|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  9  / 12 / 2013                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لماذا يباع العراق بهذا الرخص ؟

جمعة عبدالله 

قبل ان تجف مياه الامطار , وتصبح الشوارع سالكة للمارة والسيارات , وقبل ان تنحسر مساحات البرك المائية , من مناطق متفرقة من بغداد , عاد مسلسل التفجيرات من جديد , بقوته المعتادة , حيث تمكنت المجاميع القتلة والارهاب , بالسهولة التامة , كما تعودوا عليها , في نشاطاتهم الاجرامية والوحشية , في زرع الموت المجاني , للمواطنين الابرياء , بمسلسل التفجيرات والانفجارات والاغتيالات , ومشاهد الجثث المجهولة بكواتم الصوت , في يوم دامي عاشتها العاصمة العراقية , بتفجير 15 سيارة مفخفخة وعبوتين ناسفتين , بعد سويعات قليلة , من تبجح رئيس الوزراء , وهو يزف بشائر النصر العظيم , بالقضاء التام على القتلة ( لقد انتهى زمن الخارجين عن القانون , فلا ميليشيات , ولا عصابات , الكل تحت طائلة المسؤولية , والملاحقة مستمرة , حتى ينتهي اخر متمرد على النظام العام ) هكذا الكذب والتضليل يفضح نفسه بنفسه , وهذا الرد العنيف والدموي , يوضح بشكل دامغ , كم هو بعيد رئيس الوزراء , عن الواقع العراقي الملموس والفعلي , انه منفصل عن الشارع العراقي تماما . كل ما يشغل عقله وذهنه وتفكيره وحتى ادق خلية من جسمه , هو كيف يحقق حلم الولاية الثالثة , باي ثمن وباي طريق , حتى على خراب وحرق العراق , ان الكرسي الملعون , يصيب صاحبه بمرض جنون العظمة , وكل تجارب الشعوب تدل , على ان نهج السياسي المتخوم , بالتعصب والعنجهية والكبرياء الفارغ , واسلوب التعالي والطيش , وفقدان البصر والبصيرة , هو اقصر طريق للفشل والعجز في ادرة شؤون البلاد , واقصر طريق للسقوط السياسي , واقصر طريق للافلاس الكامل . فخلال ثماني اعوام من حكمه , قاد العراق الى طريق وعر مملؤ بالالغام , فلا الامن تحقق , ولا الخدمات توفرت , ولا المشاكل والازمات حلت , ولا العيش الكريم توفر , سوى الفساد المالي والاداري والعصر الذهبي للرشوة , وتعبيد الطريق لدولة العائلة والعشيرة والاحباب والاقارب والحواشي المحيطة , التي تتزاحم على الغنيمة كالذباب الشرهة . وعهده تمثل بتزاحم عتاوي الفساد , التي سيطرت على منافذ الحياة العامة . ان حكومة المالكي , غير قادرة على حماية المواطنين بكل اطيافهم ومكوناتهم . والله يستر العراق اذا تحققت الولاية الثالثة , ستكون الضربة القاطمة , التي ستكسر ظهر العراق , واذا كان الشعب الآن لقمة سهلة لبطش القتلة الوحشين , فغدا ستكون الكارثة افجع واعظم وافدح , وان طلب والركض نحو الولاية الثالثة , عليه ان يعرف معنى الواجب الوطني والمسؤولية , وتحمل الاعباء بحكمة وعقل وخبرة وكفاءة , وتوفير مناخ المناسب للامن والعيش الكريم والاستقرار , وان يعطي مبررات مقنعة لنجاحه خلال ثمان سنوات من توليه الحكم , حتى يكون من حقه المطالبة بالولاية الثالثة او الرابعة , طالما الدستور يعطيه الحق في المطالبة , اما ان ينصب اللهاث وراء بريق الكرسي الملعون وابتلاع المناصب ومرافق الدولة , لحاشيته المقربة ولحزبه , ويمنع مشاركة الاخرين , ودون التفكير بحاحات الشعب الاساسية , هو جريمة لا تغتفر , بان يكون مصير المواطن الموت المجاني او القتل العشوائي , وخيانة عظمى للقيم والاخلاق والدين . وان اسلوب ادارة الحكم ليس بالبهلوانيات السخيفة , وانما بصفات رجال الدولة والقيادة , الذين يتصفون بخصال الرجولة والشهامة والاخلاق والشرف والامانة . وهذا يحتم على الناخب العراقي , ان يعرف بان في عنقه واجب ومسؤولية , بالحفاظ على مصيره ومصير الوطن , بان يحتكم الى ضميره وعقله ورشده , قبل ان يضع اختياراته الانتخابية في الصندوق . ان خيار الحكم القادم وقيادة البلاد بيده , وليس بيد الاخرين
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter