كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

السبت 24/1/ 2009

الكوتا "مسيحية" والقوائم الوطنية "قومية" ..!! كامل زومايا ( الكوتا) كما يحلو للبعض تفسيرها بأنها دينية الا انها قومية وممثلة لأبناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) ليس بهذا المقعد اليتيم التي انتجته المحاصصة بين الكتل الكبرى وما يدور من صراعات خلف الكواليس في مجلس النواب من اجل تهميشنا واقصائنا بغض النظر ان كانت حصتنا ثلاث مقاعد او مقعدا واحدا فالهدف واحد، فألاشكالية هي في الاعتراف بنا كمكون اصيل من مكونات الشعب العراقي او لا .. فتارة يتم التجاوز علينا كجالية في عراقنا العزيز وتارة اخرى نحن مقيمين في اقليم كوردستان ، كما يحلوا للبعض من القادة السياسيين عربا كانوا ام كوردا ، لذا ومن هذا المنطلق علينا ان ننظر للصراع على (الكوتا) كتمثيل لمكون من مكونات الشعب العراقي المتآخية ، اما مقاعد مجلس محافظة نينوى بالذات والمحافظات الاخرى سوف لا تضيف لنا شيئا لأن انتخابات مجالس المحافظات كأي انتخابات هي من اجل الارتقاء خدماتيا لهذه المحافظة او تلك ليس الا . وعليه كان من المفروض باعتقادي ان تدرك جميع الاحزاب القومية ان انضمامها لقائمة واحدة كان افضل لها في حالة التنسيق وبهذه الحالة رفض الكوتا كان افضل ، ولكن للاسف هذا لم يحصل ، او كان في اسوء الاحوال ان تكون هناك قائمتين متنافستين بوجود (الكوتا) لعدم تحمل ساحتنا السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري اكثر من ذلك بسبب عدم وجود تباين فكري او اتجاهين او منهجين مختلفين في حياة شعبنا في نظرتهم للمستقبل ، الا ان هناك مواقف وتناقضات شخصية اكثر مما هي فكرية ولنأخذ هذه القوائم كل على حده ودور احزابنا الاخرى ... قائمة عشتار الوطنية تعتمد في خلفيتها الفكرية والسياسية على ضرورة توحيد صفوف شعبنا امام المخاطر والتحديات الكبيرة التي تهددنا كقومية اولا في وطننا العراق العزيز لذلك جائت مطالبتها بالتسمية الموحدة من ضرورات العمل والتنسيق بين الاحزاب المؤتلفة في قائمة عشتار الوطنية ، ونقطة هامة اخرى هي الرؤيا الواضحة لمصلحة شعبنا بعد التغيير الحاصل في عراقنا السياسي بعد 9 /نيسان/ 2003 ، ان تكون لنا مشاركة سياسية مع ابناء الوطن الواحد واننا نتطلع الى عراق ديمقراطي فدرالي موحد يضمن حقوق "الاقليات" وتترجم مضامين الدستور في رفع الحيف الذي اصاب مكونات الشعب العراقي ومنهم شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) على ارض الواقع ، من خلال اقامة سلطته الذاتية في مناطق تواجده التاريخية الحالية ، والتي تعد مطالبته هذه احدى ضرورات المشاركة السياسية في الوطن الواحد ، والتاكيد على الثوابت الوطنية غير خاضعين لاجندة احد وان نعمل من اجل تعميق الاخوة مع اهلنا في الوطن عربا وكوردا وتركمانا ومن خلال هذا النهج نكون جسرا للمحبة بين جميع ابناء مكونات الشعب العراقي. قائمة الرافدين الوطنية هي الاخرى قائمة قومية بامتياز ممثلة بالحركة الديمقراطية الاشورية فقط ،التي للاسف باتت مقتنعة بأن العمل الجماعي والتنسيق بين الاحزاب القومية لم يجدي نفعا، بالرغم من التحديات الكبيرة والجسيمة التي نواجهها على مستوى الوطن من تهديد لوجودنا في العراق عموما وفي مناطق تواجدنا الحالية التاريخية خصوصا، الا انها تعبر في تصريحاتها عبر قادتها بانها مع وحدة التسمية (الكلدانية السريانية الاشورية)، وهذه نقطة مهمة لوجود ارضية مشتركة مع الاحزاب الاخرى والنقطة المهمة الاخرى وهي باعتقادي مهمة جدا وستراتيجية في العمل القومي مسالة المطالبة بالحكم الذاتي ، فبالرغم من التصريحات المتكررة للقادة المسؤولين في الحركة بأنهم من حيث المبدأ ليسوا ضد المطالبة بالحكم الذاتي، الا انهم للاسف يغرقون غالبا بالتفاصيل مع العلم علينا بداية ان نتفق من حيث المبدأ كشعب لنا حق تكفله جميع المواثيق الدولية بشأن "الاقليات" اضافة الى ما استجد من ظروف سياسية وانفتاح وفدرالية في البلاد يفتح افاق رحبة ليتطلع شعبنا بسلطة ذاتية في اماكن تواجده ويحق لنا فيما بعد الخوض في التفاصيل وتفاصيل التفاصيل ، الا انه حتى تلك المواقف والتصريحات غالبا ما تكون ردود افعال اكثر من هي مواقف سياسية تعبر عن فكر حزب سياسي ذو تاريخ نضالي طويل تشهد له الساحة العراقية ، حيث كان وما يزال ننتظر منها الكثير في ساحة النضال القومي، الا انه وكما قلت هناك ضبابية في رؤية الفكر المستقبلي للحركة .. فماذا تريد...؟؟ وما هي رؤيتها بعد التغييرات الحاصلة في البلاد...؟؟؟ ، لذلك لم يتم الاتفاق على صيغة معينة حول قضايا الامة مع الاحزاب الاخرى. وان دورها لم يعد ملموسا قياسا لأرثها ودورها ايام الكفاح المسلح وبعد انتفاضة آذار 1991. الاتحاد الديمقراطي الكلداني للاستاذ ابلحد افرام، فقد حضرت للاستاذ ابلحد افرام ندوة اقامها الاتحاد الديمقراطي الكلداني في قرية تللسقف للتعريف بالقائمة وبالاستاذ لؤي فرنسيس مرشح القائمة، فلم أجد مبررا واحدا وجوده خارج السرب ليحلق بعيدا من الاحزاب المتحالفة في قائمة عشتار الوطنية، ففي اثناء ندوته وحتى اللافتة التي كانت خلفه كانت واضحة بان حزبهم الاتحاد الديمقراطي الكلداني سوف يلبي ويعبر عن مصالح شعبنا( الكلداني والسرياني والاشوري) وهو يعترف ضمنا هناك شراكة حقيقية ومصالح مشتركة بين ابناء القومية الواحدة بالرغم من تسمياتنا المتعددة وكذلك في تصريحاته وتصريحات مرشح القائمة الاستاذ لؤي فرنسيس يؤكدون بأنهم لايقفون ضد تطلعات شعبنا في اقامة الحكم الذاتي لشعبنا في مناطق تواجده التاريخية خلال احدى اللقاءات الصحفية . الحزب الوطني الاشوري يدور محور المقالة وعنوان المقالة على الموقف المحير لأحد احزابنا القومية الا وهو الحزب الوطني الاشوري، حيث زرت مقرات الحزب في بغداد وفي تللسقف وتلكيف وكذلك كان هناك حوار على هامش اجتماع لجنة تنسيق للاحزاب الذي انعقد في عنكاوة ( حضرته كضيف ) فلم اجد سببا مقنعا بعدم انضمامه لقائمة عشتار الوطنية، بالرغم من وجود تنسيق عالي مع جميع الاحزاب المؤتلفة في القائمة 513، وليس ما يبرره بالدخول في قائمة اخرى كقائمة نينوى المتآخية مع الاعتزاز بها طبعا، وذلك لعدم وجود اختلافات او متناقضات حول حق شعبنا في الحكم الذاتي والتسمية الموحدة. الاخوة الاعزاء في الحزب الوطني الاشوري من ضمن تبريراتهم بعدم انضمامهم لقائمة عشتار الوطنية هو ناتج عدم ايمانهم بالتنافس على مقعد ديني وليس قومي مع احترامهم للدين المسيحي طبعا ، الا انهم يجب ان يتمثلوا بحضورهم القومي وهذا ما يذهبون اليه وهذا من حقهم ايضا، الا ان الغريب في ان انضمامهم لقائمة نينوى المتآخية لم يتمكنوا ان يقنعوا الاخوة القائمين في قائمة نينوى المتآخية بوجودهم القومي كحزب آشوري او كحزب (كلداني سرياني اشوري ) وللتأكيد على ذلك ان جميع الملصقات التي شاهدتها في تلكيف وتللسقف التي تروج لها قائمة نينوى المتآخية ليس لها لا من قريب ولا من بعيد حول حقوقنا القومية ولا فيها شيئا عن مطالبة الحزب الوطني الاشوري سوى ملصق واحد يدعوا في برنامجه الى حماية آمنة للمسيحيين وعلى هذه الشاكلة ( انتخبوا قائمة نينوى المتآخية من اجل حماية المسيحيين وامنهم )، فما بدى مما حدى ايها الاحبة في الحزب الوطني الاشوري!! أم ان الحديث يدور حول مقعد مضمون في تلك القائمة وليس حول التمثيل القومي! ولكن مع هذا تبقى الكوتا .. دينية !! قد يقول قائلا لم لا ؟وهل نكره مقعد اضافي لشعبنا تحت اي مسمى ؟ في الحقيقة هذا مردودا عليه للاسباب التالية: اولا - عليه ان يتبنى برنامج تلك القائمة ولا يمثل في كل الاحوال شعبه . ثانيا - ممكن ان نبرر في المستقبل دخولنا كافراد او احزاب لهذه القائمة اوتلك في الاوضاع الطبيعية ، عندما تكون هناك حقوق المواطنة وحقوقنا القومية مصانة هنا ممكن ان ندخل ونتحالف مع الاخر شريك في الوطن عبر برامج ودهاليز السياسة كل حسب شطارته ، ولكن في الوقت الحاضر الذي نقتل ونهجر ونشرد ونهمش حتى اصبح الحديث عن وجودنا السكاني في نظر الاخرين قاب قوسين او ادنى لدرجة انهم استكثروا حتى المقعد الواحد ... الا نحتاج الى مراجعة واكثر من وقفة في نظرتنا لمستقبلنا القومي !! ان تصريحات بعض من اعضاء مجلس النواب بان (الكوتا) كوته مسيحية كان من المفروض الا تنطلي علينا هكذا الاعيب ، حيث يحاولون ان يروجوا في وسائل الاعلام هكذا تصريحات يراد منها اسلمة المجتمع واعطاء صبغة دينية للمجتمع ، وعلينا ان ننتبه لهكذا منزلقات التي تريد ان تمحي تاريخنا واسمنا القومي وهذا من صلب اجندتهم الفكرية ، فمن مصلحتهم ان نروج بأن الكوتا مسيحية لكي يغتزل تاريخ الشعب العراقي السياسي بأننا مسيحيين فقط الذي نعتز به وليس مطروح للنقاش ، ولكن نحن نتحدث سياسة ولا بد لنا ان نذكر حادثة مشابهة حصلت بعد انهيار النظام الديكتاتوري في 9/ نيسان / 2003 ، حيث كانت هناك مداولات في تأسيس مجلس الحكم وعن مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في مجلس الحكم ، وكانت تلك المفاوضات ليست بمعزل عن كوادر ورفاق واصدقاء وجماهير الحزب حول المشاركة من عدمها، وكانت النتيجة من قيادة الحزب واعضاءه المشاركة في مجلس الحكم، الا ان المغرضين والذين يريدون اسلمة المجتمع روجوا بالاعلام بأن دخول سكرتير الحزب الشيوعي العراقي كان من ضمن المحاصصة الطائفية لكون الاستاذ حميد مجيد موسى من الطائفة الشيعية وهذا منافي للحقيقة لانهم ارادوا مشاركة الحزب الشيوعي العراقي لتاريخه النضالي ووجوده في الساحة ( اول جريدة توزع في بغداد كانت طريق الشعب واول تظاهرة في شوارع بغداد في الاول من ايار عيد العمال العالمي كانت للشيوعيين ومن ضمن المشاركين سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ) ليس كونه شيعيا بل كونه سكرتيرا للحزب الشيوعي العراقي وهذا الموضوع منشور في صحيفة طريق الشعب وموقع الحزب الشيوعي العراقي من خلال اللقاءات الصحفية للقادة الشيوعيين العراقيين ، عليه لابد ان لا تنطلي علينا هكذا الاعيب من الجانب الاخر وليس من الضرورة ان نتبنى موقفا او رأيا من الجانب الاخر بقدر ما هو موقفنا واين تكمن مصلحتنا القومية من هذه القضية او تلك . فليس من مصلحتنا ترويج ما يحلو للغير وان نتلقفه ونبني عليه ، الا انه في المرحلة الحالية علينا ان يكون هناك تنسيق بين ابناء شعبنا بمستوى عال من المسؤولية لنكون اداة ضغط من اجل انتزاع حقوقنا، اضافة الى ذلك ان النتائج لا تقاس دائما بعدد المقاعد الفائزة وعلينا ان نعلم اننا نحبوا في الدرجات الاولى في سلم الديمقراطية . ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في محافظة نينوى والاحزاب الاخرى . صحيح جدا بأن من ينتمي لاي حزب عليه ان يكون امينا على اسراره ويدعم ويطبق برنامجه وان يصوت لقائمة حزبه في الانتخابات ، ولكن ان تصويتك اليوم على مقعد الكوتا بغض النظر لمن تصوت من قوائم الكوتا المتنافسة سيكون تصويتك ضد تهميشك في مجلس النواب وهو تعبير عن سبب رفضك لالغاء المادة 50 وتعبير من الناحية الفنية عن عدد اصواتك مجتمعة في القوائم المتنافسة لتكون ردا واقعيا ليحسب لك حساب في المستقبل . لذا علينا ونتمنى ذلك من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المنتمين للحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي في سهل نينوى ان يصوتوا لقوائم الكوتا ولو لهذه الدورة الانتخابية كما قلنا ، لما لها دور في حياة شعبنا السياسية ويعلمون جيدا القائمين على قائمة نينوى المتآخية نحن نريدهم عونا لنا وسندا لنا في هذه الانتخابات لنحاجج الاخر بعراقيتنا والقوة الصوتية في الانتخابات لتبديد الحجج الواهية للجانب الاخر في تمثيلنا. اخيرا الف مبروك مقدما للقائمة الفائزة في كوتا شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) . غدا رحلة من اربيل الى بغداد .... ومسرحنا الفقير   ¤ احزابنا القومية "الكلدانية السريانية الاشورية " واصرارها على اذلال شعبنا في سهل نينوى ¤ زيارتي الى الوطن