|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  24 / 5 / 2016                                 د. كاظم حبيب                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

قادة البيت الشيعي يسترخصون دماء الشعب!

كاظم حبيب
(موقع الناس)

زعيم آخر من زعماء حزب الدعوة الإسلامية وتحالف البيت الشيعي، "التحالف الوطني!"، تلطخت يداه بدماء الشعب العراقي، رئيس الوزراء الجديد يلتحق برئيس الوزراء السابق بهدره دماء الشعب، دماء المتظاهرين سلمياً، بغض النظر عن خطأ اقتحام المتظاهرين لـ"وكر الثعالب والذئاب" ببغداد. "ونقلت وكالة "المدى برس" عن مدير دائرة صحة الرصافة السيد عبد الغني السعدون، إن "... الإصابات بين صفوف المتظاهرين الذين اقتحموا المنطقة الخضراء ارتفع الى 500 شخص"، مبيناً ان "معظم الإصابات تمثلت بحالات الكسور والاختناق، فضلاً عن الاحتكاك بالأسلاك الشائكة".  ولم يعلن رسمياً عن وجود وفيات حتى الآن!

نحن أمام حالة نوعية جديدة من الممارسات الحكومية التي يقودها العبادي، وهي تذكرنا بالممارسات الفاشية والعدوانية الطائفية التي مارسها رئيس الوزراء السابق ضد المتظاهرين والمطالبين بتحسين الأوضاع والخدمات العامة، وخاصة الكهرباء، ومكافحة الفساد والإرهاب ببغداد والفلوجة في أعوام 2011 و2013 و2014. نحن أمام إعطاء رئيس الوزراء العراقي "الجديد" الأوامر الحاسمة للقوات الأمنية العراقية بتوجيه أسلحتهم إلى صدور المتظاهرين العزل، إذا ما اقتحموا البوابات المحرمة، دون أن يطلب منهم الدخول بحوار ومفاوضات مع المتظاهرين لإقناعهم بتسليم مطالبهم لأجهزة الأمن لإيصالها إلى رئيس الوزراء. ولو لم يكن لدى هذه القوات أوامر واضحة من رئيس الوزراء باستخدام الرصاص الحي والرصاص المطاطي وخراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع، لما تجرأت أجهزة الأمن وصوبت نيرانها إلى صدور وظهور المتظاهرين، ولما سقط هذا العدد الكبير من الجرحى، واصابات بعضهم خطيرة خلال ساعات قليلة من وجود المتظاهرين امام بوابات الأوكار السيئة الصيت للنخب الحاكمة العراقية الجبانة التي تخشى السكن مع  أبناء وبنات الشعب وتحمي نفسها بأسوار وألاف رجال الأمن، وتترك الشعب يُقتل بعمليات الانتحاريين الجبناء والعربات المفخخة، في حين تنام تلك النخب الحاكمة مع أفراد عائلاتهم بحماية تلك الأوكار وقوى الأمن الداخلي.
لم تكن مسؤولية المتظاهرين ما حصل يوم الجمعة المصادف 20/5/2016 ببغداد، بل إن ما حصل يقع على عاتق رئيس السلطة التنفيذية أولاً وقبل كل شيء، ومن ثم السلطة التشريعية والسلطة القضائية، لأنها تنكرت لما وعدت به الشعب، إذ ينطبق عليها قول الشاعر،

مواعيد عرقوب لها مثلاً                 وما مواعيدها إلا الأباطيل

نحن أمام إصرار قادة البيت الشيعي الخرب، وقادة ميليشياتهم الطائفية المسلحة، وهم الأكثر طائفية وتمييزاً وإساءة لهوية المواطنة، الذين اجتمعوا وقرروا الإصرار على المحاصصة الطائفية المذلة لبنات وأبناء الشعب، والتي يرفضها المتظاهرون والمعتصمون ويصرون على عملية التغيير الجذرية للنظام الطائفي الذي دفع البلاد إلى المستنقع المتعفن الراهن. لقد فقد البيت الشيعي مصداقيته أمام الشعب العراقي منذ اليوم الأول لوجوده، ولولا حماية ورعاية المرجعية الشيعية لهم ودعوتها الشديدة لانتخابهم، واعتبار من لا ينتخبهم "خارج عن الدين والمذهب!"، لما بقي هؤلاء في البرلمان أو في الحكومة العراقية. ولكن المرجعية تحدثت وما تزال تتحدث بلسانين يخطئان الهدف، لسان لإقناع المتظاهرين بأن المرجعية الشيعية معهم، ولسان آخر يقول للحاكمين المستبدين "سيروا على بركة الله ونحن معكم!". وهاهم يتلقون الدعم والتأييد من المرشد الإيراني الأعلى الذي يسعى لإعادة رئيس الوزراء السابق إلى رئاسة السلطة التنفيذية بأي ثمن حتى وأن تطلب الأمر سقوط المزيد من الضحايا العراقيين. من حقنا أن نقول وبصراحة بـ "أن الحكومات العراقية المتعاقبة التي يرأسها أعضاء من التحالف الوطني هم طيارات ورقية خيوطها بيد خامنئي وحوزته بإيران!" والعذر للرفيق فهد (يوسف سلمن يوسف الذي قال عن حكومات العهد الملكي ما يلي: "الحكومات العراقية المتعاقبة طيارات ورقية خيوطها بيد سميث وآل سميث".

نحن أمام تطور جديد يزداد خطورة، أمام احتمال حصول صدام بين المليشيات الطائفية المسلحة، التي تعرض حياة المزيد من أبناء وبنات الشعب إلى الابتزاز والقهر والموت المحتم. إن رئيس الوزراء الحالي ليس برجل الساعة، بل هو من المجموعة الضالة ذاتها التي تتحكم بالسلطة والمال والنفوذ، تتحكم بالشعب المستباح، منذ ثلاث عشر سنة والتي سلمت ثلث للبلاد إلى المحتلين المجرمين الدواعش ونهبت الأموال وجوعت الشعب، فهو ما يزال يعمل تحت أمرة رئيس حزبه، رئيس الوزراء السابق.

الناس بالعراق غير بعيدين من احتمال ارتكاب جرائم جديدة باسم الدفاع عن الوطن ضد الفوضى والاندساس، ودعماً لجبهة المعارك ضد الدواعش! إنها الحيلة الخبيثة التي يلجأ إليها كل من يسعى على التسويف في ما وعد به الشعب من إصلاح وتغيير ورفض الطائفية السياسية.

إن على قوى المجتمع المدني الديمقراطي، على قوى الحراك المدني الشعبي، أن تنتبه لما يراد للمظاهرات السلمية والمدنية التي تنتظم أيام الجمعة منذ أغسطس/آب ا2015، المظاهرات التي تطالب سلمياً ودون التجاوز على مؤسسات الدولة، بعملية إصلاح وتغيير جذريين للنظام الطائفي الحاكم ومحاصصاته المذلة، إذ إن قوى معسكر النخب الحاكمة تنتظر حصول صدام بين المتظاهرين والمعتصمين من جهة وقوى الأمن الداخلي من جهة أخرى، لترفع الحظر عن توجيه الضربات لها. فهناك في معسكر الحكومة من يريد ذلك ليجهز على الحراك المدني الشعبي وتصفيته. إنها مؤامرة قذرة يفترض الانتباه لها وعدم الانجرار وراء أعمال مغامرة لن تنفع سوى النخب الحاكمة الفاسدة والفاشلة والمصابة بالفاقة الفكرية والسياسية والمبتعدة كلية عن نبض الشارع، والساقطة في نبض المصالح الأنانية الضيقة المناهضة لمصالح الشعب.           

 












 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter