| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الولائي

 

 

 

 

الخميس 6/11/ 2008



بطاقة كتاب

تحرير: جاسم الولائي

اسم الكتاب: افتتاحية المهرج.
تصنيف المكتبي للكتاب: شعر.
اسم المؤلف: أحمد مشتت شاعر عراقي مقيم سكوتلاندا.
لغة الكتاب الأصلية : العربية.
جنسية المؤلف: عراقية.
عدد الصفحات: مائة وثلاث وثلاثون صفحة.
عدد القصائد: أربع عشرة قصيدة.
دار النشر: دار المدى، سوريا، دمشق.
الترقيم الدولي: 2-84305-166-5.
مكان الحدث: العراق، جبهات الحرب العراقية الإيرانية، في ثمانيات القرن الماضي.

نبذة عن الشاعر:
الشاعر أحمد مشتت طبيب عراقي مختص بالجراحة يقيم ويعمل في إحدى مستشفيات غلاسكو بسكوتلاند. ولد في بغداد عام 1964. أقام العديد من الأمسيات الشعرية وخاصة في ستوكهولم التي استقبلته وكرمته أكثر من مرّة. شاعر له أسلوب شاعري متميّز وحضور جميل. وقد أقامت معه إذاعة تموز العراقية في ستوكهولم لقاء مميزًا في زيارته الأولى للسويد.

من المواقف الطريفة:
أثناء زيارة أحمد مشتت إلى ستوكهولم عام 2007، اكتشف أنه نسي أن يجلب معه مجموعته الشعرية، فاتصل بالشاعر إبراهيم عبد الملك الذي كان في عمله ساعتها ليجلبها معه، ليقرأ بعضًا منها في أمسيته، فاتصل إبراهيم بكاتب السطور طالبًا منه جلب تلك المجموعة:
- أية مجموعة؟ سألت.
- مجموعة (افتتاحية المهرج)، لأحمد، ردّ إبراهيم.
- طيب سأبحث عنها وأتصل بك.
بعد ساعة أعدت مهاتفة إبراهيم:
- أين أحمد الآن؟ سألت.
- إنه إلى جانبي. هل وجدت الكتاب؟
- وجدت الافتتاحية فقط، أمّا المهرج فهو معك أنت كما تقول.
كان ردّ الشاعر أحمد مشتت وتعليقه أكثر ذكاءً وأشد وقعًا، لكنني لن أذكره وسأدعي أنني نسيته نكايةً بأحمد.

نبذة عن الكتاب:
افتتاحية المهرج هي مجموعة من القصائد يدون فيها الشاعر أحمد مشتت تجربته القاسية أثناء خدمته كطبيب مجند على الجبهة الجنوبية في الحرب العراقية الإيرانية مع مجموعة من الممرضين المجندين الذين كانوا يعملون معه في مستشفى ميداني. تصف القصائد بشاعرية الجرحى وعمليات إخلائهم من على الجبهة وظروف الحرب شديدة القسوة. يوضح الشاعر أحمد مشتت أن الحروب رغم بشاعتها والآلام التي تتسبب بها لضحاياها المباشرين الجنود والضباط المشاركين فيها، وضحاياها غير المباشرين وهم المدنيون من ذوي هؤلاء العسكريين وكذلك الناس بشكل عام، إلا أن هذه الحرب تصقل المشاعر الإنسانية وهي في أشد قسوتها وعنفوانها وحالات اضطرامها، لتضيف إلى الأدب -شعراً ونثراً- إبداعاً إضافياً جديدا من ناحيتي الكمً والنوع. وهذا الرأي لا يشكل مدحًا للحرب أو تطلعًا لنشوبها وتصاعدها، بل لأن الحرب بوصفها حالة مفروضة دون إرادة من ضحاياها ولا مشاركة في صنع قرارها، تجعل الإنسان يتوجه إلى نمط نادر من التفكير، يستعيد خلالها حياته بكل تفاصيلها الدقيقة ويعيد تقييمها، ويبحث أسباب وصوله إلى هذا المصير. كذلك يخرج تفكير المرء في أحوال كثيرة عن إطار الذات ليشمل الجمع البشري المحيط الذي يشاركه نفس المصير والجمع الذي ينتظر في المدن والقرى البعيدة عن الأوار.

نموذج من قصائد المجموعة:
ما يحير الشاعر هو كيف يستعيد نفسه، كيف يغتسل من الغبار والبارود الذي علق بروحه، كيف يغسل هذه الروح من الداخل. يقول في قصيدته جثمان الفرح:

بعد كل هذه المتاريس
هل سنلمس الفرح
أعني نلمسه
ننفذ فيه
نتذمر منه
نبادله الغرام
نتحنى فيه عن دمنا القاسي
الحزن لوني ولونك
الحزن خارطة البلاد التي سكنتنا
أعني البيوت التي ما ملكت يومًا فضاءاتها تطلق فيها ما تشاء:
طائرات ورقية، حبال غسيل، قوس قزح، دموع، مناديل، شراشف، أدعية، نيونات، زينة.

في قصيدته افتتاحية المهرج التي كتبها عام الشاعر في شباط من عام 1992 أي بعد نهاية الحرب وعودته إلى بيته، يصف الذي بقي منه وكيف يبدو المكان القديم الجديد البعيد عن الحرب، يقول:

سأقطن غرفة تهزأ بي حين أسرّح شعري في مراياها.
ابتعدت أكثر مما يجب عن صفارات الإنذار
ونسيت أبراج الحراسة
لم يُصغِ الطفل- طفلي لبقايا الطفولة تحتج قلبي
يناديني الندى بعد نومي
هل يروق لك الوطن؟

سؤال جارح يطلقه أحمد مشتت عن وطن ما بعد الحرب. ما الذي تغير بعد الحرب؟ أو ما الذي غيرته تلك الحرب؟ الحروب تفترس البراءة. فكل شيء يتغير الإنسان والوطن، الشارع وكل الأمكنة. والمصيبة أن لا شيء يعود كما كان قبل الحرب، إلا بعد زمن كافٍ تغادر فيه كل الأجيال التي شهدت الحرب، ولا يبقى إلا الشهود المحايدون.


 


 

free web counter