|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  24  / 8 / 2016                                 جوزيف شلال                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لا يثبت الزنا بالشهادة إلا إذا كان الشهود أربعة رجال !

جوزيف شلال
(موقع الناس)

لم نجد ونقرأ ونسمع بهذا الشرط وتفرعاته التعجيزية لا في كتب التاريخ والديانات ومناهج الامم والحضارات منذ ان خلق الانسان والى هذا اليوم إلا في ثقافة واحدة وهي الاسلام , هنا لا نناقش مسألة الدين والعقيدة لاثبات صحتها او بطلانها , نحن مع حرية الدين والعقيدة والاعتقاد والفكر والخ , بل تحليل ومناقشة هذا الشرط بما فيه من تفرعات اخرى لكي يكتمل هذا البند او هذه الفقرة لو افترضنا انها موجودة في قوانين ودساتير وتشريعات احدى الدول .

جميع القوانين والمحاكم المختصة تستند لاثبات حدث او جريمة او فعل مخالف الى شاهد واحد احيانا او اثنان او الى تحليلات عملية وعلمية ونظرية ودراسة مخططات للحدث والجريمة , عملية اثبات وقوع الزنا لا يمكن ان تتحقق منها في حالة المطلوب ان يكون او تحضر اربعة رجال ! , بالرغم من ان قضية احضار اربعة رجال هي بحد ذاتها من المستحيلات , الطامة الكبرى فوق هذا ان هؤلاء الرجال الاشباح الذين شاهدوا وكانوا يشاهدون العملية عليهم اثبات امام الحاكم بانهم قد رأو ألمرود داخل المكحلة جميعا , الغريب في هذا السيناريو القانوني التشريعي العجيب , اذا احضرت مائة إمرأة وشاهدن الموقف فان شهادتن باطلة وغير معترف بها , استنادا الى ان المرأة ناقصة عقل ودين , وان المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان , فانه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الاسود , والغريب نجد هنا تناقض في حق المرأة , ويقال , ان للمرأة ميراث نصف الرجل , وفي شهادة وعملية كارثة الزنا ليس لها واحد من جزء من واحد من المليون من الحقوق .

في رأي الكثيرين ان خدعة الشهود الاربعة في الزنا لم تفتح بابا واحدا بل ابواب , قبل الاسلام والمسيحية كانت عملية الزنا والدعارة منتشرة كأمر طبيعي وواقع يومي , لاسبابها الخاصة المعروفة في ذلك الزمان , قلة الانجاب , كثرة الوفيات , وأد البنات , الخ , لكن بعد ذلك تم ضبط هذه الظاهرة حتى في الامم والشعوب غير المؤمنة بوجود الاله في العالم , في هذه الدول وبعض الدول المتحضرة والمتقدمة تم وضع قوانين صارمة لعملية الزنا والاعتداء القسري وتحديدا وخاصة في عمليات الاغتصاب , في عملية اغتصاب قاصرة من قبل شخص ما ومهما كانت درجته ومكانته الاجتماعية يحاسب محاسبة شديدة ليس استنادا على الشهود ورؤية المرود في المكحلة بل لمجرد اعترافه هو واعتراف المجني عليها والتحليلات الطبية التي هي انجع واثبت واصح من اي اثباتات وهمية وخرافية كما حصل مع الرئيس كلنتون ومونيكا بالتحليلات الطبية , لهذا لا يمكن اثبات عمليات الزنا والاغتصاب للكبار والصغار من الجنسين في دول الخليج والسعودية والدول العربية والاسلامية في محاكمها الشرعية والمدنية ان وجدت ! .

البعض يتفهم عندما قيل والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون , النور 4 ,


http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=57860

كان المجتمع في حالة حروب مستمرة وغزوات وسبي نساء واموال , وهم بحاجة ماسة للرجال في القتال واستمرار الهيمنة , لهذا اصبح المجتمع ذكوريا والنساء لا قيمة لهن , من هنا فتحت الابواب للتأويلات والاجتهادات واستمرت الى يومنا هذا وهي في زيادة دوما , نذكر منها قليلا , اذا طال احدكم الغيبة لا يطرق اهله ليلا , التفسير واضح لهذا الكلام , وهذا ما اكده علي جمعة وقال اتصل على زوجتك قبل ما تروح بيتك يمكن يكون معاها راجل وتحصل مشكلة ,

https://www.youtube.com/watch?v=0uHR4MKj-Us
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2085&idto=2086&bk_no=47&ID=882

ايهما اشد واخطر الزنا ام ان يتنازل رجل عن زوجته لغيره ؟ , كما حصل لعرض سعد بن الربيع على ابن عوف ان يتنازل عن زوجته له ,

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=77658

كما ان هناك فلم على اليوتوب للشيخ اسحاق الحويني يؤكد هذه الحقيقة , يبدو ان عمليات تبادل الزوجات وجدت منذ ذلك التاريخ ونراها منتشرة في مصر ودول اخرى ,

https://www.youtube.com/watch?v=uBlNre5VJrA
https://www.youtube.com/watch?v=iJi-GYmUHT0

من يحاول اثبات جريمة الزنى في الاسلام يدرك انه يكاد يكون من المستحيل اثباته لشرط وجود اربعة شهود يشهدوا بأنهم شاهدوا المرود بالمكحله وهذا يستحيل حصوله علي ارض الواقع , هل هو تبرير لممارسة الزنا بطرق اخرى ؟, هل هو المحافظة على الاسرة ام لحقوق المرأة او الرجل ؟ , كيف اذا تم اغتصاب اطفال دون الثامنة عشر من العمر ؟ .

اخيرا نقول /
هل يصلح هذا المفهوم لهذا العصر الذي نحن فيه ؟, ماذا عن الكاميرات الصغيرة الحديثة للتصوير لو سجلت فلما للزاني والزانية وتم تقديمه للمشرع والمحمكة في دولة اسلامية تطبق الشريعة ؟ , نرجو الافتاء بذلك , وهل مع فلم فيديو الكاميرا اربعة شهود ويرون المرود في المكحلة ؟, ماذا لو اكتشفت جريمة الزنا بالتحليل الطبي دي إن آي , وقدمت نتائج التحليل للقاضي والشيخ الذي يطبق الشريعة , ماذا عن الزاني والزانية وهم في الصحراء او مكان بعيد وتم تصويرهم عن طريق الاقمار الصناعية او الطائرات بدون طيار وتم تقديم هذا الدليل للمشرع ؟, اذن هذا المفهوم لا يصلح لكل زمان ومكان ولا بد ان يسقط حجر مهزلة وخدعة واكذوبة الشهود الاربعة .


 

2016 / 8 / 24

 


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter