| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كامل زومايا

kamelzozo@hotmail.de

 

 

 

الجمعة 23/1/ 2009



احزابنا القومية "الكلدانية السريانية الاشورية "
واصرارها على اذلال شعبنا في سهل نينوى

كامل زومايا

تسعى احزابنا القومية الكلدانية السريانية الاشورية، عبر خطابها القومي الاعلامي ، بانهم يناضلون من اجل الدفاع عن حقوقنا القومية والسعي من اجل العيش الكريم لأبناء شعبنا وكذلك رفع شأن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطق تواجده وايضا العمل على ان تكون لنا مشاركة سياسية ومساهمة فعالة في بناء الوطن في جميع المجالات ، وتناضل من اجل كبرياء الامة، وتناضل ايضا من اجل ازالة ما لحق بنا من ذل واحتقار مورس بحقنا من شركائنا في الوطن ، وعليه نرى ماكنتها الحزبية ونشراتها الدورية والاعلامية عبر الانترنيت تعمل جاهدة ليل نهار لتؤكد على احترام حقنا كشعب وانسان في حقوق متساوية وغير منقوصة مع ابناء الوطن الواحد ، الا ان هذه الاحزاب نفسها مع الاسف استنسخت بقصد او دون قصد وتسلكت نفس سلوك النظام المقبور وكذلك الانظمة الحاكمة السابقة في تاريخ العراق المظلم من موقفها مع تطلعات شعبنا ،حيث تتعامل مع ابناء شعبنا كأنهم اسرى عزل منقطعين عن العالم الخارجي ويتعاملون معهم ايضا كراعي لهم وكأننا لا سامح الله شعبا كله قطيع بيد هذا الراعي او ذاك حامل العصى لمن عصى ..!!!
هذه الاساليب التي تتعامل بها بعض من احزابنا القومية بحق شعبنا لم تأتي من فراغ فهي وليدة افرازات النظام الديكتاتوري ، هذا النظام الذي حكم شعبنا فترة التسعينيات من القرن الماضي وحتى زوال نظامه في 9 نيسان 2003 عبر التلويح بعصا البطاقة التموينية لمن عصى...!!
ان استخدام هكذا اساليب يندى لها الجبين من احزاب تؤكد عبر برامجها ونظامها الداخلي بانها جاءت لخدمة شعبها، لا من اجل تطويع واستغلال اوضاع شعبنا المأسوية التي يعيشها اليوم خدمة لمصالحها الحزبية الضيقة وذلك من خلال حفنة من السكر والدقيق ولعب وحقائب للاطفال تتكرم بها في هذه القرية او تلك .
في رحلتي الى الوطن شاهدت ولمست كل هذا امام عيني استمعت لشهادات اناس لم اعرفهم حقا ... وهم لا يعرفوني بشكل شخصي ، وهؤلاء ابناء جلدتي الذين استمعت اليهم وتحسست لالامهم ليسوا سياسيين ولكنهم لا يقبلون الانتقاص من كبريائهم وعزة انفسهم ...
ان الاستخدام السييء لدور منظمات المجمتع المدني في حياة المواطن من قبل هذه الاحزاب واستغلالها من اجل المصالح الحزبية الضيقة عبر السيطرة على مقدرات المواطن الذي يئن تحت الاوضاع  الاقتصادية المزرية، يجعل بالنتيجة استحالة بناء دولة علمانية وديمقراطية ودولة مؤسسات، حيث ان كانت هذه تصرفات "طليعة" الشعب المتمثلة باحزابنا القومية القادرة على توزيع المساعدات القادمة من المنظمات المانحة من الخارج والتي لا يمكنها ان تروج لأفكارها الا عبر معدة المواطن ، فيا ترى اي دولة واي حقوق نحن ندافع عنها لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري .
كما وانه ليس صحيحا ابدا ان نضع كل اللوم باسباب نزيف الهجرة على الاوضاع الامنية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن ، ولكن ايضا هناك اسبابا حقيقية ورئيسية وراء ذلك ،حيث ان ما يلاقيه ابناء شعبنا من جراء سلوك وتصرفات تلك الاحزاب والتي تعمل تحت واجهات لمنظمات المجتمع المدني في ذل واحتقار كرامة المواطن هي من اهم الاسباب لنزيف الهجرة عبر تلك الممارسات التي تحدثنا عنها، بألزام المواطن في الانتساب اليهم حزبيا وتطويعه في لتنفيذ اجندتها الحزبية ، وفي حالة الرفض تقطع منه ومن عياله المساعدات الغذائية او ما شابه ذلك التي تعينه على الحياة لبعض الوقت ، ولتجعل من المواطن الذي نريده ان يصمد امام المحن يوميا امام امتحان في احتقار ذاته من اجل وجبة غداء دسمة له ولأطفاله ونتيجة لهذه الممارسات المشينة والمستحيل القبول بها الى مالا نهاية يصل المواطن الى استنتاج حقيقي مر، بأن يهاجر ويترك الوطن وان يتقبل الذل في بلاد الغربة والذي يكون اقل وطئا من الذل الذي يلاقيه من ابناء جلدته وفي قريته بأسم القومية التي نتغنى بها صباح مساء والبكاء على اطلالها التي لا تبعد عنه عدد من الكيلومترات ان كانت حقا بعيدة عنه هذه الكيلومترات المعدودة ..
ان اذلال شعبنا من خلال هذه الاحزاب تحت غطاء منظمات مجتمع مدني واستغلال محنته في هذه الايام العصيبة لهو دليل على افلاس سياسي وعدم قدرتهم في اقناع ابناء شعبنا في توجهاتهم الفكرية، وفي الوقت نفسه تراهم يثقفون ويناصرون بقضايا حقوق الانسان وكرامته وانهم حريصين ان لا يصوروا ابناء شعبنا اثناء توزيع المساعدات حرصا على كرامة الانسان وكبريائه وفي الوقت نفسه يجبرونه على املاء استمارات انتماء لحزبهم ، مع العلم ان المساعدات الانسانية والتي اساسا تأتي من منظمات انسانية عالمية لا تخضع الى اجندة حزبية او دولية وان توزيعها بلا قيد او شرط يتحمله المحتاجين في مناطق الازمات ومنها العراق ...
لقد صعقت من الاصوات التي التفت حولي وهي تتحدث بخيبة امل والهدف المنشود في انهاء العهد المظلم للدكتاتورية ليدشن عهد جديد لدكتاتورية من نوع جديد ، واني في الوقت الذي اطالب هذه الاحزاب واتمنى عليهم برفع الحيف في اسلوب التعامل مع ابناء شعبنا والذين تربطني بهم كاعضاء منتمين لهذا الحزب او ذاك ان يرفعوا ويترفعوا عن هكذا ممارسات التي تضر ولا تنفع في حياة ابناء شعبنا وقضايانا المصيرية .
ان من يريد ان يساعد شعبنا في محنته عليه ان يعلم جيدا ، ان كرامة بنات وابناء شعبنا خطا احمرا وعليهم عدم اجتيازه تحت اي مبرر وتحت اي غطاء ولا تبرر هكذا افعال بانها فردية وعلى هذا الحزب او ذاك يتحمل منهجية اعضائه وهي في كل الاحوال ليست تصرفات فردية فجة .
عليهم ان يفصلوا بين قضاياهم الحزبية وعمل منظمات المجتمع المدني لتكون فعلا هناك مصداقية بين الخطاب والتطبيق . ولنعلم بان منظمات المجتمع المدني تسعى لتأسيس وبناء دولة مؤسسات وتعمل في خدمة الانسان دون النظر الى الدين والمعتقد والفكر والعقيدة للمستفيد من تلك المنفعة ، وان لا يكون ابناء شعبنا وسيلة أو رقما في حلبة صراعهم السياسي مع الاخرين من ابناء الوطن الواحد .
وعلى ابناء شعبنا ايضا واجبا مهما في قرانا العزيزة ، ان لا نكون أسيرين لهذه التجاذبات السياسية ، وان لا يكون دورنا سلبيا انطوائيا انعزاليا، علينا ان نتفاعل ويكون دورنا مهما في الانضمام لتلك المنظمات وتفاعلنا معها خدمة لشعبنا وتطويره بعيدا عن التجاذبات السياسية والحزبية داخل هذه المنظمات، وان لا يكون عمل المنظمات الانسانية حكرا على مجموعة معينة حزبية ، علينا ان نكون ايجابيين في العمل في هذه المنظمات من اجل تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في مجتمعاتنا لخلق قدر كبير من الشفافية والنزاهة وعدم تجييرها لهذا الحزب او ذاك ، وكذلك من اجل الحد من الفساد في تلك المنظمات عبر المراقبة الدورية واليومية لعملها .
ان معالجة هكذا اعمال وتسلكات التي تسيء بالدرجة الاولى لاحزابنا القومية وتاريخها ، تعيد وتحافظ على كرامة واحترام اهلنا في قرانا ويعبر حقيقة عن ايمان هذا الحزب او ذاك بحق في قضايا الامة ويكون فعلا مدافعا امينا لتطلعاته المشروعة، والا كيف يقوى المواطن على مواجهة الظروف الصعبة وهو مسلوب الارادة وذليل ( لاسامح الله) وامامنا خير مثال على ذلك ان الشعب العراقي ايام احتلال الولايات المتحدة الامريكية للعراق لم يقاتل المحتلين ليس حبا بالامريكان بقدر انه لم يكن مقتنعا في الدفاع عن النظام الديكتاتوري الذي ذاقه الويل ( الامثال تضرب ولا تقاس ) !!
في الوقت الذي اكتب هذه الاسطر واعرف جيدا انه قد لا يعجب البعض وهم اصدقاء لي ، الا اني اؤكد اعتزازي بهم وباحزابهم ، ولكن في نفس الوقت غيرتي عليهم وعلى احزابهم دفعتني للكتابة، وايضا في نفس الوقت اقدم اعتذاري لكم بأني لن اتمكن ان اساوم في قضية تتعلق بكرامة شعبنا العراقي بشكل عام وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص .


غدا
الكوتا "مسيحية" والقوائم الوطنية قومية ..!

 

¤ زيارتي الى الوطن
 


 

free web counter