|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  8 / 3 / 2017                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تغيير عقلية الناخب العراقي وحدها لا تكفي

جمعة عبدالله
(موقع الناس)

الانتخابات العامة , هي بحق عرس ديموقراطي , ينتهي باختيار الطريق الذي يحوز على رغبة الناخبين , في بناء الوطن والصالح العام , ولكن بشرط ان تكون شفافة في نزاهتها , بان تستجيب لارادة الناخبين , بحرية الارادة والعزيمة والقرار , بحسن الاختيار والتصرف والسلوك المسؤول , بأن يكون للناخب دور فعال , يساهم في المسؤولية , في بناء الوطن وتقرير مصيره . بروح وطنية تخدم العملية الديموقراطية , بأن يكون الى جانب الاصلاح والتغيير الذي يخدم الشعب ويرفع راية الوطن عالياً , بالاختيار الانتخابي الصائب والمسؤول . في اختيار الوجوه التي تمثل الشعب , بروح التفاني والحرص والمسؤولية , تصب في الصالح العام . لكن عقلية الناخب العراقي , تحمل موروثات راسخة من الثقافة الدكتاتورية , في تدجين المواطن بأن يكون قطيع من الخرفان , في العقلية والسلوك والتصرف , التي تصب في التمجيد والتعظيم والقدسية للطغاة والفاسدين والنكرات الطفيلية , بشكل مذل ومهين يتعرق لها الجبين , حتى تمسخ وتشطب كرامته الانسانية , في تقبيل الايدي والاكتاف والانحناء بذل وعار . لذلك وجدوا القادة السياسيين من الاحزاب الطائفية , ارض خصبة , ليكونوا بدور مقام الدكتاتور السابق , في التعظيم والتمجيد والقدسية . كأنهم اولياء واوصياء من رب العالمين , او كأنهم ملائكة الرحمة ارسلهم المولى القدير الى العراق . ليكونوا اوصياء على رقاب الناس , لذلك حظي قادة احزاب المحاصصة الطائفية - الاثنية , من الفاسدين الذين حطموا العراق بالخراب والدمار , وبالكوارث الدموية , انهار من الدماء , وجدوا من سرق ونهب وشفط اموال وخيرات العراق , وجدوا انفسهم , بدلاً من ان يرسلوا الى مقصلة الاعدام , وجدوا انفسهم بمقام التمجيد والتعظيم والقدسية . ورغم الدور الذي قام به قادة وزعماء الاحزاب الطائفية , بالعار المشين وهم يبعون العراق في المزاد العلني بسعر رخيص , رغم انهم تجاوزوا اخلاق احط انواع الخساسة والدعارة والسمسرة , التي تجلب العار والاهانة الى العراق , فهم استغلوا عقلية الناخب , المشبعة من الموروثات الدكتاتورية . لكن ضخامة كوارث التي اصابت العراق بشكل متواصل دون انقطاع . وكذلك ضخامة النهب وشراسة حيتان الفساد , بأن الازمة الاقتصادية والمالية , جعلت المواطن كبش فداء وضحية لها دون غيره , وكذلك لعبت دور الظروف بفشل المشروع الاسلامي , الذي جلب البلاء والمصائب , قلب المعادلة في تغيير عقلية المواطن العراقي . بدليل استمرار التظاهرات الاحتجاجية السلمية , واستمر الغضب الساخط على احزاب الطائفية , التي تتفقست عن بيوض افاعي سامة وفاسدة , استمرار الاحتجاجات بالمطالبة بالاصلاح والتغيير رغم البطش والتنكيل , و المطالبة , بتحقيق الدولة المدنية , لا الدولة الطائفية , وبدليل اصبح شعار الدولة المدنية , شعار المرحلة والساعة , الكل يطالب في الدولة المدنية , وحتى حيتان الفساد حتى لايخسروا ملاعقهم الذهبية , تغيروا بقدرة القادر فجأة , الى العزف على نغمة الدولة المدنية , ولكن بعملية احتيالية شيطانية بالسياسة الثعلبية , لامتصاص النقمة الشعبية الساخطة عليهم , كأنهم جاءوا الآن وليس قبل 14 عاماً من الخراب العراقي . ان التغيير في العقلية الناخب العراقي , وحده لا يمكن ان يجلب التغيير والاصلاح . مهما كانت درجة التغيير في عقلية الناخب العراقي , بهدف قلب الطاولة على احزاب الفساد الحاكمة , اذا لم يتم الان وبصورة ملحة , تغيير تشكيلة مفوضية الانتخابات الحالية , بتشكيلة جديدة , من شخصيات مستقلة غير حزبية , من الشخصيات التي تحمل المهنية والكفاءة والخبرة , والنزاهة والوطنية والمسؤولية , حتى لا تعود المهازل مجدداً , التي ارتكبتها المفوضية الحالية , التي اصبحت المدافع الامين عن نظام المحاصصة الطائفية . فقد مارست مفوضية الانتخابات الحالية , دور الشيطان الثعلبي , بأن تركت الناخبين ان ينتخبوا بكل حرية وشفافية , ولكن عند اغلاق صناديق الاقتراع , بدأ الدور الشيطاني , في التلاعب والاحتيال والتزوير , وحتى ابدال صناديق الانتخابات , بصناديق جديدة , بهدف تقديم نتائج الانتخابات بالفوز الساحق لحيتان الفساد واحزاب المحاصصة الطائفية , لذا مهما كانت درجة تغيير عقلية الناخب العراقي وحتى لو كانت بنسبة 90% فأنها تبقى رقم صفر امام الاحتيال والتلاعب والتزييف , في سرقة الاصوات الانتخابية , واعطاءها بكل سهولة الى الفاسدين , ان المفوضية الحالية , هي بالاساس سرقة ارادة الناخب العراقي .......

والله يستر العراق من الجايايات !!
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter