|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  19  / 7 / 2020                                 جاسم المطير                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

زفزفات الفانتازيا و ألوان زخارفها في اشعار مظفر النواب..
(1
7)

جاسم المطير
(موقع الناس)

مظفر النواب مستكشف سخاء طريق الشعر الشعبي..

كنتُ طيلة فترةِ صداقتي او مصاحبتي للشاعر مظفر النواب ، داخل السجون أو خارجها ، لم اسمع منه في أحاديثه كلاماً هابطاً .. لا يتعرض بأحاديثهِ الى استعمال كلماتٍ لا تفيضُ مجاملةً، لإنضاجِ أفكارهِ و جعلها مقبولةً من الآخرين .. غالباً ما يسير خلف المحدثات و كلماتها ، خلف الحداثة و مصطلحاتها .لكن لا يشاهده أحد يتكلم بصوتٍ عالٍ إلّا عند إلقاء كلامه الشعري .لا يواجه ازمة بالكلام و لا بكلام الشعر على وجه الخصوص، بالرغم من أنه دائم التجديد بكلامه الشعري، الشعبي و الفصيح . دائم المعرفة، مرجحاً استمرارية التجديد في الشعر الشعبي. بدايته الأولى بقصيدة (الريل) منفتحة على ممكنات الشعر الشعبي واصوله، حيث جاء فحواها بقصيدةٍ شعبيةٍ تجديديةٍ :( للريل و حمد) محمولاً على تقدميةِ كلامهِ في الحديثِ مع أصحابه ، مثل تقدمية قصيدة الريل ، نفسها، المتحققة إنسانيا في الثقافية المعاصرة . أراد ان يستجمع فيها كل مستحسنٍ من الصور و المفردات وفصاحة المنطق، بما يمتلك من ذرابةِ اللسانِ و غرابتهِ.

في الجلوس مع مظفر النواب و الاصغاء الى حكاياته ِ، سعادة و ثقافة و بهاء ، كما وصفه السجين المثقف القدير (هاشم الطعان) .

هاشم الطعان مثقف من نوع خاص بكل ما يتعلق بالشعر و الأدب العربيين . المعروف عنه ، أن احداً من الشعراء ، القدامى و الجدد ، لا ينال منه مديحاً نقدياً ، إلّا ما ندر. غير انه فسح المجال لمظفر ان يحتل مكانته الشعرية في قلبه الشعري و عقله النقدي. في أثناء وجوده بالنقرة كان يغوص في أعماقِ قصائدِ كل شاعرٍ ،من شعراء الندوات الأسبوعية في كل خميسٍ من خميسات السجن، قبل ان يقول عنه رأياً . لم يكن يؤمن بمستقبل الشعر الشعبي، اعتماداً على المفردة الشعبية . كان لا يهوى الشعر الشعبي لأن هذا النوع من الشعر سوف يتوقف ، يوماً ما ، عن تبعاتهِ التاريخية ، بعد أن ينتهي دوره في الثقافة الشعبية و (ينتهي البنزين المحرّك له..!) .

هكذا كان يظن و يقول في اغلب الأحيان .

يؤكد بأحاديثه الجادة و غيرها، ان الشعر الشعبي سيفقد وجوده ، مستقبلاً، إلّا في بعض استخدامات الحوار في الأغاني الشعبية و المسرح الشعبي، إذ سيظل الكتــّاب المسرحيون يستخدمون بعض طاقاته الاشعاعية في مسرحياتهم ، التي يتنبأ الطعان ، أنها ستقتصر على اللغة الفصيحة . كان الطعان غزيراً في النظريات النقدية.. تراه ينظّم، بين آونةٍ و أخرى، غارات نقدية مبيدة ،على الكثير من الشعراء الشعبيين و الفصحى ، نافياً اغلب دعاواهم عن اشعارهم ، غير المتكاملة أصولها او فصولها. لذلك لم يسلم من نقده أي شاعرٍ، حديثٍ او قديمٍ، عراقي او عربي ، سجين بالنقرة او غير سجين. كان على استعداد دائم لإثارة أي نزاع نقدي، بشأن الشعر. لم يسلم من نقده لا امرؤ القيس و لا المعري ، حتى الشاعر المتنبي بمحاضرةٍ ألقاها أمام متابعيه في النقرة .

عن قصيدة الريل لمظفر النواب، أكد مجيباً على سؤال بعض الأدباء السجناء : انها محاولة نظرية تحتمل التجريب.

منح القصيدة المظفرية الشعبية حق الرؤيا لشاعرها و لكل محبيها ومراقبة تأثيرها في التقصي و الإبداع. قال عنها انها قصيدة اشرقتْ و اغربتْ في اجواءٍ شعرية ، معقدة و ملبدة ، لكنّ انجمها ظلّت لامعةً. لأن شاعرها استطاع اللعب الذكي ، بمفرداتها و جعل لغتها الشعبية متقربة الى الفصحى، معتمدةً على الأصول اللغوية.

أتذكر مديحه لشاعرها النواب بالقول : جاء بفضائلَ شعريةٍ آمن بها و تمسك بشجاعةٍ شعريةٍ نادرةٍ.

ختم كلامه عن الريل و حمد حيث كان مظفر غائبا عن هذا الحديث ، قائلاً: بلغوا النواب انني المواطن المصلاوي هاشم الطعان نلتُ شرفَ القبولِ و الرضا ببقاء القصيدة في قلبي منذ يوم صدورها، حتى الآن . ما زالت نعمتها موثوقة بخيالي الشعري ، المادي و المثالي.

لم اسمع من مظفر النواب صوتاً عصبياً او ناذراَ أحدا من مناوئيه او اعدائه او حسّاده .. او هاتفاً بوجه الذين يختلفون معه. لم اسمع منه صوتاً نارياً مهما كان خطأ الآخر بحقهِ.. كان يحترم الجميع من الناس ، البسطاء و المعقدين . نفس الاحترام لجميع الشعراء ، قدامى أو جدد. وجدته محباً الى الآخر ، مثل حُبّهِ لوالديه و لأخوتهِ.. هذا الشيء بنظره من مرتجيات التقدم و التقدمية. كان حبه للناس و الشعب هادئاً، معلناً في السماء و تحت زمان المطر أو الجفاف. من هنا خلق (قصيدة البراءة) في النقرة حين وجد ان بعض السجناء من المصممين على التبرؤ من الحزب الشيوعي ينبغي توعيتهم.. وجد ان ما عليه فعله هو رفع صوته الشعري لإنقاذ هؤلاء البسطاء من أصحاب نوايا التوقيع على عار وثيقة (البراءة) .

نجحت القصيدة في اغراضها التوعوية و نجح شاعرها غير أن الكثير من الادباء السجناء، وجدوا فيها مغامرة شعرية مظفرية ، كبرى. إذ لم تتوصل الى فعل (التكامل) ، كما يفترض أن تكون ناضجة، شعرياً، بمستوى نضوج قصيدة (للريل و حمد). كان مستعجلاً في استيعاب المحدثات السجنية الخطيرة ، حتى تنضج المواقف الصحيحة من الازمة الخطيرة و تخفق الحكومة في ما تبغيه . ظل يلاحق الريح و لا يستريح حين اسرع بكتابة قصيدة ( البراءة ) متمنياً ان يعود الى زمانِ الولادة ليغرس مغروساً جديداً، حاملاً حجارة الشاعر العباسي حسين بن منصور الحلاّج (858م- 922م ) في اعماقه ، حافظاً عهوده مع أصحابٍ يسميهم بـ(الخلاّن) .

بكل الحالات و الظروف لم يندفع نحو استخدام وسائل ذات ألوان انفعالية او تهديدية او صاخبة.. لا يفكر بانتهاج الجور بدل الحق . حتى حينما يشعر ان أمور الآخر، المقابل له بالحوار، يمكن ان تتفتح و تنمو متماسكةً ، اكثر من حالة انفتاح او نمو افكاره الشخصية .

ظلّ الشاعر مظفر النواب نموذجاً شيوعياً، ثقافياً ، هادئاً، كأنه فارس شهم من مثقفي دولة اليونان القديمة او مناضل شهم من ازمنة النضال الفلاحي ضد الاقطاعيين بأرياف العمارة . كنت اجده إنساناً يمازج الحقيقة الشعرية مع التكنوقراطية الواقعية ليتمتع بمواهبَ عديدةٍ . منها انه بعيد ، كل البعد ، عن تقمص أصول آبائه و اجداده الرأسماليين القدامى ، التي قد تفسد عليه الممارسة الشعرية - التكنوقراطية أو ربما تخرّب في ذهنهِ نوعية الشخصية الديمقراطية الجيدة .

لم اسمع منه أو عنه ، في أي يوم من الأيام، كلاماً يمتدح نبوخذ نصر او أي زعيم شيوعي سوفييتي مثلاً، ولا ينطلق في ذمّهِ .. لكن ربما تجد منه رثاء على لسانه او رحمة او شفقة على روح الحلاًج أو على مصاعب حياة ، أبي العلاء المعرّي ، شاعر المحبسين .

كنتُ أحس أنه يقاسي تعباً و اوجاعاً إذا ما شاهد شيوعياً افنى حياته من اجل الحزب ، لكن الحزب ، أحياناً، و حزبيون في أحيانٍ أخرى ، ينتقدونه بتهمة ( اليسارية) او يجففون ينابيع الحياة أمامه .. بينما كان العديد من الرفاق في سجن النقرة و الحلة، يغمسون ألسنتهم بأنواع الشتائم و الاتهامات التعيسة للقيادي الاممي ، ستالين. المتهم بجريمة الانحراف عن النهج اللينيني ، ماضياً بمقارعةِ جميع رفاقه ممن يحاربون انحرافه او الذين يريدون انقاذ الحزب الشيوعي السوفييتي من الولاء للذات الدكتاتورية .

بكل تأكيد كان مظفر النواب ، مثل آلاف الشيوعيين العراقيين ،الآخرين، يتردد في داخلهِ صوتٌ ناقدٌ لسياسة الحزب الشيوعي العراقي في زمان خط آب عام 1964 أو لبعضِ قادةٍ اعقبوا الشهيد القائد ، سلام عادل. ربما طغى عليه عجيج داخلي و ذهول من الخيبة و الانكسار يوم 8 شباط 1963 لكي يقف مع انشقاق حزبي واسع عن اللجنة المركزية في أيلول 1967 قبل هروبه و هروبنا المشترك، من سجن الحلة. كنتُ اراقب حركاته الرافضة ، عندما كنّا مع الآلاف في (النقرة) و (الحلة) . في تلك الفترة كان من بعض أعضاء اللجنة المركزية من يرى في نفسه، قائداً لا يُنافس وحكيماً لا يضاهى ، و محاربين لا يرفعون سلاحاً. كان مظفر يقظاً ، لكنه احترق و احترقنا نحن الكثيرين، بنيران الانشقاق الحزبي ، المؤذي . كنا غير قادرين على ملافاة واقعية المأساة بتجاهل التحذير الرفاقي من كل مكان فيه مقعد شيوعي . لم يستطع الشاعر مظفر النواب ، وقتذاك ، ان يرثي حالنا ، جميعاً، بقصيدةٍ شعريةٍ أو بلازمةٍ شعريةٍ ، سياسيةٍ، كما رثى أم شامات في (الريل) و (هودر هواهم) ، إذ ما وجدَ طريقاً غير مغادرة بغداد الى بيروت النور او الى دمشق المتنهدة ب، تواً، بشيء من الحرية .

خاطبنا القادة الشيوعيين ، بطيبِ الكلامِ من اجل رفعِ مقام النضال الشعبي ضد النظام الدكتاتوري .

أول الخطاب ، اننا خلعنا ثيابَ سجنِ الحلة و هربنا من حفرته،

لكن سرعان ما وجد مظفر النواب انه في الاهوار الهارب إليها ، لم يكن عبرةً أمام نفسه، وأمام رفاقه الآخرين من الداعين إلى شن أسلوب ( الكفاح المسلح) . لم يكن هذا الأسلوب مسنوداً بما يكفي من العدة و العدد و العتاد، مما جعله اسلوباً مضروباً ، بقنابل طياراتِ و مدافعِ النظام البعثي الحاكم، بكل قوة و همجية ، من دون أن تفسح المجال في التبصر بكيفية ليّ طريق الضيق . مما أدى بالشاعر النواب ، مثل غالبية الهاربين ، إلى أن يدفعوا ، جميعاً، ثمناً باهظاً حين وجدوا أنفسهم ليسوا مؤهلين للقتال المسلّح ، كما كنا نظن ونحلم .

خُلق الشاعر، مظفر النواب من اجل ان يقول كلاماً شعرياً غاضباً وليس لتقلّد الدرع و الترس ورشاشة كلاشينكوف ، مما يشجع شرطة الدولة على تعقبه وقتله أو هروبه ، مجدداً، بعد ان ظل ينتقل من حفرةٍ الى أخرى بأعماق الاهوار الجنوبية. أنه وضع صعب لا يجعله مبتهجاً بشاعريته. تخلى عن تأوهات السلاح و حمله ، ثم نفى نفسه من الهور ، بعد استشهاد خالد احمد زكي ، حيث تحوّلت في عينيه وفي عيون رفاقه حقيقةً الاهوار الأليمة ، الى جزءٍ من حقيقة الخطيئة الثورية ، بعد أن تفلّش التنظيم الانشقاقي تفليشاً بأقوال تلفزيونية مهينة. انطفأ كل شيء بعيوننا وهزّ كلُ ثوريٍ رأسه بوجوهنا، بحسابٍ عسيرٍ .. لم يضمن الشاعر مظفر النواب مكاناً ، داخل الوطن ، من دون حسابٍ او بحسابٍ صامتٍ خفيفٍ ، مفضلاً نقل وجوده و عيشه إلى سوريا و لبنان حيث يتوفر الأمان .

قبل الهروب من السجن كان مظفر النواب ،مثل جميع السجناء العراقيين، يمتدح الشعوب ، كلها ، ويبتهج بأخبار انتصارات الأحزاب الشيوعية ، بكل بلاد العالم..

كنتُ أرى غلّةً وفيرةً من السرورِ ترتسم على وجهه ، كلما ورد الى سجناء النقرة خبرٌ عن انتصار الشعب الفيتنامي ضد القوات الامريكية المعتدية على ذلك الشعب المكافح بأقاصي الأرض . كان يغرس كلماتٍ شعريةً طيبةً، في اسماع و نفوس مستمعيهِ، عن أهدافٍ شعبيةٍ ، لا بدّ ان تتحقق شعاراتها، يوماً ما ، مهما طال الزمان او اعتراه خزي الدكتاتورية الحاكمة في بلاد الرافدين .. كان جامحاً في الشعرِ و في إلقاء القصائد الثورية الساعية الى تمجيد (الثورة) بكل أنواع الحوار و المناقشة بين جميع المناضلين، داخل السجن ، كما في خارجه ، من اجل قيامها و انتصارها .

صحيح انني كنتُ ادرك أن أي شرٍّ يرتكبهُ ، أي شريرٍ، أمام عين مظفر النواب، فأن الأرض تقشعرّ تحت قدميه، لكن تلك ( القشعريرة) لا تدفعه الى أي موقفٍ فيه نوع من (الغضب).

كان يحزن كثيراً،

حزناً شاعرياً،

لكنه يظلّ حكيماً مع الحزن ،

بفرضِ شاعريتهِ الحكيمةِ و صوته الحزين،

بعباراتٍ شعرية ٍ ، حسنة، تحملها عرباتٍ شعرية ، حسنة ، موهوبةً الى الطيبين ، بكل عصر و من كل جيل ، كما كان حاله في تقدم سرب عباراته الجميلة بنهاية كل بيت من الابيات الشعرية في قصيدة (للريل و حمد) حيث ينقر ، جريئاً، مكرراً بلا عائق : (هودر هواههم).

هكذا أراد الشاعر مظفر النواب ان ينسى موقف حمد وهو يفتح فمه بالعدل ناصراً و منتصراً للمرأة المقهورة ، التي ما زال قهرها ممسكاً بحبِّ قرية أم شامات ، غير المتحررة من قهر المحبوب القاهر . سكنتْ قرية أم شامات في قلب القصيدة ، إلى الأبد، لأن في هذه القرية، بالذات قد وجد شاعرها ، قيداً او قيوداً أغلقتْ بوابتها بوجه امرأة قطار الليل، حين كانت قصة ام شامات ليست ميتة و أن قلب المرأة لم يمتْ، تماماً، مثلما وجد بشعرِ بدر شاكر السياب أن قرية (جيكور) ما زالت حيّة بقلبِ مريضها.

كذلك مبادلة الكثير من المدن و الكثير من الشعراء ممن وجدوا في حياتهم ، مدينةً من المدن يحبون ان يخلعوا نعالهم، قبل دخولهم إليها ، مثل هانوي الفيتنامية و ستالينغراد الروسية وغيرهما . لكن الأمر مختلف عند مظفر النواب فهو استدعى نفسه الى دخول قرية (أم شامات) مثلما استدعى نفسه الى دخول قلوب المدن، الفاضلة او غير الفاضلة، تماماً، مثلما انعم على نفسه بالتمكن من دخول القلوب الإنسانية مكتشفا وجوده الدائم بينهم و ليس بين الحاشية الشعرية .

الفرق بين جيكور السياب و ام شامات النواب هو ان شاعر الأولى أراد من (جيكور) ان تغطيه بالذهب و الحب والسنابل،

بينما أراد النواب ان يغطي (أم شامات) بالذهب والحب و السنابل.

رحل السياب تاركاً (جيكور) منزلأً من منازل (الأقنان) و حلماً من أحلام (ابنة الجلبي).

بينما اجتزّ النواب قصيدته ، تاركاً (الكَطا) تحت سنابل ام شامات و هي تهودر هواها.

يقال ان الله بسماء الكون في اور و بابل و اشور و الجزيرة العربية ، كلها، دعا بعظمته الميتافيزيقية و ما زال يدعو بغضبه الهادر في اقصى السماوات جميع أنبيائه و أصفيائه ، الميتين ، الى عدم الاختلاط بالحكام و إغلاق جميع صفحاتهم حتى لا يُكتب فيها ، عنهم، نوع من صفوِ الكلام او عن هباتهم المالية لبعض من يظن بصدق اقوالهم و هم كاذبون. لذلك لا تجد اي اختلاط بين سفاهة الحكام الملكيين او الجمهوريين البعثيين مع اي موضع من مواضع افكار و أشعار مظفر النواب . لم يكن جميع شعر هذا الشاعر محملاً بدمار الميتافيزيقا و أوجاعها و مخاضها ، بالرغم من ان اكثر رجال الدين الحاليين ، يخالفون وصايا آلهتهم . يخالفون وصايا عدم التقرب الى الحكام او الى تطبيق منطقهم الاستبدادي بدعوى طاعة الدولة باسم حب النظام و معرفة تفاصيله .. لكنهم يتقربون الى حدّ التضرّع ان يكونوا لحكامهم تابعين مطيعين بعد تخليهم عن ربّهم .

جاء وجه القصيدة النوّابية باهراً، فاعلاً ،مقتدراً، بكل الظروف و العوارض ضد المتسلطين و المنافقين من كل لونٍ و تبعية و دين . بالرغم من أن الغمّ و الهمّ و الشرّ ما تخلت عن اللصاق بأنفاس رئتيه.
 

يتبع

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter