|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  4  / 4 / 2017                                د. خليل عبدالعزيز                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الموصل دماء ودموع

د. خليل عبد العزيز
(موقع الناس)

ما يجري في مدينتي العزيزة الموصل من احداث هو في الواقع مأساة دامية والضحية هم بنات وأبناء الموصل وتدمير المدينة بكاملها. ان كل ذلك يعود الى السياسة الرعناء والطائفية التي مارسها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وقيامه بتسليم المدينة والأسلحة التي يقدر ثمنها ب 12 مليار دولار الى المنظمة الارهابية داعش. والآن وبعد بدء العمليات لتحرير الموصل من الإرهابيين يبدو الوضع معقداً جداً فهناك أوساط غير قليلة من السكان يؤيدون بهذا الشكل أو ذاك داعش من منطلقات طائفية واستناداً الى ما كان يجري من تصرفات واعتداءات وتجاوزات على أساس طائفي، كما وان القوات العراقية التي تقاتل من أجل تحرير الموصل لا يخلو قسم منها من قناعات طائفية، ومن هنا فان الدمار الواسع وأنهار من الدمار وتشريد ونزوح السكان -ان استطاعوا او توفرت لهم الظروف الآمنة- من مساكنهم وأحيائهم .

ان القتلة من الجانبيين لا يعيرون أي اهتمام لسلامة وأمن المواطنات والمواطنين الأبرياء، ورغم النداءات الداعية لتجنب القتل والتدمير الا ان الأمور تسير حسب أهواء المقاتلين .

لا شك ان تحرير الموصل من الإرهابيين هو الهدف الأساسي للقوات المسلحة العراقية والميليشات التي تعمل معها وتخضع من الناحية الرسمية لتوجيهات وأوامر القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، ولكن الأمور لا تسير بالشكل المطلوب. أما الأصوات التي تندد بعمليات التدمير والقتل فان أغلبيتها صادرة من نفس الجماعات التي ساهمت بتسليم الموصل الى الإرهابيين بدون أطلاق رصاصة واحدة ... وهذه الأصوات هي في الواقع وعملياً تدعو الى الكف عن ملاحقة الارهابيين الداعشيين وتصفيتهم، ويلاحظ بان أغلبية هؤلاء الداعين لوقف العمليات العسكرية لتحريرالموصل هم من البعثيين وأنصارهم المتعاطفين مع الارهابيين والذين ليس من مصلحتهم القضاء على داعش وان هدفهم الأساسي تصفية الواقع السياسي الراهن .

الآن الموصل تواجه قضية اعمار واعادة بناء المدينة، وفي لقاء وحديث مع مدير مشاريع الاعمار في الموصل في عاصمة اقليم كردستان العراق اربيل قال، بان عمله يجري في نطاق برنامج التنمية للامم المتحدة
UND، وان المشكلة الرئيسية في عملية الاعمار هي قيام البعض بسرقة ونهب المعدات والأجهزة وعرقلة جهود الامم المتحدة. وقال تصور ان محطة ضخمة لتوليد الكهرباء جرى نصبها في معسكر الغزلاني وفي صباح اليوم التالي تم سرقة المحطة وأشار الى ان عملية السرقة والنقل تحتاج الى رافعات وشاحنات ضخمة لا يمكن ان تتوفر لسراق عاديين بل ان القوات المسلحة هي بامكانها تنفيذ ذلك. وأكد المسؤول عن عمليات الاعمار بان هناك مشاكل كثيرة تواجه منظمات التنمية للامم المتحدة وعلى رأسها الرشاوي والسرقات، وقال بان تنفيذ المخططات الحكومية تتميز بمحاولات التلاعب والغش والرشاوي والسرقات .

ان الموصل تعيش وسط بحر من الدماء والدموع ... الجميع ينتظر مستقبلاً مظلماً بعد التحرير، فالقوى الطائفية وتدخلات القوى الطائفية وتدخلات -الاشقاء - وتركيا تريد تنفيذ اهدافها واطماعها في الموصل الحدباء وتبذل الجهود في عرقلة التحرير الكامل ومن ثم البناء وتساعد الداعشيين والبعثيين والخونة على تحقيق مخططاتهم الاجرامية .

مدينة الموصل كما تبدو اليوم ...



 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter