|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  4  / 9 / 2016                                 خدر خلات بحزاني                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

نظرة على أداء إعلام داعش

خدر خلات بحزاني
(موقع الناس)

الكثير من انصار التنظيم الارهابي يتناقل بسرعة كبيرة ما تبثه وكالة أعماق الاخبارية التابعة للتنظيم.. ووكالة أعماق تحاول ان تعمل بحرفية، حيث انها لا تصف القوات العراقية بمصطلحات (روافض) (الجيش الصفوي) و لا تصف البيشمركة بـ (المرتدين)، وغير ذلك، بل تسمي القوات العراقية باسمها وايضا البيشمركة باسمها، على اعتبار انها وكالة تتبع "دولة" وهي خرافة داعش.

لكن ما لا يلاحظه البسطاء من المتابعين ان اخبار أعماق تؤكد كذبها بكل بساطة، حيث ان اخبارها من نظرة جغرافية تؤكد تراجع التنظيم، فاخبارها قبل سنة مثلا كانت تتحدث عن شمال بغداد، ثم الرمادي، ثم تكريت و بيجي ومكحول، ومن ثم الفلوجة وبعدها الشرقاط، والان القيارة، وغدا ستتحدث عن الحضر والنمرود وتلعفر والحويجة، واخيرا ستكون اخبار أعماق عن الموصل، اي ان التنظيم يتراجع وينحسر بشكل واضح، وفق اخبار أعماق نفسها، وليس من المستبعد ان تاتينا اخر اخبار أعماق من عمق الصحاري في جنوب غرب العراق، حيث ستنتهي الحكاية الداعشية الدموية، قبل ان يبدا فصل جديد من الصراع اللا منتهي.

وايضا، فان من عمل ويعمل في اعداد وتحرير الاخبار يصبح له خبرة نوعا ما في تمييز اسلوب الصحفيين، ووفق خبرتي المتواضعة، اجد هنالك تشابه كبير في طريقة صياغة الخبر بين أعماق وبين "الجزيرة" القطرية، و عدا التشابه في استخدام نفس النوع من الخط (في الصحافة المقروءة الكترونيا)، فان عملية صياغة الخبر وتحريره تتشابه بشكل لا لبس فيه، علما ان "الجزيرة" تكاد تعتمد على اخبار أعماق بشكل كامل في معرفة احوال داعش، ولايكاد يمر يوم دون ان تنقل الجزيرة "بضعة" اخبار من أعماق، في عملية ترويج رخيصة لاخبارها.

وبخصوص بث الصور واللقطات الفيديوية، فان أعماق حظيت بمتابعة لافتة في بداية انتشار التنظيم وبسط سيطرته على مناطق شاسعة من العراق وسوريا، لكن القائمين على أعماق بداوا يلجئون الى الكذب والتلفيق واستخدام صور قديمة لتعزيز أكاذيبهم، وقد اخطئوا اكثر من مرة، مثلا في معارك تحرير الرمادي نشرت اعماق صورا تظهر في الاجواء الصيفية والمقاتلين يرتدون ملابس صيفية، بينما الحقيقة هي ان المعركة وقعت في اقسى ايام الشتاء وتحديدا في نهاية شهر كانون الاول للعام 2015. علما ان "الجزيرة" ايضا ارتكبت وترتكب اخطاء من هذا القبيل، حيث انني رصدت قيامها ببث لقطات لاكثر من مرة عن معاناة اهالي سنجار، وتزعم الجزيرة انهم نازحون من الانبار او نينوى وغيرها.

ـ ملاحظة ليست على ذمتي، هنالك من يقول او يتهم الصحفي العراقي حامد حديد بالعمل مع أعماق سراً، علما انه محرر في الشان العراقي في الجزيرة نفسها.. وهو ايضا يروج لاخبار أعماق عبر صفحته بتويتر باستمرار، واذا صحت تلك التهمة، فان الجزيرة و أعماق شقيقتان من أم واحدة، ولكن من ابوين اثنين، او بالعكس.

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter