|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  8  / 1 / 2014                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تصريحات وزير العدل الخطيرة , هل هي حقيقية ام استنتاج شخصي ؟

جمعة عبدالله 

من العوامل التي تغذي الازمة السياسية المتفاقمة بالاخطار الجمة , والعواقب الوخيمة التي تهدد العراق بالخراب والدمار , والمصير المشؤم بالظلام الدامس , الذي يحجب الرؤيا , هو ازمة الثقة بين الاطراف السياسية المتنفذة , وانتقلت هذه العدوى الخطيرة الى الفريق الحكومي , وحتى داخل الكتل السياسية , ذات التوجه والنوايا والعقيدة السياسية الواحدة , ومن اسباب انعدام وفقدان هذه الثقة , هو التربص بالاخر , والاعتماد على الاسناد الخارجي , والتسقيط السياسي والنزعة الجامحة الى الانفراد بالسلطة , وتمتع بالامتيازات والنفوذ على حساب الاخرين , والتشبث بالكرسي الملعون , حتى لو كان المتاجرة بالدم العراقي بثمن رخيص , بالدناءة الحقيرة والخسيسة . ان هذا الخلل الكبير في النظام السياسي , الذي يعتمد على قواعد واعراف خاطئة وقاتلة , بذلك ضاعت المعايير وموازين , ولم تعد هناك حدود وفواصل بين الحقيقة والزيف , وبين الصدق والكذب , وبين الصراحة والمناورة , وبين التصريح المسؤول والمتهور , وبين الجدية والابتذال , كأنهم في مدرسة ابتدائية , وكأن سن العقل لم ينبت بعد , لذا فهم مراهقين سياسيين , بالصبيانية الفاقدة الرشد والنضج والعقل . لذلك ياتي في هذا الصدد , تصريحات وزير العدل الخطيرة الى وسائل الاعلام , التي وضعتنا امام جملة من التساؤلات وعلامات الاستفهام الكبيرة والكثيرة , منها في كيفية ادارة شؤون البلاد , باية مقاييس ومعايير ؟ , ان هذه الاتهامات الخطيرة , تضع شخص رئيس الوزراء في دائرة الخيانة العظمى للوطن والشعب , ثم بعد ثلاثة ايام يصرح , بانها استنتاجات شخصية , بالتأكيد ليس نحن في مستشفى الامراض العقلية , فقد صرح وزير العدل بكامل قواه العقلية والذهنية والجسمية والبدنية , حين اشار بوضوح وبعظمة لسانه , بان رئيس الوزراء شارك بشكل فعلي , في التعاون والتنسيق الكامل , من اجل هروب المئات من سجناء داعش من السجون ابو غريب والتاجي , بهدف تضخيم المخاوف الادارة الامريكية ,كي تتخلى عن الهجوم العسكري الوشيك على النظام السوري , بحجة بان من يخلف النظام السوري بعد سقوطه , هم القاعدة وداعش ومن يلتف حولهم , عند ذاك سيكون مصير المنطقة اسود وخطير , وتحدث الوزير بالتفاصيل الدقيقة لخطة الهجوم الكبيرة على السجون , وتحدث بشكل صريح وواضح وزير العدل ( حسن الشمري ) عن تورط رؤوس كبيرة في الحكومة , في حادثة الاقتحام , حيث قال ( ان حماية السجون مكونة من لواء وفوج من وزارة الداخلية , التي يقودها المالكي وحزب الدعوة الحاكم ) ثم يتابع التفاصيل الاخيرة ( بان هذه الحمايات انسحبت قبل عملية الاقتحام , بمكالمة هاتفية من مكتب المالكي ) ان هذه الاتهامات الخطيرة , يجب ان يتحرى عنها بدقة وعناية وكشف الحقيقة , القضاء العراقي والسلطة القضائية , لان دولة العراق فيها قانون ودستور , يحدد فيها الصلاحيات والمسؤوليات , ويجب ان يعرف الشعب من وزير العدل , لماذا صرح بهذه الاتهامات , ولماذا تراجع عنها لاحقا ؟ ماذا يدورفي الافق وفي الظلمة السياسية من اهداف واغراض ودواعي ؟ هل تعرض الى ضغوط ام اشتروه بالمال الوفير , ام ماذا ؟ لاشك انه بالغ الرشد والعقل ام ماذا ؟ وهذا يحتم على اصحاب الشأن بالقرار السياسي , اذا ارادوا بحسن نية , انقاذ العراق من هول فواجع الازمات , التي قد تقوده الى اخطار جسيمة , اولى بهم ان يكشفوا الحقائق امام الشعب والرأي العام والاعلام , وليس ممارسة لعبة الطمطمة , والتستر بما يحاك من مؤامرات ومناورات وصفقات سياسية , خلف الكواليس , يجب ان تسقط اقنعة الزيف السياسي والحرص المنافق , حتى يتخلص الشعب من المناخ السياسي المسموم
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter