|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  25 / 8 / 2016                                 د. كاظم حبيب                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

مدى الاستفادة من التجارب والدروس الغنية لنضال الشعب الكردي؟

كاظم حبيب
(موقع الناس)


إن الدارس لتاريخ الشعب الكردي منذ التقسيم الأول لكردستان بين الدولة الفارسة والدول العثمانية في العام 1534، يدرك بوضوح مدى التضحيات التي قدمها هذا الشعب من أجل حصوله على حريته واستقلاله واستثمار موارده لصالحه. ولم تكن تلك التضحيات دون تجارب غنية نشأت عنها بالضرورة مجموعة من الدروس الغنية التي ي فترض أن يستفيد منها الشعب الكردي في نضالات الراهنة في جميع الأقاليم التي تعرضت للتقسيم الثاني في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبفعل اندحار الدولة العثمانية، إذ بقيت الدولة الفارسية محتفظة بالقسم الذي خضع لها وهيمنت عليه منذ التقسيم الأول، في حين وزع الباقي الذي كان من حصة الدولة العثمانية وهيمنتها الفعلية إلى ثلاثة أقسام، قسم بقي في الدولة العثمانية ومنذ في لدولة التركية الحديثة، وقسم أصبح جزءاً من الدولة العراقية في العام 1926 على وفق قرار مجلس عصبة الأمم، والقسم الثالث ألحق بالدولة السورية. وعلى هذا الأساس حظيت شعوب المنطقة كلها بنشوء دولها الوطنية، في حين بقي الشعب الكردي مقسماً ودون دولة توحد أرضه وشعبه.

وهذه الحقيقة المرة لا يؤيد أن يعترف بها المحتلون لهذا المناطق بفعل الهيمنة الاستعمارية على كامل الشرق الأوسط في أعقاب الحرب العالمية الثانية وتوزيع أسلاب الدولة العثمانية على الدولتين البريطانية والفرنسية كمناطق احتلال لهما. وكما وعد الحلفاء العرب على السماح لهم بتشكيل دولتهم العربية الموحدة، منح الكرد وعداً بإقامة دولتهم الكردية. وإذ تسنى للعرب إقامة أكثر من دولة في منطقة الشرق الأوسط، لم يسمح للكرد حتى الآن بإقامة دولتهم الوطنية المستقلة الموحدة أو دولهم المستقلة فمن قب الدول التي وزعت عليها.

وفي الأقسام الثلاثة من كردستان، الخاضعة للعراق وتركيا وإيران، نهضت حركات سياسية نضالية تطالب بالحريات العامة والحيا الديمقراطية والاعتراف لها بحق تقرير المصير. وكانت أقوى تلك الحركات بكردستان إيران والعراق، وفيما بعد بكردستان التابعة للدولة التركية أيضاً. وتبلور نضال الشعب الكردي في كردستان إيران بإقامة جمهورية مهاباد في العام 22/1/ 1946 بقيادة القاضي ملا محمد، التي ضربت بقسوة شديدة من جانب الحكم الإيراني والشاه رضا بهلوي، وتحت سمع وبصر الدول المتحالفة ضد الدولة النازية الألمانية وبقية دول المحور.
 

        


 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter