|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  8 / 3 / 2016                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لا طريق للاصلاح غير مواصلة حركة الاحتجاجات

جمعة عبدالله
(موقع الناس)

دخلت حركة الاحتجاج الشعبي بزخم جديد , في حجم المشاركة الشعبية الهائلة والتي فاقت كل التوقعات , بالحجم الكبير في المشاركة , مما يبعث الامل بأن الاصلاحات ستجد سكتها السالكة , ان صوت الشعب الهادر في الشارع العراقي , يزعزع سلطة الفساد والفاسدين , ووضعهم في موقف حرج وصعب . ويوقعهم في مأزق كبير , فقد سقطت كل بضاعة النفاق السياسي , كل المتاجرة والسمسرة بأسم الدين والمذهب , وخاصة ان التظاهرات الاحتجاجية الجماهيرية , صارت على مقربة من اسوار المنطقة الخضراء , هذا الوضع الجديد وضع الاحزاب الاسلامية على المحك , وخاصة الاحزاب الشيعية , التي دخلت في مرحلة التأزم والخلافات والعراك والتشاجر ينذر بالازمة التي تهددهم , وكما وضعت السيد العبادي امام حقيقة لا يمكن التملص والهروب منها , وهي تنفيذ وعود الاصلاحات المعطلة منذ اكثر من عام , ان احزاب المحاصصة الفرهودية امام مأزق عويص لاجدل فيه , ولا يمكن التهرب منه كما كانت تفعل في الماضي , بأنها تفتش عن ثغرات ومنافذ لتجاوز الازمة , وكانت تنجح بفعل المتاجرة والسمسرة السياسية , اما الآن فانها امام وضع جديد , في مجابهة النهوض الشعبي العارم بالغليان , المطالب بالاصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين , وعودة الاموال المسروقة , هذا المأزق الكبير , وضع الاحزاب الشيعية في خلافات حادة , وتأزم ينذر في وقوعها في الهاوية . لقد بدأت عليهم بوادر الخوف والقلق من احتجاجات الشارع العراقي , وهذا ما يفسر بقلق احد حيتان الفساد الكبيرة , يدق ناقوس الخطر الى الاحزاب الاسلامية الفاسدة , ويحذرهم من الخطر القادم بأن (المعادون للخط الاسلامي يخترقون تظاهرات الصدريين) ويقصد بالخط الاسلامي , يعني الفساد واللصوصية والنهب والاجرام والارهاب الدموي , والمتاجرة بالدين والمذهب بالعهر السياسي , انه يحذر من عواقب التظاهرات الاحتجاجية , اذا استمرت بالوتيرة المتصاعدة , ستقوض سلطة الفساد والفاسدين , وسيجدون امامهم مصير اسود , بتقديمهم الى المحاكم ونزع عنهم الاموال التي سرقوها , وهذا هدف التظاهرات الشعبية ولا مجال لتنازل عن هذا الهدف , وبالتالي سيرمون الحرامية واللصوص في مزبلة القمامة , لذا فأن الفاسدين لم ولن يتنازلوا قيد انملة عن سلطة فسادهم وجنتهم ونعيمهم , فأن الفاسدين من الحرامية يحاولون جمع صفوفهم وتوحيدها في مجابهة الخطر القادم من التظاهرات الشعبية الاحتجاجية , يطالبون بعدم التهاون في اتخاذ اقسى الاجراءات الامنية الصارمة والقاسية , ازاء حركة الاحتجاجات , باللجوء الى الالاعيب السياسية الماكرة حتى على حرق العراق , من اجل اخماد حركة الاحتجاجية وصرف الانظار عنها , وعن المطالبة بالاصلاحات وتقليم اظافر الفاسدين .

ان تراخي الاجهزة الامنية في حفظ الامن , بالتهاون والتسهيل مرور السيارات المفخفخة والعبوات المتفجرة والاحزمة الناسفة , وهذا مايفسر تصاعد وتيرة الارهاب الدموي في الفترة الاخيرة في المناطق الشيعية , في حجم الدمار والدماء , لزرع الخوف الامني , بحجة ان الاجهزة الامنية منشغلة في حماية التظاهرات الشعبية , هذا المنطق المشبوه في خلق ذريعة الخوف عند المواطن , حتى يكف عن المشاركة في حركة الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية , ويحث الحكومة على التركيز الوضع الامني , حتى يتنفس الفاسدين الصعداء , بالتخلي عن المظاهرات الشعبية المطالبة بالاصلاح ومحاربة الفاسدين , لكن هذه الحجج والذرائع , لن تجد طوق نجاة لهم , بان الارهاب الدموي والفساد المالي , وجهان لعملة واحدة , هي الاحزاب الاسلامية الفاسدة , ان شماعة ناقوس الخطر من الارهاب الدموي , سقطت لآن من يدير دفة الارهاب الدموي هي نفسها احزاب المحاصصة الفرهودية , وهم يعرفون الثغرات الامنية والتقصير الامني , بوجود عناصر فاسدة ومرتشية تقود مؤسسة الاجهزة الامنية , وان التحديات التي تعصف بالعراق تتطلب الاصلاح في كل الميادين ومحاربة سلطة الفساد والفاسدين , وكل الذرائع الفاسدين لا تقود الى الحل والعلاج , بل ان الظروف تحتم تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية , وهي في وتيرة متصاعدة , وبدخول عناصر جديدة لها , تتمثل بشباب طلبة الجامعات (ثورة القمصان البيض) الذين حققوا اول انتصار مرموق , بمنع دخول وزير التعليم العالي مبنى جامعة المثنى , وكذلك وصول ثورة القمصان البيض , الى محافظة البصرة بدخولهم على خط الاحتجاجات الشعبية , وهذا عنصر هام في دفع الى المشاركة المليونية من اجل انقاذ العراق من حيتان الفساد .

ان الايام القادمة ستكون حاسمة في مصير العراق , وكما هي حاسمة في احزاب الاسلامية الفاسدة .

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter