|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  22  / 12 / 2021                                 جواد وادي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الرفيقة شميران مروكل
تاريخ نضالي مشرف

جواد وادي *
(مواقع الناس

وأنا أشاهد الفيلم الوثائقي عبر الفيديو للرفيقة شميران مروكل وما تخللته من مشاهد تمثيلية لفنانين عراقيين وفي مقدمتهم الفنانة سولاف، استحضرت في ذهني تلك الأيام العصيبة التي كان يمر بها الشيوعيون العراقيون، وما لاقوه من قسوة وعذابات وتصفيات وسواها من الممارسات الهمجية لطغمة البعث الفاشي، كان ينتابني وأنا أشاهد الفيديو مزيج من الألم والاحساس بالظلم وفي نفس الوقت الشعور بالفخر والاعجاب والاعتزاز الكبير بسبب الصمود المذهل للشيوعيين العراقيين وتشبثهم بمبادئهم وقناعاتهم وهم يواجهون اعتى آلة قمع وحشية، لا يمكن أن تماثلها حالات في بقاع الكون، وهذه القناعة لوحشية النظام البعثي قد لا يعرفها أو يتجاهلها العديد من غير العراقيين من العرب والأجانب، بل والأنكى من ذلك هناك من كان يبارك ذلك النظام المجرم وأفعاله الفاشية بسبب عرض خدماتهم لذلك النظام من منزوعي الضمائر والقيم والإنسانية، ونحن نعرف هؤلاء بالأسماء وبالبلدان التي ينتمون لها وبطبيعة المواقف الوضيعة، وهم في الحقيقة المساهمون بشكل مباشر أو غير مباشر بالنفخ في قربة طاغية العراق ليتمادى بأفعاله الخسيسة من خلال أزلامه العتاة الذين ما زال معظمهم متواجدين على الأرض العراقية ويتمتعون بامتيازات على حساب المناضلين الشرفاء من العراقيين المناوئين لنظام البعث الدموي المجرم حتى بعد التغيير.

كانت لحظات من الألم الممض ونحن نشاهد شهادة الرفيقة مروكل وما عانته من ملاحقات وعذابات وهي تقبع في زنازين البعث، ومدى سادية رجال الأمن الأوباش عديمي القيم والأخلاق والمروءة.

كانت الفنانة المتميزة سولاف في غاية التمكن وهي تتقمص شخصية المناضلة الشيوعية وهي تتعرض لشتى صنوف التعذيب السادي.
وما شاهدناه من قسوة زبانية النظام هو غيض من فيض الممارسات التي كانت من الرعب والوحشية ما أدت الى تصفية المئات، بل والآلاف من الشيوعيين العراقيين، بالإضافة الى منتمين كثر للأحزاب الوطنية الأخرى من أحزاب يسارية ودينية وقومية وغيرها، حتى استدار الغول البعثي على رفاقه المقربين ليلتهمهم واحدا واحدا.
هكذا كانت معاناة العراقيين الأحرار وهم يواجهون أساليب القتل الوحشية القذرة.

وكانت الرفيقة مروكل محظوظة لأنها لم تقترب من أعواد مشانق البعث المعروفة والتي أودت بحياة أفواج من الشهداء الأبرياء ومن كل الأعمار والأجناس والانتماءات، وهذه الأفعال الهمجية المجرمة معروفة لكافة العراقيين.

ثانية أحيي الرفيقة مروكل على صمودها وقوة شكيمتها وصدق ايمانها بالمبادئ الشيوعية الوطنية النبيلة وأحيي الفنانين المساهمين في اخراج هذه الوثيقة الدامغة التي تدين أفعال البعث الفاشي، آملين أن تتكرر التجربة لإنجاز أفلام وثائقية أخرى للرفاق الذين أعدمهم النظام البعثي بعد أن ذاقوا شتى صنوف التعذيب والسلوك الهمجي، منهم من اعدمهم النظام الملكي كلرفيق الخالد فهد ورفاقه الميامين والرفيق سلام عادل والرفيق عبد الجبار وهبي (أبو سعيد) والعديد من مشاعل الحزب الذين مارس النظام الفاشي كل أحقاده وغطرسته لتصفيتهم، لأن هذه المحطة الفاصلة من مسيرة حزبنا المناضل ينبغي أن توثق وتتعرف عليها الأجيال الحالية والتي لم تعش المرحلة البربرية لنظام البعث وستكون أعمالا تستحق الثناء والعناية وتكريس كل ما يمكن من قدرات وامكانيات لإنصاف مناضلي الحزب الذين قدموا أرواحهم فداء لمبادئهم ليصبحوا أساطير في التضحية والفداء وإنصافا للتاريخ لتعرية الأفعال الهمجية للبعث الفاشي، انتقالا الى من نحن فيه الآن.


* شاعر وكاتب ومترجم عراقي
مقيم في المغرب










 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter