|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء 5/12/ 2012                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

السيد السستاني يحذر المالكي من اللعب بالنار

جمعة عبدالله 

صلابة مواقف المرجع الديني السيد السستاني علامات مضيئة تتوسم سماء العراق الملبدة بالظلام والغيوم السامة , ومرهق بالمشاكل والازمات السياسية والاجتماعية .وقد وقف سماحته وقفات معبرة ومشهودة بفعلها الطيب والايجابي , وهي تدل على الحرص والمسؤولية والاخلاص والنزاهة الصادقة للرسالة الدينية الاصيلة , ودوره البارز والفعال في الاحداث والمواقف العصيبة والصعبة التي مر بها العراق منذ سقوط النظام الدكتاتوري , وساهمة مشاركته الحميدة في اخماد نار الفتنة والعنف الطائفي , التي كلفت العراق وشعبه من كل الطوائف ثمننا باهضا , وبتدخلاته نجح في اطفاء هذه الحرائق . وموقفه الواضح من الفساد والمفسدين برفض استقبال اي مسؤول حكومي ضالع بعمليات الفساد , رغم الضغوط التي يتعرض لها , لكنه يظل مصرا على موقفه الرافض لمعالجة الامور بسؤ ادارة شؤون البلاد وضلوع الاطراف السياسية المتنفذة بالتقصير وهدر الاموال العامة , وغض الطرف عن عمليات الاحتيال والابتزاز وضياع المليارات , ودون الاهتمام بمشاكل المواطنين , دون رعاية ودعم للعوائل الفقيرة والمحتاجة , وموقفه الشاجب والمدان بقتل شباب الايمو دون حق شرعي . ثم وقفته الشجاعة في البطاقة التموينية واجبرت الحكومة على التراجع عن قرارها الجائر والمجحف في محاربتها لخبز الفقير , وحث الحكومة والمسؤولين على انصاف الفقراء بالدعم والرعاية , حفاظا على انسانيتهم وكرامتهم المهدورة , ونبه الاطراف المتنازعة والمتنافسة من الضياع في خضم هذا الصراعات التي تنعكس سلبا على كل الاوضاع الحياتية .. واليوم يطل علينا بموقف مشرف وتاريخي سيضاف الى سجله التاريخي الناصع بالمواقف الانسانية والسياسية , فقد حذر من مغبة اشعال حريق الحرب مع اقليم كردستان ودق طبول الحرب , واطلاق العنان لتصريحات النارية المفتعلة , كمن يصب الزيت على النار لتحرق العراق عامة , ان هناك نوايا خبيثة تسعى الى اشعال نار الفتنة والفرقة لاهداف ودواعي سياسية وهي الهروب من مسؤولية الفشل والعجز في ادارة شؤون البلاد , والتهرب من كشف قوائم الفاسدين ودورهم في النهب والسلب اموال الدولة, وبيع العراق بثمن زهيد الى ايران والسماح لها بالتدخل في الشؤون الداخلية وسرقة واغتصاب القرار العراقي المستقل , حيث صار دور الحكومة ومجلس الوزراء بيادق شطرنج تدار بايدي ايرانية , وياتي اشعال هذه الفتنة باشغال وتحريك المدافع , بعد فضيحة العصر التي ينكى لها الجبين ( صفقة الاسلحة الروسية ) بمحاولة رئيس الوزراء طمطمتها والتستر عليها , بعدما تلقى صفعة قوية من ناطقه الرسمي ( علي الدباغ ) بكشف المتورطين والضالعين في هذه الصفقة وهم في مكتب رئيس الوزراء الذي تحول الى مكتب للمافيا لادارة اعمال غسيل الاموال وتهريبها الى الخارج , وكذلك تورط نجله ( احمد نوري المالكي ) وبعض قادة حزبه في فضيحة صفقة الاسلحة الروسية التي اطاحت بوزير الدفاع الروسي وبعض المسؤولين , ان العراق صار مرتع ومكان خصب ودافيء للفساد والمفسدين , ورئيس الوزراء يبحث بكل السبل على تجديد ولايته للمرة الثالثة حتى لو ظل العراق ارض بدون شعب , بهذا السعير الاعمى يدفعه البعض الى افتعال حرب مدمرة مع الاقليم , ان الخلافات مهما بلغت حدتها وعمقها , ممكن عن طريق الحوار والتفاهم بالعقل السياسي الناضج والمسؤول والحريص على مصالح الشعب الوطنية والرغبة الصادقة في نزع فتيل الازمة , ممكن ان تحل بالطرق السلمية وليس باختلاق الحجج والذرائع لحرق العراق وشعبه وجلب كوارث وخيمة , ان العراق وشعبه يعج بالمشاكل والازمات ومصاعب جمة بحاجة الى حلول سياسية واصلاحية وليس بدق نفير الحرب , ان مشاكل الضائقة المعيشية وتزايد اعداد الفقر بارقام مخيفة .. بلوعة الفساد التي لاتمتلي .. تحقيق الاستقرار السياسي والامني ,. العهر السياسي الذي صارت له الكلمة النافذة في هذا الزمن التعيس .. سياسة تجويع الشعب , . غياب وتجاهل الدستور واعراف العمل السياسي الذي يسير نحو الديموقراطية .. سيادة العراق واستقلاله وقراره السياسي الذي انهزم ووقع في احضان دول الجوار وصار العراق مطيع وذليل لهم ,, هذه مشاكل العراق الجدية وبحاجة الى حلول , اما من يريد ان يفتش عن حرب جديدة في نفايات القمامة ليحرق الوطن المنكوب , فان تحذير المرجع الديني أية الله العظمى السيد السستاني صريح وواضح ( بعدم زج العراق والعراقيين في صراعات دموية على خلفية الازمة بين حكومة اقليم كردستان والحكومة الاتحادية .. وان الصراعات الدموية يكون الشعب الخاسر الوحيد منها ) انها صرخة مدوية في وجه الذين يتلاعبون بمصير الشعب

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter