|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة  6 / 9 / 2013                               قحطان جاسم                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 
 

ما هي حقيقة الانفجارات المتواصلة في العراق ؟؟

قحطان جاسم  *

يتواصل مشهد الخراب والقتل في العراق.. لا يمر يوم دون أن تسيل دماء الابرياء في الشوارع ..القتلة رسميا هم من اتباع القاعدة..! أو هكذا تعلنها صفحات اعلامهم وتؤكدها تصريحات المسؤولين العراقيين باستمرار. وهو أمر لا يمكن الشك به. فالقاعدة نشطة هذه الايام. لكن مالذي يجعل القاعدة نشطة الى هذا الحد، بحيث ان دولة كالعراق تملك اكثر من مليون مجند وشرطي ورجل امن ومخابرات ، ولها إمكانيات اقتصادية هائلة ، وترتبط بعلاقات أمنية مع امريكا وحلف الناتو، عاجزة عن صد هذا الخراب ؟ هل يمكن القول ان القيمين على هذه الدولة من الاحزاب الاسلامية، وعلى رأسهم حزب الدعوة بقيادة المالكي، والمجلس الاسلامي الاعلى بقيادة الحكيم والتيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر وحزب الفضيلة تحت رعاية عرابه الشيخ اليعقوبي وحفنة من ميليشيات الاسلاميين، ناهيك عن الاحزاب الاخرى التي تدعي معارضتها لنهج الاسلاميين، لكنها تواصل مساهمتها في السلطة بنهب اموال الشعب والفساد، لهم مصلحة في استمرار هذا المسلسل من القتل اليومي للمواطنين الابرياء ؟ هل يمكن الاستنتاج ان هذا الموت المبرمج للعراقيين يصب في مساعي الاسلام السياسي لنشر الرعب والخوف بين المواطنين لتهيأتهم نفسيا لاحقا للقبول بالخطط التي يعدّون لها بمهارة عالية خلف الكواليس وبمساعدة مخابرات دولة جارة يهمها ابقاء الوضع في العراق في حالة تدهور وانهيار؟.

ومنها اقناع المواطن للقبول بمشروع تمزيق العراق الى ثلاث دويلات كحل لتجنب الارهاب، عبر تعزيز الحس الطائفي بان الارهاب تغذيه طائفة بعينها، لضمان الاستمرار في السلطة في دولة تضم بعض المحافظات و بالتحالف مع الدولة الايرانية. وهو خطاب خطر وموارب وجد صداه وتبناه وللاسف العديد من المثقفين ودعاة المجتمع المدني بصورة لاواعية .

هل يمكن القول ، ان الاحزاب الاسلامية ، التي عجزت عن تحقيق اي تقدم في العراق منذ عام 2003، ادركت ان ما ينمو من احتجاجات وحراك شعبي في العراق حاليا ، على الرغم من تواضعه وضيق نطاقة، سيجعلهم عاجزين عن أقناع المواطن في اعادة انتخابهم في الانتخابات القادمة عام 2014 مما يشعرهم بمخاطر فقدانهم للسلطة الى الابد، وما سيتبعه ذلك من ملاحقات قضائية لهم عن كل الفساد والنهب وممارسات القتل خلال السنوات العشر الماضية !! والذي سيدفع المالكي الى القيام بإجراءات عسكرية ضد الارهاب، كالتي قام بها في حملته العسكرية على البصرة قبل الانتخابات الاخيرة، والتي كانت السبب بوصوله الى السلطة، للايحاء للمواطن بان الاسلاميين هم صمام الآمان الوحيد ضد الارهاب.، وربما تجديد انتخابه!!

واخيرا هل يمكن القول ،أن سياسة التخريب والارهاب في العراق تجد لها دعما من بعض الحكومات الغربية، ايران والسعودية وتركيا وبعض الدول الخليجية الاخرى ، لأدامة هذا التوتر في العراق على الرغم من اختلاف الاهداف. فقد أعلنت امريكا والدول الغربية مرارا وبوضوح أن استراتيجاتها الراهنة هي ابعاد شبح ارهاب الاسلاميين عن اراضيها وضربه حيثما يكون في اراض اخرى . كما ان توافد الاسلاميين على سوريا لمواجهة النظام السوري وتوسيع نشاطاتهم الارهابية في العراق مؤخرا يطرح افتراضا بالترحيب الاميركي لتحويل العراق ثانية الى جاذب مغناطيسي لبقايا الارهابيين والقتلة من الاسلامويين من كل بلدان العالم. أما بعض دول الخليج فانها تسعى الى التخلص مما تبقى من ارهابيين اسلاميين والحد من نفوذهم على اراضيها . وتبقى ايران اكثر الدول التي تمتلك مصالحا اكثر عمقا وتنوعا في العراق وتجد من مصلحتها ادامة الفوضى والقتل والفساد في العراق، لأبقاءه ضعيفا سياسيا وممزقا اجتماعيا لتحقيق سياساتها وتحويله الى ساحة خلفية لمصالحها الاقتصادية ؟

هذه مجرد فرضيات سيكون للأيام القادمة دحضها او تأكيدها !!!
 

 * شاعر وباحث في علم الاجتماع السياسي
 








 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter