|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  4  / 9 / 2016                                 خدر خلات بحزاني                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لجنة نيابية تشجع على اعادة انتاج "عرق بعشيقة"..!!

خدر خلات بحزاني
(موقع الناس)

عرق بعشيقة الشهير، انقرض إلاّ "مصّة او جعبية"، ليس بسبب اجتياح داعش لسهل نينوى واحتلال مركز ناحية بعشيقة منذ اكثر من سنتين، لكن بسبب الاستيراد الفوضوي لكل شيء وبضمنها المشروبات الروحية، حيث ان العرق المستورد من لبنان واليونان وتركيا وغيرها ورخص اسعار البعض منه، ساهم في توقف مئات المعامل البيتية التي كانت تنتج هذا العرق المحلي والشهير.

العرق البعشيقي منتوج وطني، شاء من شاء وابى من ابى، وكان انتاجه يوفر فرص عمل لاعداد هائلة بضمنها في جنوب البلاد، لان التمر هو المادة الخام الاولى لانتاج العرق البعشيقي، وكانت الشاحنات القادمة من الجنوب تحمل مئات الاطنان بشكل شبه يومي، ويتم تخميره وتقطيره مع بعض الاضافات الاخرى كالحبة الحلوة ويعاد تصديره الى بغداد ومنها لباقي المحافظات العراقية.

لا اريد ان ادخل بمتاهة عدد الذين كانوا يعملون بهذه الصناعة، لكن اريد ان اقول ان لجنة نيابية في مجلس النواب العراقي تشجع على اعادة العمل بانتاج عرق بعشيقة، والتشجيع اتى او سياتي بغير عمد طبعا، وليس حرصا على الوظائف التي خسرها ابناء الجنوب جراء ايقاف الانتاج بهذا المشروب الوطني.

فقد "كشف عضو لجنة الاوقاف والشؤون الدينية بدر الفحل،عن تقديم مسودة قانون جديد لفرض ضرائب كبيرة على المشروبات الكحولية، وقال الفحل في حديث الى(المدى برس)، إن "هناك مسودة قانون ستقدمها لجنة الاوقاف والشؤون الدينية للحد من تداول المشروبات الكحولية تنص على فرض ضرائب مرتفعة على تجارة المشروبات الكحولية سواء في استيرادها او تداولها داخل العراق". واضاف الفحل ان من " الصعب منع المشروبات الكحولية لوجود مواطنين غير مسلمين في العراق لكن اللجنة ستعمل من خلال تشديد الضراب بحق الاتجار بها للحد من تداولها". انتهى الاقتباس.

طبعا فرض الضرائب الكبيرة على المشروبات الكحولية المستوردة يعني ارتفاع اسعارها، وارتفاع اسعارها يعني اشارة البدء بانتاج العرق البعشيقي الذي توقف بسبب الكحول الرخيصة القادمة من خلف الحدود، مع الاشارة الى ان الفارق الحالي ضئيل نسبيا بين سعر العرق البعشيقي ونظيره المستورد، لكن ارجح ان ارتفاع سعر القنينة الواحدة من الكحول المستورد بالف دينار اضافي، سيعطي بصيص امل للبدء بانتاج العرق البعشيقي، وسيكون هنالك ربح هامشي معقول لكل من يريد البدء باحياء هذا المشروب الوطني.

اعتقد ان الاخوة في لجنة الاوقاف والشؤون الدينية بمجلس النواب لم يكونوا قد فكروا بهذه الطريقة ولم يتوقعوا هذه النتائج، واخشى ان يعدلوا عن مشروعهم في حال مطالعة هذا المقال، لكن ارى ان توفير ملايين الدولارات التي تغادر البلد وجلب مشروبات من دول بعيدة او قريبة امر مضر بالاقتصاد الوطني، ما دام بالامكان انتاج المشروب لدينا وبوسائل بسيطة مع توفر "جميع" المواد الخام الداخلة في الانتاج محليا.. و رب رمية من غير رامي..

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter