|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  17 / 12 / 2017                                 د. كاظم حبيب                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

     

وماذا يجري بالموصل ونينوى بعد الانتصار المعلن على داعش؟

د. كاظم حبيب
(موقع الناس)

بعد أن نشرت سلسلة من المقالات حول الكثير من المواضيع المهمة الجارية بالعراق، بما في ذلك حول الموصل والنازحين، لاحظ صديق عزيز، مع حفظ الأسماء، ما يلي:
"استاذي الكريم، مازال الآلاف من الضحايا الأبرياء في الموصل تحت الأنقاض، وليس هناك اهتمام بإخراجهم، كما أن آلافا أخرى فقدت معيلهم وكل ما تملك، وأصبحوا حتى بدون لقمة خبز، والحكومة سادرة بغض النظر، رجاء انظروا الى هذين الشريطين:
https://www.facebook.com/ALMossul/videos/480906858976033 /
وربما رأيتم هذا لأنه ألماني:
https://www.facebook.com/ZeitimBild/videos/10155387180396878
 /
تحياتي" (أرشيف ك، حبيب).

وكنت قد وجهت استفساراً لصديق عزيز يعيش في المنطقة استفسر منه عما يجري بالموصل ونينوى بعد الانتصار المعلن على داعش، فكان جوابه الآتي:
“ عزيزي الدكتور كاظم حبيب المحترم .. تحية وتقدير .. حول الموصل لا يزال الخوف والقلق موجود في صفوف العائدين .. الى جانب الاهمال التام بموضوع اعادة بناء ما دمره الارهابيون والعمليات العسكرية .. كما أن هناك اعداداً كبيرة تخاف من العودة لا سيما في الجانب الايمن (المنطقة القديمة) .. وبيوتهم مدمرة للغاية.. اما مناطق سهل نينوى برطلة قره قوش كرمليس رجعت الكثير من العوائل المشكلة الان الحشد الشبكي الذي يقوده النائب حنين القدو بدأوا بممارسة اساليب استفزازية + تحرش + اسلوب جاف في السيطرات + رفع رايات مذهبية بشكل غير طبيعي الخ .. الناس جدا مستائين منهم ومنهم من يفكر بالرجوع الى عنكاوا .. تقبل تحياتي." (أرشيف كاظم حبيب).

والآن اليكم ما ذكره البلاغ الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بتاريخ الخميس 14/ 12/ 2017 والمنشور على صفحت جريدة "طريق الشعب" ص 5 + 6 + 7 + 8 بشأن المناطق التي كانت تحتلها داعش (الموصل ونينوى): وتحت عنوان "عودة النازحين وإطلاق عملية البناء" ما يلي:
"والى جانب المهمات الملحة المتمثلة بتأمين المناطق المحررة من المفخخات والألغام والعبوات التي زرعها التنظيم الإرهابي في هذه المناطق، والقضاء على جيوب الإرهاب المتبقية وكشف خلاياه النائمة ومنع تسرب الإرهابيين مجددا إليها، يتوجب الإسراع في إعادة الخدمات الأساسية اليها. وان مواجهة حجم الدمار الحاصل تحتاج الى معونة ودعم دوليين، والى العمل على توظيف كل الامكانيات لتأمين عودة سريعة للنازحين الى بيوتهم وقراهم ومدنهم، والتعامل المرن من جانب السلطات المعنية بذلك بعيدا عن كل ما يمس التركيب الديموغرافي للسكان، وعن اي محاولة للتعامل وفق مقاسات سياسية وطائفية وانتخابية. وعلى ان يتم ذلك من دون الاخلال بمعايير الامن والاستقرار، مع التوجه الى قطع الطريق على استئناف البؤر الارهابية نشاطها الاجرامي.

وتبرز بعد الانتصار على داعش مهمة عاجلة لا تقبل التأجيل او التراخي، تتمثل في السعي الحثيث الى ترميم النسيج المجتمعي في المناطق المحررة. فجرائم داعش والانتهاكات البشعة التي ارتكبها بحق أهالي تلك المناطق، كما حصل للنساء الإيزيديات مثلا، ومشاركة بعض أهالي المناطق ذاتها من الدواعش في هذه الجرائم، خلفت أحقادا ونزعات قوية للثأر لدى بعض ذوي الضحايا وعشائرهم، وذلك ما ينبغي تداركه وتطويقه عن طريق إدارات فاعلة، على المستويين المدني والأمني، تحظى بثقة الأهالي، وتكون بعيدة عن التعصب القومي والديني والمذهبي والمناطقي، وان يكون القضاء هو الفيصل في نهاية المطاف لحسم الاشكالات الحاصلة.

ان العديد من القيادات السياسية والادارية والامنية في المناطق التي سيطر عليها داعش قد فقدت الكثير من صدقيتها امام الاهالي، وان البعض منها تلاحقها تهم الفساد، وحتى التواطؤ بهذه الدرجة او تلك مع الارهابيين او التخلي عن مناطقهم والهروب الى مناطق آمنة، فيما المواطنون يعانون الامرين في خيام اللجوء والنزوح، او يضطرون للبقاء تحت همجية التنظيم الارهابي. لذا فان هناك الكثير من الشكوك بشأن قدرة نفس القيادات على ادارة هذه المناطق بعد تحريرها، فضلا عن وجود مخاوف جدية من ان تتعرض الاموال التي ستخصص لإعادة الاعمار والبناء الى السرقة، كما حصل بالنسبة الى تلك المخصصة للنازحين، او ان تبدد عن طريق ادارة غير سليمة لها.

ان اوضاع هذه المناطق تحتاج الى اهتمام أكبر من جانب كل الاطراف الحكومية، وكذلك الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية. فالمهمة العاجلة هي إعادة الحياة الطبيعية اليها، والتعامل معها باعتبارها مناطق منكوبة، والسعي الى النأي بها عن صراعات المصالح والنفوذ. وهناك في هذا المجال دور كبير لأبناء هذه المناطق في التحرك والسعي الى فرض ارادتهم عبر مختلف التشكيلات والهيئات الضاغطة، وبما يساعد على اجتذاب العناصر الكفؤة والوطنية والنزيهة الى العمل وتولي المسؤوليات وخلق الاجواء لتحقيق مصالحة مجتمعية فاعلة."

وأجد نفسي منساقاً إلى خارطة الطريق التي طرحها الزميل والصديق العزيز الأستاذ الدكتور سيار الجميل ومتفقاً معه، بعنوان هل تعود الموصل إلى الحياة.. كما هيروشيما؟ والتي نشرت بتاريخ 24/07/2017 وفي موقعه الشخصي، التي أكد فيها ما يلي:

"أولا: تشكيل هيئة حاكمة وقوات ردع تستمد صلاحياتها من الحكومة المركزية، وهي قيادية عسكرية واستشارية مدنية محلية، لتوطيد الأمن والنظام على مدى خمس سنوات، لمنع أية خروق أو إحداث أعمال شغب، وأخذ ثارات وعمليات فساد، وقطع دابر الإرهاب.

ثانيا: تأسيس هيئة إعمار فنية وخدمات بلدية من أبناء المدينة للإعمار والصيانة لكلّ المؤسسات الحكومية والمستشفيات والمعامل والدوائر والشوارع والكهرباء والماء والحدائق والأبنية الرسمية وغيرها.

ثالثاً: تأسيس وزارة عراقية باسم وزارة الموصل لتأمين إعمار المدينة، بعد خرابها، يقودها خبير مختص، وتخصيص ميزانية لإعمار الموصل، مع هيئة مالية ورقابية للصرف والنزاهة والرقابة، بحيث تكون صمام أمان على الودائع والمنح والتبرّعات من الدول والمنظمات وصناديق الإغاثة، وتخضع للتفتيش الدوري الأسبوعي.

رابعاً: الإسراع في إصلاح الجسور الخمسة بين الساحلين، الأيمن والأيسر، وإصلاح المستشفيات والمستوصفات كلها، ثم الجامعة وكل المدارس، مع توفير الكهرباء والماء.

خامساً: تأمين عودة النازحين إلى بيوتهم ومناطقهم، مع تسهيلات عودتهم وضبط أماكن وجودهم، شريطة عودة أهل الموصل فقط، بعيدا عن الغرباء والطفيليين الذين قدموا قبل “داعش”، في أثناء وجودها، وبعد زوالها، فمن الضرورة، الحفاظ على ديمغرافية كل محافظة نينوى.

سادساً: تعويض الذين تضررّوا جراء وجود “داعش”، وفي أثناء تحرير المدينة، وعودة الحقوق إلى أصحابها من كل أبناء الطيف، مع تأمين مستقبل المعوقين والأيتام والمشرّدين.

وأخيرا، تحيّة مباركة الى كلّ الشهداء العراقيين الابرار، والى كلّ الضحايا الابرياء الذين سالت دماهم وذهبوا من اجل العراق وحريته ومستقبله، فهم قرابين هذا الوطن .. تحيّة الى كلّ المقاتلين الصادقين .. الى كلّ من قضى تحت الأنقاض .. الى كلّ الصامدين والمنكوبين في الموصل وانحائها قاطبة .. الى اليتامى والارامل والمشردين والمعوقين والمسحوقين. نأمل ان يأخذ كلّ المسؤولين والمواطنين مثل هذه المقترحات في أعلاه على محمل الجدّ، من أجل اعادة البناء والتعلّم من التجارب المضنية والدروس القاسية ..

نأمل أن يتخّلص العراق مستقبلاً من كلّ أمراضه ومن كلّ الاوبئة التي تجتاحه، وتعود الموصل إلى الحياة، كما عادت هيروشيما في اليابان من قبل.. إنني متفائل بعودتها بإذن الله، فقد تميّز أهلها بالصمود الاسطوري والعمل الجاد والمهنيّة والفن والإبداع والاستجابة لأشدّ التحديات التاريخية المريرة."

لا أجد ما أضيفه إلى الكوارث التي حلّت بالموصل ونينوى، والتي أجد ضرورة توسيع موضوع وزارة خاصة بالموصل إلى أن تكون وزارة خاصة بإعمار محافظة نينوى بما فيها عاصمتها الموصل، وما ينبغي القيام به لمعالجة إعادة البناء والتعمير ومعالجة المشكلات الصحية والنفسية والاجتماعية التي خلفتها الكوارث المتتالية خلال طيلة الفترة المنصرمة منذ سقوط الدكتاتورية حتى الآن ولاسيما في أعقاب تسليم الموصل ونينوى بأيدي داعش في ظل النظام السياسي الطائفي ومحاصصاته المذلة للمجتمع العراقي والإنسان الفرد أيضاً وتحت حكم الوزارة السابقة ورئيسها السابق.

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter