|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس 8 / 9 / 2016                                 جلال رومي                               كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

هل اكتملت المؤامره بعد أقالة وزير الدفاع ؟ !

جلال رومي
(موقع الناس)

أصبح الشرق الأوسط ساحة صراعات ومؤمرات دولية وإقليمية لم يعلم بها ابناءها فهم بيادق تحركها هذه الدولة او تلك بعلم او بدون علم من ، الصعب ان يدركوا ماذا يخبئ لهم الغد فالمخططات التي اتفقت عليها الدول الكبرى يجب ان تطبق وبالتاكيد يجب ان ترضي الدول الإقليمية القوية والمؤثرة بالوضع الاني .تنسي أبناء الوطن وطنيتهم وانتماءهم وخصوصا من يكون في موقع المسؤولية فقبل سقوط نظام صدام الدموي كانت للدول الكبرى والإقليمية اجندتها وفي كثير من الأحيان متناقضة وتتصادم ولكن في النهاية يجري الاتفاق والتنسيق وحسب الظروف والمصالح فكل واحد منهم يتنازل عن أشياء مقابل كسب أشياء أخرى ففي الأيام الأولى كان التنسيق مع ايران لاسقاط نظام الطاغية متواصلا وخصوصا مع القوى العسكرية العراقية المدربة والمدللة في ايران التي دخلت العراق مع القوات الامريكية . ايران دولة اقلييمة قوية ورجال الدي فيها في مراكز القرار أصحاب حنكة وصبر من الصعب ان تجدها في رجال الدين العراقيين وخصوصا هؤلاء يتخذون القرار من مركز واحد لا من مراكز متعدده كما في العراق حيث هناك مراجع متعددة وكثير الأحيان متصارعة ومتحاربة وكل ذلك من اجل مصالح انانية لا من اجل خدمة الرعية او الوطن . ايران تمكنت من خلق قوة عسكرية عراقية من الهاربين من نظام صدام وحتى من الاسرى العراقيين اثناء الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثمان سنوات قوة عسكرية منظمة جدا ومدربة وموالية الى ولاية الفقية أي الامامية وهذا ما تحلم به ايران ببسط هذا المفهوم على كل المراجع الشيعية في العالم وتبعيتهم تكون للمرجعية الإيرانية في قم وهذا ليس سرا.

اثناء اسقاط نظام صدام 2003 حاولت أمريكا والمتعاونين معها اسقاط الشعب العراقي أيضا من خلال تهديم مؤسسات الدولة الحيوية وتشجيع ودفع العراقيين على سرقة وتهديم كل ماتملكه الولة وكان العراق هو ملك صدام فيجب ان يسرق كل شيء ويهدم سرقوا المدارس والمستشفيات والبنوك والمتاحف امام انظار القوات الامريكية وبتشجيع منهم وكل ذلك صور من قبل الامريكان واحتفظ به لجهاتها المخابراتية وايران وتركيا والمتعاونين معهم بتفكيك المعامل وبيعها هناك وزاد الطين بله بريمر عند تشكيله مجلس الحكم المشؤوم على أساس طائفي واغراق اعضاءه بامتيازات يحلمون فيها في المجلس ومابعد انتهاء مهمة المجلس من اجل ضمان ولاءهم لسيد نعمتهم بريمر واسكات أي صوت يعارض السياسة الامريكية الاستعمارية في العراق فلم تسمع صوت من أعضاء المجلس لايتفق مع سياسة بريمر لامن القوى الدينية ولا العلمانية حتى عملية شراء ذمم الجميع نسوا الوطن واستمر الحال في تشكيل اول حكومة ومن ثم الانتخابات التي اكتسحت الساحة فيها القوى الدينية وفي نفس الوقت تاه البلد في الصراعات بسبب حل الجيش والقوى الأمنية واصبحت المليشيات التابعة للقوى الدينية المتحكم الأول في الأوضاع الأمنية وزادت الصراعات بينها للهيمنة على خيرات البلد القاسم المشترك للصراعات الدموية التي تجري في البلد وبرز دور العشائر التي أصبحت هي بدل القضاء لحل الصراعات وتسلحت أيضا للحصول على جزء اكثر من خيرات العراق ، كل ذلك امام مرأى ومسمع الامريكان وبغض النظر عن الدول الإقليمية التي تعمل لتقوية الاجنحة الموالية لها وأصبحت مدنا بالكامل شبه تابعة لإيران حتى اللغة الثانية فيها أصبحت الفارسية ونتيجة اهمال الصناعة والزراعة أصبحت اكثر السلع مستوردة واصبح الشعب يفكر فقط بالاستهلاك واصبح الفساد الصفة السائدة للقوى الحاكمة وتضررت المؤسسات التعليمية بشكل كبير وكذلك المؤسسات الطبية وجميع الخدمات الأساسية للشعب كالماء والكهرباء ، وجاء الفراغ الأمني ليستغل من قبل القوى المتطرفة (داعش) للسيطرة على مناطق واسعة من البلد حتى سقوط الموصل بسهولة اعتبره كثير من الخبراء جزء من مؤامرة أصبحت بغداد ومناطق أخرى مهدده بالسقوط أيضا بسبب ضعف الجيش وعدم حرفيتة وبناءه كان على أساس الموالات دعى ذلك الى إعطاء دور كبير للمليشيات بالقيام بصد داعش وتوج ذلك بتشكيل الحشد الشعبي من خلال فتوى جهادية من المرجع السيستاني وكان ذلك عمل جيد لكن نتائجة المستقبلية لم تحسب بسبب وجود مركزين للقوة العسكرية حيث كان من المفترض ان يكون الحشد الشعبي تحت قيادة الجيش . المهم بعد المعارك التي خاضها الجيش والحشد الشعبي ضد داعش قوى ساعد الحشد بحيث اصبح قوة ممكن ان تكون بديلة للجيش الضعيف وخصوصا تلقيه دعما كبيرا جدا من ايران بالأسلحة والخبرات حيث قاتل واستشهد اعداد ليست قليلة من خيرة القادة الايرانيين والمقاتلين لتحرير المناطق من داعش .

أصبحت اليد الأقوى لهم لكن ما ارتكب من ممارسات من قبل البعض ضد أهالي المناطق التي حررت دفع كثير من الأصوات وخصوصا السنية وعلى راسهم وزير الدفاع خالد العبيدي بعدم اشراك الحشد الشعبي لتحرير الموصل بحجة خوفا من ارتكابهم ممارسات ضد أبناء الطائفة السنية هناك .

هنا أصبحت الفرصة للقوى الموالية للحشد الشعبي الموالي لإيران ان تعمل لاسقاط وزير الدفاع خالد العبيدي بحجة الفساد وان كان فاسدا فهو واحد منهم اذا لم يكن اقل فسادا من الاخرين والغريب مصالح بعض أعضاء البرلمان السنة دفعهم للتعاون مع الكتل الشيعية لابعاده عن وزارة الدفاع التي ادارها بشكل متميز من 2014 ونجح بتشكيل نواة للجيش العراقي ، المهم الاجندة التي خطط لها بدقة من اجل سطوة القوى المؤيدة لإيران وولاية الفقية هي التي انتصرت وهذه البداية والجميع يعرف الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي يعيشها العراقيون سوف تؤدي الى تأييدهم للقوى المؤيدة لإيران وسوف تكون ولاية الفقية تتحكم في مفصل الحياة بالعراق وسوف ينتهي أي دور لاي قوى أخرى اكانت علمانية او قومية وسيكون ذلك بالتدريج والايرانيون أصحاب تجربة غنية بذلك وكل ذلك لم يكن بعيد عن مباركة الدول الكبرى أمريكا وروسيا حيث هناك تفاهمات مشتركة للخارطة الجديدة للشرق الأوسط والاقتراب من ايران الشيعية لمحاربة التطرف في العالم والاستفادة من موقع ايران المحاذي لأفغانستان وهي ساحه خصبة لنمو حركات إرهابية جديدة وروسيا وامريكا اصبحتا تخافان من صعود التطرف السني بوتيرة اكثر وقد جربت أمريكا قدرة السعودية في اليمن حيث فشلت بتحقيق أي تقدم لحل هذه المشكلة التي ازداد تعقيدها وأصبحت اليمن مرتعا جديدا لداعش والقاعدة بالرغم من الدعم اللوجستي والاستشاري المقدم من قبل أمريكا فبعد سنتين دخلت السعودية بالوحل رغم صرفها المليارات
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter