|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  10  / 5 / 2017                                 لطيف نعمان سياوش                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

طرفه حقيقيه من زمن الحرب

لطيف نعمان سياوش
(موقع الناس)

في حرب القادسيه لما اشتعلت الجبهه التي كان الجندي المكلف اشور دنخا بنيامين يقاتل فيها .. تحديدا في قاطع عمليات بدره وجصان ابان اواسط الثمانينات ..
بادر آشور على الفور بتسجيل عيادة ، وظل يتلوى مدعيا ان بواسيره هاجت عليه وما عاد يستطيع الحركه .. على ما يبدو انه كان قد بيّت بواسيره ليوم ساخن كهذا ولم يبادر لعلاج نفسه برغم اوجاعه المبرحة ..

على صوت المدافع المدوّيه ورائحة البارود حصل هذا في صباح يوم ربيعي ملتهب ..
تم نقله الى وحدة الميدان الطبيه ..
بعد اجراء الفحوصات الاوليه عليه .. قرر الطبيب احالته الى مستشفى الرشيد العسكري ..
تم فحصه مرة اخرى وقرر الطبيب ادخاله صالة العمليات واجراء العمليه الجراحيه له ..
تم تخديره واجراء عملية البواسير ..

لما اراد العقيد الطبيب الجراح الكتابه على طبلة المريض قرأ اسمه :- الجندي المكلف اشور دنخا بنيامين .. ضحك وقال :
هذا من قوم عيسى اكيد ممطهر ..خلي اطهره ما طول بعده متخدر !!
فقلبه واجرى عملية الختان لأحليله ..

عندما افاق اشور من تأثير المخدر بدأ يشعر بالالم من الخلف والامام ..
وبينما هو في غمرة تأثير المخدر ويشعر بحالة بين الوعي واللاوعي كشف اللعبه ، فصار يكيل السباب والشتائم بصوت عال لمستشفى الرشيد العسكري ، وجميع الاطباء والضباط العاملين فيها ، والقادسيه المشؤومه ، ولم يسلم من لسانه احد ، بل شملت شتائمه الخميني ، والنظام الايراني ايضا ، ولا أحد يدري كيف سلم صدام حسين من سطوة لسانه في تلك اللحظة الحرجة . ولو كان قد فعلها لأصبح في خبر كان من يومها..

بأختصار شديد كان آشور قد تحول الى بركان مليء بالسباب والشتائم التي لم يسلم منها احد - لكنه سلم من نيران الجبهه المشتعله التي كانت وحدته قد شاركت بها ، وقدمت تضحيات جسام خلالها ، راح ضحيتها أعداد كبيرة من رفاقه بين شهداء وجرحى ..




 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter