نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم هداد

jasemhaddad@hotmail.com

 

 

 

 

الخميس 2/2/ 2006

 

 

 

خط احمر ... أم خطوط حمر ؟

 

جاسم هداد

تم اجراء الأنتخابات والتي كانت استحقاقا امريكيا اكثر منها استحقاقا عراقيا ، ولعب اللاعبون الرئيسيون في العملية الأنتخابية ، الاعيب شتى من اجل ضمان " الفوز الساحق " ، وعلى طريقة معاوية بن ابي سفيان عندما اراد أخذ البيعة لأبنه يزيد ، فاستخدم المال والسيف وعلى القولة الشهيرة (من بايع يزيد فله هذا " كيس مال " ، ومن رفض فهذا " السيف " ) ، وهذا هو ما حصل في الواقع بعد ان خطط له ونفذه القائلين بـ " الأستحقاق الأنتخابي " ، والمصيبة انهم يتباكون على الأمام الحسين ( ع) ويلعنون يزيد يوميا ، وهم التلاميذ ليزيد ومعاوية من خلال تنفيذهم سياساته وسلوكهم الاعيبه ، مثلما يذمون الطاغية صدام ويلعنونه وفي الواقع العملي لا تختلف سياساتهم عن سياساته .

والتجاوزات والأنتهاكات والخروقات للعملية الأنتخابية سواء قبل الأنتخابات او اثناءها وبعدها " الفرز " ، صارت كالخط الأحمر لا يمكن الا فاقد البصر ان لايراه ، والحديث عن ذلك طويل ويطول ، اسوق مثلا واحدا حقيقيا صادقا على التزوير ، في مركز انتخابي في احدى مدن الفرات الأوسط ، نجح احد الأخوة " وهو صادق في قوله ، وبطل من ابطال انتفاضة آذار 1991 ، وتشهد له مدينته ، حيث قام بإقتحام مديرية الأمن فيها " بإقناع ثلاثين فردا من عائلته واصدقائه ومعارفه وجيرانه للتصويت لأحدى القوائم .

وعندما ظهرت نتيجة الفرز كان نصيب القائمة المعنية " ولا صوت " ، كيف حدث ذلك فهو معروف !؟ ، وجدلا حتى لو لم يعط جماعة اخينا اصواتهم لتلك القائمة ، فأين ذهب صوته هو شخصيا ؟ ، ويؤكد هذا الأخ بأن الغالبية العظمى من الموظفين العاملين في المفوضية في مدينته ، والمشرفين على المراكز الأنتخابية ، هم من البعثيين الذي استبدلوا الزيتوني بالقميص الأسود واللحية ، فلا ريب في ذلك فهم ازلام كل زمان ، وهم الذين قال عنهم معاوية بن ابي سفيان لعنه الله ، لا يفرقون مابين الجمل والناقة ، وبأمثالهم حارب معاوية امام المتقين علي بن ابي طالب (ع) ، وصدقت يا ابا عادل يا مظفر النواب عندما قلت " لو خرجت لقاتلك الداعون اليك وسموك شيوعيا "

وخير دليل اعتراف المفوضية العليا المستقلة !!! " إقرأ : المستَغلة " للأنتخابات وكذلك تقرير اللجنة الدولية للتدقيق الدولي ، بأنه شاب الأنتخابات الكثير من التجاوزات ، ولذلك قامت بإلغاء " 227 " صندوقا وهذه فقط للشكاوى ذات الخط الأحمر ، اما ذات الخط الأصفر والأخضر فلم تجد المفوضية وقتا للبت فيها ، ومع الأسف تبارى عدد من العازفين على وتر الحزب الواحد واللون الواحد والمنطقة المقفلة وهي من تعليمات ودروس البعث الفاشي ، الى رفع الأصوات عاليا بأن هذه التجاوزات تحدث في جميع بلاد العالم ونسبتها لا تشكل شيئا ولا تؤثر على العملية الأنتخابية ، وبالضبط وبنفس اسلوب مدرسة البعث الفاشي ، عندما استكثر الطاغية صدام على الشعب الكويتي المطالبة بمصير اسراه وان عددهم لا يتجاوز المئات .

والآن ومن خلال اللهاث وراء المكاسب الحزبية والمناصب الوزارية تنشر وسائل الأعلام تصريحات لبعض سياسيي المرحلة الحالية ، فمراهق سياسي يضع خطا احمرا حول التعامل مع شخصية سياسية ، التي كان لها دور في السياسة في الوقت الذي كان هذا المراهق السياسي في ظهر ابيه ، وقائد احدى الميليشيات يضع خطا احمرا حول وزارة الداخلية مؤكدا انه لا يمكن التنازل عنها .

اما كان الأجدر بالذين لديهم امكانية وضع الخطوط الحمر ، وضع هذه الخطوط الحمر امام التدهور الكبير في الخدمات العامة ، وامام ارتفاع عدد القتلى وعمليات الأختطاف والهجمات الأرهابية وتزايد اعمال العنف ، وكما اكدت على ذلك تقارير دولية وعراقية والتي اشارت الى ان الأوضاع العامة في العراق تدهورت تدهورا كبيرا .

اما كان الأجدر وضع الخطوط الحمر امام نهب خيرات العراق ومحاربة الفساد الأداري والمالي الذي استشرى في جسد الدولة العراقية كالسرطان ، ووضع الخطوط الحمر امام انتشار المخدرات ، والتي اصبح العراق مركزا لتوزيع وبيع المخدرات وذلك بفضل الجارة المسلمة ! إيران ، الا يستحق تهريب الأدوية الى ايران وجلب ادوية منتهية الصلاحية وليس ذات جدوى علاجية خطوطا حمرا .

اما حان الوقت لأعضاء هذه الأحزاب وجماهيرها بأن يرفعوا الرايات الحمر " حيث لا يكفي وضع الخطوط الحمر " في وجه هذه القيادات والقول لها ، كفى لعبا بمقدرات الشعب العراقي . كفى استهتارا بهموم الفقراء والمستضعفين . كفى هدرا ونهبا لخيرات العراق . كفى انانية ومصالح حزبية وشخصية . فبأسم مصالح العراق والعراقيين تبؤتم مناصبكم . فكونوا اوفياء لوعودكم . وراعوا مصلحة العراق ومصالح العراقيين . وصبر العراقيين لابد وان يكون له حدود .