشمركة ، ومن هو الممول لها ومن اين يأتيها هذا السلاح النوعي ، علما ان مصادر السلاح النوعي معروفة في العالم ، فاما ان يكون لديك سلاح من روسيا وحلفائها مثل الصين والهند ، او من امريكا وحلفائها مثل اوربا و كوريا الجنوبية ؟ فمن اين اتى سلاح داعش ومن الممول ؟!

المطلوب من الحكومة العراقية ومن حكومة اقليم كوردستان تنوير الشعب بما يواجهه من مؤامرات وما يخطط له لاخضاع العراق وتمزيقه كي يكون الجميع على علم بمصيرهم والدفاع عن انفسهم ، لا ان يكونوا لقمة سائغة لعصابات الاجرام الداعشية .

وبينما يغرق العراق في لجة داعش و تمد له امريكا حبال النجاة بطائراتها القاصفة ، تعيش الطبقة السياسية العراقية صراعا مريرا على منصب رئاسة الوزراء . فلا يؤلمهم ما يمر به العراق من خوف ورعب ودمار ، وانما يؤلمهم ان يخسر قوم منصبا يدر السمن والعسل على اهله وهم في غيبوبة عن الواقع والمصير الذي ينتظرهم ، مثلهم مثل الخليفة العباسي الذي احاط المغول بعاصمته بـغداد فيما حرص هو على دفن خزائنه واخفائها بدلا من شراء السلاح وتوزيعه على الجند ، فاستسلم اخيرا وسلم مفاتيح بغداد وهو صاغر.

ياقوم يامن تعيشون في غفلة وسكرة خمور الواحة الخضراء ، انتبهوا واتركوا الصراع الذي تلهون انفسكم به وانهضوا لحشد قواكم الخائرة عسى ان تتمكنوا من درء شرور العصابات الهمجية التي تفتك بالبلاد .. فان لم تستطيعوا اليوم حسم مسألة رئاسة الوزراة سوف تفقدون الخيط والعصفور غدا .


 

 

 

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter