|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة  25 / 3 / 2016                                 جلال رومي                               كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 


متى تحذو مرجعية النجف حذو الفاتيكان؟

جلال رومي
(موقع الناس)

في البدء أود ان أوضح أنا ليس من انصار تجزئة العراق الحبيب إلى أقاليم أو مقاطعات لأنني مع وحدة العراق المدني، الذي تعايشت فيه الأديان والقوميات وأحبت بعضها البعض لكن الموضوع الذي افكر فيه حسب اعتقادي يعمل على فصل الدين عن الدولة بشكل كامل ونهائي ويتركز عمل المرجعية القيام بمهامها الدينية وبالتالي تقوم بأعمال إنسانية كبيرة لخدمة البشرية وخصوصا خدمة اكثر أتباعها.

وهنا اريد ان أقارن بين المرجعية الشيعية في العالم والبابوية أي الكاثوليكية فكلاهما لهم اتباع بمئات الملايين وكلاهما يقادان من قبل رجل دين منتخب من قبل رجال دين وصلوا درجة عالية بالعلم الديني والعلوم الأخرى بحيث يصبح مؤهلا لمنصب الإفتاء وإصدار أراءه في الأحكام الفقهية وكل الأمور الدينية الأخرى. فاذا اردنا نتعرف على كيفية نشوء دولة الفاتيكان في عام 1927 والتي تعتبر اصغر دولة في العالم بعد صراع مرير مع الحكومة الإيطالية والفاتيكان حيث اصبح البلد يدار من قبل إدارتين احدهم مدنية وأخرى دينية وهنا بدأت الصراعات الواضحة بين السلطتين لان إدارة البلد من قبل سلطتان لا يمكن ان تؤدي إلا إلى تناحر بين الطرفين فوقع الفاتيكان وحكومة موسلييني على معاهدة لتأسيس دولة مستقلة بحدودها الحالية كجزء مستقل بالكامل عن الدولة الإيطالية، وتكون هذه الدولة مسؤولة على عدد كبير من الأديرة والكنائس الكاثوليكية وبعد ذلك اصبح الفاتيكان دولة مستقلة ومعترف بها دوليا واعتمدت في اقتصادها على تبرعات اتباعها من جميع أنحاء العالم إضافة إلى عائداتها من السياحة إضافة وملكيتها للأراضي والغابات وأشياء أخرى تفرغت الكنيسة بعد ان انتهى تدخلها بشؤن الدولة الإيطالية للأعمال الخيرية في جميع أنحاء العالم وتقديم المساعدات الإنسانية لكثير من الدول الفقيرة وخصوصا الكاثوليكية منها وبالمناسبة لهذه الدولة الصغيرة أذاعتها وتلفزيونها وصحيفتها وميزة أخرى تميز هذه الدولة يسكنها رجال الدين الكاثوليك من كافة أنحاء العالم فهي دولة أممية وليس إيطالية فقط حتى جيشها من الجنود السويسريين وهذا عرف تاريخي.

لهذا اريد ان اقترح إقامة دولة تدار من المرجعية الشيعية على غرار الفاتيكان على مساحة المناطق المقدسة في النجف وتشرف على المناطق المقدسة في العراق وايران والدول الأخرى وبالتأكيد ستعتمد هذه الدولة على إمكانياتها الاقتصادية الضخمة من خلال تبرعات اتباعها وكذلك الواردات من السياحة الدينية وتبتعد عن مشاكل الدولة السياسية وتركز كل إمكانياتها وطاقاتها وأعمالها للمسائل الإنسانية والتعلمية من خلال بناء مدارس ومستشفيات في البلدان الفقيرة وخصوصا في المناطق الشيعية التي تكون دائما مهملة في كثير من البلدان وستحترم من جميع دول العالم وبالتأكيد سوف تحصل على الاعتراف الدولي من اكثر دول العالم ومنظماته هذه دعوة صادقة للمرجعية الشيعية الكريمة للتفكير الجدي بهكذا مشروع يخدم الدين والوطن على حد سواء.

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter