|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الخميس 6/9/ 2012                                                           جاسم الحلفي                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

النواب "الليبراليون" الادعاء والموقف

جاسم الحلفي

استجمع أعضاء مجلس النواب من الكتل المتنفذة قواهم مرة أخرى، وحشدوا طاقاتهم، وأوقفوا معاركهم الإعلامية الصاخبة لبرهة، وأجلوا احترابهم، ووحدوا موقفهم وتجاوزوا انقساماتهم، وخرجوا من متاريس اختلافاتهم الاثنية والطائفية، وصوتوا يوم 3/ 9 على التعديل الثالث على قانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي رقم (36) لسنة 2008، دون ان يمروا على تعديل الفقرة الخامسة من مادته الثانية التي شرعنت منح المقاعد الشاغرة عند وجودها إلى القوائم الفائزة وليس إلى الباقي الأقوى وذلك قبل ان يصادق عليه رئيس الجمهورية، وقبل ان ينشر في الجريدة الرسمية، مخالفين بذلك النظام الداخلي لمجلس النواب، وكان النواب، ممن يوصفون "بالليبراليين" أكثر حماسة، فيما كان المدعون بانتمائهم للديمقراطية ودفاعهم عن حريات المواطن وحقوقه أكثر اندفاعا لشرعنة الاستحواذ على أصوات الرافضين لهذا الواقع المتأزم بفضل صراعات المتنفذين على السلطة والمال والنفوذ.

لم يقف النظام الداخلي الذي لا يجيز تعديل قانون الا بعد نشره في جريدة (الوقائع العراقية)، حائلا دون تجاوزهم عليه، وفي ممارستهم هذه يكونون قد أكدوا مجددا عدم احترامهم للدستور والأنظمة والشرائع، هكذا وكأن القانون ما زال عند البعض منهم، فماذا يمكن ان يقال عند تجاهلهم لحكم المحكمة الاتحادية الذي حكم بإبطال نفس الفقرة في قانون انتخابات مجلس النواب.

واللافت ان التصويت جاء بعد يوم واحد فقط، من تصريحات أغدقها علينا النواب "الليبراليون"، من كل القوائم، ادعوا فيها أنهم اخذوا على حين غرة عندما صوتوا في المرة السابقة، مضيفين انهم لم يكونوا على علم بفداحة هذا الخطأ الجسيم، وخطورة التصويت على شرعنة الاستحواذ على الأصوات، كما لم يبال النواب بالحملة المدنية للدفاع عن الدستور التي اطلقتها منظمات المجتمع المدني، تحت شعار "لا تسرق صوتي" والتي وقع عليها لغاية الآن آلاف المثقفين والناشطين من اجل الحريات والكرامة الإنسانية، وهكذا انكشفت اللعبة وبانت الخديعة، ولم تنطل على احد منا تصريحات الاستهلاك اليومي لنواب يصوتون على مشاريع القوانين دون قراءتها كما اتضح!

لم يتوحد "نواب الشعب"، كما توحدوا اليوم على شرعنة الاستحواذ على أصوات معارضيهم في النهج والرؤية والسلوك، لم يخذلنا "الليبراليون" ومدعو الحرية الفردية، والوحدة الوطنية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، والى غيرها من الادعاءات التي لم تثبت صدقيتها، لم يخذلونا، لأننا لم نترقب منهم دورا ما يسهم في تغيير واقع العراق نحو الافضل! ولم نراهن على قدرتهم على حل الأزمة المستفحلة التي تهدد العراق، بل انهم في فهمنا أدوات الأزمة ومفاعيلها، هم فقط خذلوا ناخبيهم، وأداروا الظهر لجمهورهم الذي تأمل منهم تأدية واجبهم كما ينبغي، بممارسة دور الرقيب على الأداء الحكومي، ومحاصرة الفاسدين، ودور تشريعي يسهم في تشريع القوانين التي تؤمن التحول الديمقراطي، وتلك التي تمس الحاجات الاجتماعية والمعيشية والحياتية للمواطن وتحفظ كرامته، ومنها قانون عادل للضمان الاجتماعي، وقانون للعمل، وقانون ينظم التوزيع العادل للثروة والسلطة في إطار الدولة، لم ننخدع بهم، وإنما خدعوا ناخبيهم، على ان لا يلدغ الناخب من قائمة مرتين.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter