|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  8  / 4 / 2015                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

داعش والبعث ، وجهان لعملة واحدة

جمعة عبدالله 

لا اضيف بدعة جديدة وغريبة , بما هو مخفي ومستور تحت جنح الظلام . عن العلاقة الوثيقة والمترابطة والمتلاحمة , بالزواج الكاثوليكي الى الابد , بين داعش والبعث , لانهما من رحم واحد , من الام الفاشية والشوفينية القومية . وانها مسألة تبادل الادوار فرضت عليهم بحكم الظروف والتطورات الجديدة على الساحة السياسية , واصبحت من المقتضيات المستجدة , التي تتحكم بالمواقف والتعامل السياسي , التي فرضت نفسها بقوة على المشهد السياسي , مباشرة بعد سقوط الحقبة البعثية , التي سببت الانشطار الكبير في صفوف حزب البعث , حيث انقسم الى شطرين .

الشطر الاول توجه الى الاحزاب الاسلامية , واستقبلته بالاحضان والترحيب والثناء الكبير , ليس كخيمة تحميهم من عواقب الزمن الغادر , كمظلة امان واستقرار نفسي وحياتي , وانما فتح الطريق وافساح لهم المجال بكل احترام لتسلق على القيادة هذه الاحزاب وتسلم المهمات والمناصب الرفيعة في الحكومات المتعاقبة وفي البرلمان , وفي الادرة والتوجيه والتطويع هذه الاحزاب الاسلامية , بان تكون تحت وصاياتهم وتوجيهاتهم واشرافهم , وتحت رحمة مشيئتهم , وحتى اصبح هؤلاء الاسلامين الجدد رفاق البعث اكثر اسلامية واكثر تعلقا بالدين والطائفة , اكثر من الطائفي القح , مما اصبحوا عقبة حقيقية وحجرة عثرة , في تطوير العملية السياسية في الاتجاه الصحيح في معالجة التركة البعثية الثقيلة , بالاصلاحات الشاملة التي تخدم الشعب والوطن , ونجحوا نجاحاً باهراً في تعطيل المسار السياسي نحو الديموقراطية .

ان هذه الاحزاب الاسلامية ارتكبت خطأ ستراتيجي شنيع وفادح , في السماح للعناصر البعثية في الانخراط وتولي مسؤوليات القيادة والقرار السياسي , رغم ان الاكثرية من هؤلاء اتباع البعث , ايديهم ملطخة بالدماء والاجرام , وان تاريخهم اسود بالجرائم البشعة , لكن مدرسة البعث خبيرة بالامتياز كبير في تغيير وتلوين الجلود كالافعى الحرباء , وطبطبة الاكتاف بالنفاق والمخادعة , التي اثمرت بحصولهم على صكوك الغفران وبرائة الذمة , ويعني فقدان الفرصة التاريخية , لتعويض الاكثرية من الشعب المظلوم , بالانصاف ورفع الحرمان , والحياة الباسمة بعد احزان واهوال البعث التي استمرت لاكثر من ثلاثة عقود عجاف . وفقد نظام الحكم الجديد من ان يكون البديل والمناسب على انقاض حقبة البعث , قد ساهموا هؤلاء اتباع البعث , بكل براعة وعنفوان في دفع العراق الى انفاق , الارهاب الدموي والفساد المالي , وهكذا العراق وقع من جديد في الفخ البعثي ....

اما الشطر الثاني من رفاق البعث , انضمت الى العصابات الارهابية من القاعدة الى داعش وتوبعهما وفروعهما , , واصبحت حقيقة يعرفها الداني والقاصي ولا تخفي على الجميع , بان جميع قيادات داعش , هم من الضباط السابقين من الجيش العراقي , ومن اجهزته الامنية والقمعية والحزبية , وان داعش هي البعث الجديد والقديم . لذلك هناك حقيقة لايمكن ان يغفلها الواقع السياسي وتجربة اكثر من عقد كامل من السنيين , بان كلا الشطرين للبعث , سواء تحت لافتة الاحزاب الاسلامية , او تحت لافتة داعش وتوبعه , بانهم يلتقون بهدف مشترك , في الهدم وسفك الدماء وتخريب العراق حجرا على حجر , لان قائدهم الاوحد , صرح ذات يوم بالتهديد والوعيد , بان من يفكر في استلام الحكم , سيجد العراق حفنة من تراب , وهذا ما يزكي مقولته الخطيرة آنذاك , واقع العراق اليوم , الذي يتجسد على الواقع الفعلي , الكوارث والخراب وانهار الدم والقتل على الهوية , والذبح اليومي والموت المجاني , ان ما يمر به العراق من دمار , هو مخطط مدروس بدقة وعناية , وتخريب معمد ومقصود من كلا الطرفين من الرفاق القائد ( ابو الحفر ) , وبادخال العراق في غرفة العمليات الطائفية وغشاوتها التي تحجب الرؤية والعقل والتعقل , هذا المرض السرطاني الخبيث , بان اصبح الفرد العراقي مشلول بمورفين الطائفية , والشحن الطائفي , بشحنات الماكنة البعثية , التي تغلغلت الى الاعماق , وباتت امر مسلم بها , والتي فتحت الابواب ,بان يصبح العراق حاضنة للفاسدين واللصوص والحرامية . في نهب الحرث والنسل , تحت مظلة الطائفية , التي تمنع عنهم اتخاذ الاجراءات ضدهم في المحاسبة والمساءلة والعقاب , لان الطائفية تقف حائلاً بكل قوة وعنفوان , في الدفاع المستميت عن هؤلاء الفاسدين سراق خيرات الشعب , واصبحوا وباء مخيف ومرعب , قابل للاشتعال, حتى يتحول العراق حفنة من التراب .
 


 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter