|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء 5/9/ 2012                                                       جمعة عبدالله                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 


اليقظة والحذر من عمل طائفي متهور

جمعة عبدالله 

يشتد الخناق على النظام السوري بعد فشل كل المحاولات السلمية والسياسية والدبلوماسية في تجنب اراقة الدماء وتخريب البلاد وتعرض مستقبل سورية الى خطر حقيقي يهدد امنها وارضها وبشرها الى هاوية العنف المسلح . كثرت هذه الوساطات والمبادرات السياسية , وحثت النظام الى الاصغاء الى صوت شعبه المطالب بالاصلاحات السياسية والاقتصادية , واصلاح النظام السياسي , والرضوخ الى الارادة الشعبية والاحتجاجات والتظاهرات السلمية للخروج من الازمة الطاحنة , بدون اللجؤ الى العنف وتكميم الافواه وحفاظا على الدم السوري , لكن النظام فضل الحل الامني او العسكري لمواجهة الاحتجاجات والانتفاضة السلمية المتصاعدة. لكن الحل الامني عقد الوضع السياسي اكثر ومع الايغال باستخدام العنف وصلت الامور الى منزلقات خطيرة . وبات الحوار السياسي يتلاشى بتصاعد القتل اليومي , وخنقت الاصوات المطالبة بالاصلاح بالدم . ولهذا صار كل طرف من الاطراف المتصارعة يلجأ الى الحسم العسكري لصالحة والابتعاد كليا عن الحل السياسي على طاولة الحوار , وبات مصير البلاد ينزلق الى هاوية الصراع الدموي الشديد والقتال المدمر للمدن السورية . لقد ارتكب النظام خطأ قاتل بالحل العسكري لاخماد انتفاضة الشعب السلمية , والرفض الشعبي لنظام جاثم على رقاب الشعب لمدة اكثر من اربعة عقود , وانه السبب في وصول الشعب الى الازمة الخانقة والى الطريق المسدود . ان هدف الشعب التخلص من النظام الشمولي .. الحزب الواحد والقائد الواحد .. والاعلام الواحد , الى نظام يمثل كل الاطياف السياسية والمكونات الطائفية والقومية بدولة القانون , وتجنب البلاد مخاطر الحرب الاهلية . ان الحل العسكري الذي يسير بخطى تدميرية متصاعدة , اثارا الغضب والرفض والعنف المقابل لقوى المعارضة الشعبية في تحصين نفسها من القتل اليومي باختيار الطريق المسلح لاسقاط هذا النظام الجائر الذي لا يعرف سوى لغة العنف , فقد اكتسبت المعارضة المسلحة قوة شعبية وعسكرية لا يستهان بها في مقارعتها نظام الطغيان البعثي , ولهذا جرب النظام عدة اساليب تدميرية لتخلص من المأزق الذي حشر نفسه به وانقاذه من المستقبل المشؤم في مواصلة الايغال بالعنف الوحشي والدمار الذي يحرق البلاد باستخدام الطائرت الحربية والسلاح الثقيل لتدمير المدن السورية . لكن المعارضة المسلحة حصلت على الكثير من المكاسب على الارض واصبحت تملك قوة ضاربة وفعالة في انهاك النظام وتحقق الكثير من الانتصارات النوعية جعلت قوة النظام العسكرية تتقهقر وتتراجع امام الضربات الموجعة في دمشق وحلب ومدن اخرى , وامام تقدم المعارضة المسلحة , عمد النظام الى خلط الاوراق واحداث فتنة طائفية بتهديم وحرق الجوامع والكنائس واتهام المعارضة بها حتى يزج الطوائف والاقليات الى جانبه في حربه المسعورة , وكذلك استخدام السيارات المفخفخة في مناطق تواجد الاقليات التي ظلت تقف على الحياد من الصراع المسلح , ولهذا يسعى النظام بكل جهد ومثابرة زجها في اتون الحرب المدمرة مستخدم اساليب الخداع والحيل الماكرة في اشعال الحرب الطائفية واللعب على الحبلين في اثارة العواطف الطائقية واللعب بورقة الطائفية , ان اساليب المكر والخداع وقلب الحقائق هي صناعة بعثية بامتياز حتى تشتعل الحرب الاهلية وخلط الاوراق وتعم الفوضى العارمة , وعندها يكون التدخل الخارجي السبيل الوحيد لوقف المجازر المروعة , وحتى يبرر النظام بانه ضحية العنف الطائفي او الحرب الاهلية حتى يجد مخرج امن من المصير المحتوم . ان سلاح الطائفية سلاح مدمر وقاتل , لكن النظام فقد الاخلاق والضمير الانساني الحي , يستطيع ان يفعل اية وسيلة حتى لو تحالف مع الشيطان من اجل ان لايفقد اوكسجين حياته . وليس بعيدا بعدما ارتكب جرائم في بيوت العبادة مثل الجوامع والكنائس بحرقها وتدميرها , ليس غرابة على مثل هكذا نظام ان يدنس حرمة المقدسات الدينية بالتطاول على على مراقد والمقامات الدينية المقدسة ومنها مرقد ومقام السيدة ( زينب ) في دمشق وما لها من مكانة دينية مقدسة لكل مسلم وخاصة الطائفة الشيعية وهي ضمن مخططات النظام الشريرة في احداث عمل تخريبي او يقترف جريمة نكرى ويتهم المعارضة بفعله الشنيع . ان مهمة وصيانة بالمحافظة على المرقد الشريف من واجب ومسؤولية النظام ويتحمل كافة التبعيات المحتملة , وان هناك وسائل ضاغطة تجبر الحكومة السورية على ضمان سلامة وصيانة المقام الشريف من العبث والتخريب . ولا يمكن تبرير اية حجة او ذريعة يتستر بها النظام ليبري مسؤوليته من الفعل الشنيع او اي مكروه يحدث في المستقبل قبل سقوطه المؤكد  .
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter