|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  4  / 7 / 2015                                 جوزيف شلال                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



الغباء السياسي متناغم مع مهزلة وأكذوبة المصالحة الوطنية في العراق

جوزيف شلال

المقدمة

اهم المصطلحات السياسية التي تطغوا على باقي القضايا المهمة والضرورية والعاجلة والواجب ايجاد حلول لها علميا وعمليا في الدول الفاشلة القمعية الدكتاتورية والطائفية والثيوقراطية الراديكالية المتعجرفة المتخلفة عقليا وفكريا وايديولوجيا وعقائديا والتي تحكمها عصابات ومافيات وميليشيات وقبائل تعيش على اوهام الماضي والربابة والاطلال وسوالف وحكايات الليل والف ليلة وليلة والخرافات والاساطير المسروقة من اساطير الاسرائيليات وعوائل منزلة بتاريخ مزيف تنتمي الى هذا النسب وذاك المرجع وهي ليست الا مجموعات ارهابية منتفعة جاءت باسم هذه الخرافات للاستحواذ والسرقات والسيطرة والقمع والاستبداد كالنماذج الموجودة الان في العراق ويقال عنها بانها سلطة حاكمة بل هم قطاع طرق وعصابات وارهابيين وطائفيين ينتمون الى احزاب دينية فاشية ونازية وشوفينية متعفنة , اذن شعار المصالحة هو شعار الفاشلين والخائبين واغبياء السياسة والمستجدون في روضة علم السياسة .

المصالحة الوطنية

لم نسمع قط باسم هذا الشعار الوهمي في الدول المتقدمة والحضارية والديمقراطية التي تحترم شعوبها وتنبذ كل اشكال التفرقة بين المواطنين دينيا وعرقيا وقوميا ومذهبيا وطائفيا , في الدول المحترمة هناك احزاب ودساتير وقوانين تكفل جميع حقوق مواطنيها دون استثناء , نجد من يفوز بالانتخابات ويحكم البلاد لسنوات محدودة ويرحل , وهناك معارضة او معارضات في كل الدول التي تحترم نفسها .

في الدول غير المحترمة والفاسدة والمارقة على القوانين البشرية والانسانية كالعراق وباقي الدول المعروفة بالفساد والطغيان وسرقة الاموال العامة نجد فيها فوضى خلابة مستمرة في جميع الاتجاهات والمجالات , فساد اخلاقي ومالي وفشل علمي وزراعي وصناعي وثقافي ومع كل هذا تحاول الفئة المسيطرة من زرع خلايا سرطانية بين المكونات وتقسمهم على مجاميع طائفية ومذهبية ودينية وقبلية وعشائرية اي فرق تسد ليتمكنوا هؤلاء العباقرة في علم السياسة السيطرة على مقدرات الدولة والاموال تاتي في مقدمة المسروقات .

شعار الانتهازيين القابعين في الجحوروالسراديب وهم تحت حماية المرتزقة غير قادرون على رؤية شارع واحد في هذا البلد وهذه المدينة وهذا الحي وهذا الشارع والتجوال فيها على الطبيعة كما يفعلون قادة الدول الشريفة والنزيهة الذين يحترمون شعوبهم وشعوبهم تقدرهم , ما هو حال هذا المواطن الذي يسير في هذه الشوارع الترابية والمناطق القذرة المملوءة بالاوساخ والقاذورات والمكبات , وفقدان الخدمات والغذاء الصحي والبطالة والفقر وانتشار العصابات والسلاح وعمليات الخطف والقتل والتصفيات الجسدية والانتقامية واختفاء الرعاية الصحية والمدارس وانتشار الامية والخ , هذا الشعار المخزي المرفوع من قبلهم المصالحة الوطنية كيف ينفع ومن يعترف به من قبل المكون الذي يعادي المكون الاخر المختلف معه دينيا ومذهبيا وطائفيا وتوجها واسلوب ادارة السلطة والدولة والحكومة ان وجدت وهذا الاقصاء القصري الذي يمارس على الجميع باستثناء الفئة القليلة المختارة التي انزلت بقدرة قادر بقوة مخابرات دول اقليمية والمجموعة في الادارة الامريكية التي تريد شرا للعراق والعراقيين والمنطقة .

ماذا حدث

القابعون في السلطة بعد الاجهاض عليها عام 2003 قسمت الكعكة برعاية مخرب ومدمر العراق بول بريمر ومن لف لفه , الانتهازيون الجدد قسموا العراق فيما بينهم في تلك المؤتمرات القرقوزية التي كانت تعقد في لندن واربيل واماكن اخرى وباشرف اسيادهم في ايران والسعودية وتركيا وقطر وبمباركة الدول التي ارادت تدمير العراق وسلمت الى سرطان العراق بول بريمر لينفذها حرفيا .

ظهر شعار الكذابين هذا بعد سقوط حكم صدام المجرم المقبور الذي كان السبب الاول والرئيسي في خراب العراق واضعافه بحروبه الفاشلة للدفاع عن القومية العروبية الفاشية وعروبة الفلسطينيين وباقي العرب الذين يكرهون العراقيين واسم العراق . المقبور كان السبب الاول لدمار العراق بعد ادخاله في حروبه الشخصية والحاقدة مع مصدر ثورات الارهاب خميني والحرب مع الكويت كانت بداية النهاية للنظام الصدامي وارجاع العراق الى هذا الوضع المخزي والعار .

شعارالمصالحة عفوا المخادعة اصبح يعلو فوق اي شعار آخر من الشعارات في سوق المزادات من اتباع واصحاب الغباء السياسي , كان شعار المصالحة يرفع من قبل قادة السنة ومخلفات النظام السابق الدكتاتوري الذين وقفوا واحتضنوا القاعدة والزرقاوي وداعش , لكن بعد ان تفاجؤوا وعرفوا حجمهم الطبيعي ونسبتهم بين مكونات الشعب العراقي التي لا تزيد عن اقل من 20 % , / علما الاحصاء السكاني هو الذي سينطق بالحقيقة , لا نحن ولا غيرنا / .

تفتت المكون الشيعي الى مجاميع وخاصة بعد تولي الفاسد والارهابي الاول في العراق المالكي وهيمنة حزب الدعوة الطائفي الديني على السلطة واجهزة الجيش والشرطة وخزينة الدولة وتكوين مجاميع سرية وعلنية تحت امرة القائد الاعلى للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي وسطوته على جميع الوزارات والمخابرات العراقية , المالكي لا يختلف عن المجرم صدام بل اسوأ منه بمئات المرات وعلى الحكومة العراقية ان كانت نزيهة ان تبدا اولا بمحاكمة هذا الارهابي واعدامه , ظهرت خلافات مع القاتل والمطلوب للعدالة العراقية مقتدى وعصاباته من جيش المهدي وتلك المعارك التي شاهدناها في بعض المحافظات , خلافات اخرى مع جماعة عمار الحكيم والتنافس بينهم على رئاسة الوزراء وخلافات مع الاكراد وخلافات مع المكون السني وعدم تلبية مطالبهم في المظاهرات والاحتجاجات .

نتيجة هذه وتلك الاشكالات تم رفع شعار الفاشلين من قبل هؤلاء وهو المصالحة الوطنية ! حتى اوجدوا لهذا الشعار المخزي وزارة وسموها باسم هذا الشعار الخائب , طبعا الوزارة تحتاج الى وزير وبناية وشلة من المراهقين كمستشارين وسيارات وميزانية من ميزانية الدولة الخاوية بعد ان سرقت وهربت الى البنوك الاجنبية والعربية .

نقول لدعاة المصالحة وغيرهم , مصالحة من مع من ! هل يجوز المصالحة مع الذي تلطخت اياديه بالدماء العراقية ! والسجون والمعتقلات مليئة بالمجرمين وهم ينتظرون فرج وهبة المصالحة الوطنية وقرار المجرمين وهو / العفو / , هلى توجد دولة شريفة ونزيهة في العالم تعفوا عن القتلة والمجرمين والذين ذبحوا البشر بالسكاكين واغتصبوا النساء , اليس هذا عار وخزي لكل شخص يطالب بهذه الاكذوبة ومهزلة وخزي ما يعرف بالمصالحة الوطنية , فان قانون العفو العام هو وصمة عار على كل من في السلطة العراقية واذا تم اصدار هذا العفو من قبل اية جهة فهذه الجهة هي جبانة ومجرمة ومشاركة في سفك الدماء التي ازهقت من قبل القابعين الان في السجون , اذن الذي يقرر العفو نعتقد انه ايضا مجرم وهو يتاجر بالدم العراقي على حساب مصالحه وبقائه في السلطة وامتيازاتها .

الختام

هل تكون المصالحة مع داعش والقاعدة الذين فتكوا باعراض العراقيين وخاصة الاقليات , نحن نعرف ان دعاة المصالحة لا يهمهم المكونات الاخرى والاقليات بل يهمهم السلطة والمال والفساد والسرقات والخيانة والعمالة , ان لم تستحي افعل ما تريد وتشاء . مصالحة مع مجرمي صدام والذين ارتكبوا ابشع الجرائم طوال اكثر من 35 عاما ! مصالحة مع اتباع مقتدى الذين طهروا العراق بعد 2003 من المسيحيين والايزيديين وباقي المكونات الاخرى والجرائم التي قاموا بها من نهب وسلب وتكسير محلاتهم وبيوتهم ! , مصالحة مع اتباع العامري وفيلق القدس الذي باع العراق لايران و حزب الله العراقي المدعوم من الحرس الثوري الايراني , مصالحة مع عصائب اهل الحق والخرساني وغيرهم ! على من تضحكون ! / امة ضحكت من عارها وجهلها الامم / .

مصالحة مع غالبية اهل الموصل الذين حضنوا الدواعش والنقشبندية بقايدة الارهابي المجرم عزة الدوري ! الغالبية من سنة الموصل هم حاضنات الدواعش كما هو في صلاح الدين والرمادي ومناطق اخرى . نحن نعرف ان سلطة العراق مجرمة وطائفية ومذهبية وارهابية ولكن هذا لا يستوجب ان اخون العراق وارضه وشعبه ومكوناته للانتقام من السلطة والفئة الحاكمة .

لو كانت موجودة في الدولة العراقية قوانين ودستور عادل غير ديني ومذهبي وطائفي , وقانون للاحزاب ونبذ الطائفية والتفرقة الدينية والعنصرية , وانتخابات باشراف العالم , ومنع قيام احزاب دينية فاشية ونازية وارهابية وميليشيات مجرمة متخلفة ترفع شعار الخزي والعار وهو المقاومة العفنة والغير شريفة والساقطة اخلاقيا لانها تقتل العراقيين قبل غيرهم , ومنع الميليشيات والعصابات الموجودة الان والتابعة لاصحاب مهزلة المصالحة من الطرفين اما الطرف الثالث الكردي فهو يضحك على عقول السنة والشيعة لانتهاز الفرصة لنهش المزيد من الجسم العراقي , واعلاء دور المواطنة , والوطن للجميع والدين لله ولمن يريده , فصل السلطات الثلاثة , ومن حق اي عراقي ان يترشح لاي منصب في الدولة والانتخابات تقرر هذا , سنجد اخيرا ان العراق بخير ولا يحتاج الى اكذوبة ومهزلة وقشمرة المصالحة الوطنية وقبر دور المنتفعين من هذه التجارة وهي تجارة فاسدة على الاقل في مفهومنا .



 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter