|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  19  / 4 / 2016                                 جوزيف شلال                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ما لا يعرفه البعض , العراق تحت الوصاية الدولية , شاءوا أم أبوا !

جوزيف شلال
(موقع الناس)

المقدمة
غالبية الزمر التي حكمت العراق منذ عام 2003 والى هذا اليوم هي التي توسلت وقبلت ايادي الامريكان ودول اخرى لاسقاط النظام الصدامي السابق , في تلك الصفقة والعملية لم يعطى لهم اي دور اي للمجموعات التي سمت نفسها معارضة وشاركت في المؤتمرات التمهيدية في لندن وصلاح الدين وغيرها , دورها اقتصر على الانتظار والترقب وتهيئة نفسها للانقضاض والهيمنة على السلطة .

اغلب المجموعات المافيوية التي اطلقت على نفسها معارضة نشأت وتكونت وترعرعت في احضان اجهزة امن ومخابرات الانظمة التي كانت تعادي نظام صدام الدكتاتوري , ايران وسوريا والسعودية , بعد ان اسقطت اميركا وحلفائها النظام السابق قاموا بتسليم العراق الى هذه العصابات منذ عام 2003 .

بايعاز من عدة اطراف عراقية محلية واقليمية بان يتم حل الجيش العراقي والبنية التحتية المؤسساتية في كافة مرافق الدولة العسكرية والمدنية وتوابعها , مع وضع نظام حكم جديد مكون من الاكراد والسنة والشيعة , هذا النظام لا هو رئاسي ولا برلماني ولا فيدرالي بل هو اشبه بنظام حكم كونفدرالي على ان يقسم العراق قوميا ومذهبيا وطائفيا ليبقى العراق ضعيفا ينخره المشاكل والفساد والانقسامات والفوضى , هذا هو المطلب الذي اريد للعراق ان يكون ويصبح وهو مطلب الجهات التي ذكرناها .

العراق تحت الوصاية
اللبنات الاولى للتقسيم الشكلي الاساسي وضع بفضل قائد الضرورة والامة العربية المهزومة المهيب الركن صدام بعد ان احتل الكويت وقرار مجلس الامن معروف عندما قسم العراق الى ثلاثة مناطق يحسب خطوط العرض والطول , اذن لا بد من الاشارة بهذا الخصوص الى شيئ ما وهو , سبب خراب ودمار وتقسيم وما يجري وجرى في العراق وشعبه من تهجير وقتل كان سببه الاول والاخير نظام صدام الفاشي النازي الدكتاتوري الذي حكم العراق اكثر من خمسة وثلاثون عاما 90% منها كانت حروب مع الاكراد وايران والكويت ومحاربة العالم بام المعارك , اما العصابات الحاكمة الان فهي لم تأتي بجديد بل استكملت وتممت وانجزت المسيرة والمتبقي الذي لم يخرب ويدمر والمشروع انجز 100% ولم يبقى شيئا .

جميع الذين يحكمون العراق منذ عام 2003 ليسوا فقط ارهابيين وقتلة وفاسدين وسارقين وعنصريين وفاشيين ونازيين وطائفيين , بل هم دمى كقطع الحجارة والدومينو تحركهم اميركا بواسطة مجموعة معينة في غرفة عمليات المختصة بالشان العراقي في احدى زوايا قبب المخابرات ووزارة الدفاع والامن القومي الامريكي , لهذا نستنتج ان كل ما حدث من ارهاب وجرائم وعمليات فساد بالمليارات ومن عمالة لدول وانظمة عربية واقليمية وتهريب اموال العراق وغيرها هو بعلم مكتب ادارة الشأن العراقي الذي قلناه , الادارات الامريكية ليست بهذا الغباء كما يعتقد البعض عندما تغض النظر وتغلق عينا عن هذه الممارسات , استعمال مثل هكذا اوراق ثبوتية معروفة في الوقت المناسب ولديها كل الاوراق والمعلومات والمستندات الثبوتية , اذا كانت الدوائر الامريكية تقدم معلومات استخباراتية ومخابراتية وامنية وتقوم بالتجسس على هواتف رؤساء الدول الاوربية وغيرها بمعلومات بما يجري على اراضي هذه الدول وهي غير قادرة ان تكشفها اجهزتها المعنية التي تضاهي امكانيات العراق واي دولة عربية اخرى بمئات المرات , فما بالك والتعامل الامريكي مع العراق ودول اخرى ! .

الادارة الامريكية تركت الوضع الداخلي للمتحاربين على الكراسي والسلطة في العراق , التحرك الامريكي سياتي عندما تفلت الامور وتجاوز الخطوط الحمراء المسموح بها , اميركا لم تاتي من تلقاء وحدها عام 2003 لتغيير النظام , بل جاءت بطلب من هذه الزمر الحاكمة الان واعطت اكثر من خمسة الاف عسكري قتيل وعشرات الالوف من الجرحى وصرفت اكثر من ترليون دولار , لهذا لم تترك العراق خارج السيطرة ويبقى اي قرار حاسم بيد اميركا , هذا ما نراه الان عمليا يطبق على الارض العراقية , قرار تحرير اي مدينة او ارض من ارهاب الدواعش هو قرار امريكي وليس عراقي , ومن لديه عكس ذلك ليقول لنا , دخول مستشارين عسكريين وجنود وانشاء معسكرات وقواعد صغيرة وما يحصل من ضربات يومية جوية على الاراضي العراقية كلها قرارات امريكية صرفة .

اخيرا ان عراق اليوم لن ولم يكون عراق ما بعد داعش , ليس العراق فقط , بل بعض الدول المحيطة ايضا في الطريق الى التحولات الجغرافية والجيوسياسية والقومية والطائفية وهذا هو الشرق الاوسط الجديد الذي سيدفع الثمن باهضا بسبب عنجهية وتصرفات وسياسات الانظمة التي لا تستحق الحياة لانها تعيش خارج المنظومة البشرية والانسانية والاجتماعية التي شعارها انا وبس والتي تدعم الارهاب والقاعدة والدواعش والمنظمات الارهابية سرا وعلنا لوجستيا وماديا ومعنويا ودينيا وفكريا , وانظمة بالية قمعية وعسكرية وعشائرية وعائلية وقبلية وتكره الاخر وضد الحريات وحقوق الانسان وحرية الاختيار والعقيدة والدين وتعيش على الاوهام والخرافات والاساطير والفتاوى المقززة وضد المراة ومع العبودية والاستعباد . . .

اذن هي ليست جديرة لا بالاحترام ولا العيش بل القضاء عليها وتفتيتها واحياء انظمة بديلة تحترم الانسان والعالم والقيم المدنية والروحية وتقبل الغير مهما كان دينه او قوميته او عقيدته او طائفته وان كان مؤمنا او ملحدا او يعبد الله او الاصنام .
 


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter