|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  5 / 2 / 2017                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الحج الى واشنطن

جمعة عبدالله
(موقع الناس)

اثارت الحملة الاعلامية العاصفة , ضد قرار (دونالد ترامب) بمنع دخول الاراضي الامريكية , مواطني سبع الدول وهي (العراق . ايران . سوريا . اليمن , السودان . ليبيا . الصومال) اثارت عاصفة من ردود الافعال الصاخبة , بالادانة والاستنكار, وبالاستهجان في اسلوب التشدد السياسي الدولي بمعايير مزدوجة , يعني تدشين حقبة جديدة في ادارة البيت الابيض , تستند الى المعايير والمفاهيم المتشددة , تجاه التعامل الدولي يعتمد على المصالح الضيقة الامريكية , تجاه العلاقات الدولية وافاق التعامل الدولي , ولكن هذه الحملة الاعلامية المضادة للادارة الامريكية الجديدة , قيادة ترامب , اعتمدت في تقيمها لقرار منع دخول الاراضي الامريكية , وتأشيرة الدخول , لايخدم المصالح الامريكية الواسعة .ولكن انطلقت معايير الحملة الاعلامية العاصفة , من مصالح ومقاييس مختلفة ومتنوعة , وحتى متنافرة , بعضها انطلق من معايير انسانية بحتة , وبعضها من رؤيا وطنية صرفة , وبعضها منطلق من مصالح طائفية صرفة , وبعضها من مصالح شخصية متضررة , ولكن يجب ان نشير بوعود ترامب اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية , بأنه توعد بانه لا يتهاون وسيكون متشدد في محاربة الارهاب , والوقوف بوجه مع ايران لردعها , لانه يعتبرها بؤرة الارهاب في المنطقة على حد زعمه , وانه سيكون متشدد في محاربة هذين الجانبين . لذلك اتخذ قرار المنع لهذه البلدان السبعة دون غيرها بمعايير ضيقة , بعدم منح تأشيرة الدخول , رغم بعضهم يحمل تأشيرة الدخول , واعقبها اتخاذ اجراءات عقابية ضد ايران . ولكن الحق يقال , رغم معارضة النهج الايراني في المنطقة , وبالاخص في التدخل في شؤون العراق الداخلية , باعتباره تابع ذليل الى الامبراطورية الفارسية . بأن القيادة الايرانية , لاتقبل بالاهانة او مس الكرامة الوطنية الايرانية , بل يقفون بالمرصاد ويتعاملون بالمثل , في رد الاهانة والعقاب , اي انهم يختلفون كلياً مع القيادات السياسية والعسكرية العراقية , بكل اصنافهم ومسمياتهم وهوياتهم , بأنهم يبلعون في اليوم الواحد , ألف اهانة واهانة , كأن شيئاً لم يكن ولم يحدث , لانهم فقدوا معايير القيم والمبادئ , بفعل تمرغهم في وحل المستنقع العفن , من الفساد وبريق الدولار , حتى ماتت ضمائرهم وشرفهم , فلم يعيروا اهمية للاهانات والبصق في وجوههم , بكل استهجان وتهكم واهانة , لانهم فقدوا الرجولة والعزة والكرامة , لذا فهم عكس القيادة الايرانية التي تحسب الف حساب للاهانة ومس الكرامة , لذلك نجد يردون الصاع بالمثل . بينما القيادات السياسية والعسكرية العراقية , وضعوا كل ثقتهم في احضان ماما امريكا , بما فيها مصالحهم الشخصية وصرماية اموالهم , وحتى مصير عوائلهم , التي تعيش في الاراضي الامريكية , وليس في الاراضي العراقية وهم يحكمون العراق , وهم يتلاعبون بمصيره حسب مشيأتهم , اذا ارادوا ان يكون صفحته بيضاء او سوداء , بانهم يبحثون عن الامن ولااستقرار والضمان لهم والى عوائلهم , اولاً واخيراً في امريكا الرعاية الام , اما العراق بالنسبة لهم , سوى مغارة (علي بابا) للسرقة واللصوصية , وليس لديهم ذرة من الثقة بالعراق , سوى ثقتهم العمياء بأمريكا الى حد الاذلال المهين بالعار , ولكن حتى لا يظهرون بأنهم دمى امريكية صرفة , يحاولون الضحك على الاغبياء والسذج والعبيط البلهاء , بأنهم ضد امريكا , ويدعون الى الاستقلال عن الفلك الامريكي الاستعماري , باعتبار امريكا , الشيطان الاكبر , وبلد الاجرام والارهاب . ولكن قرار منع الدخول الى الاراضي الامريكية , سقطت عن عورتهم اخر ورقة التوت , وبدأوا يتوسلون كالشحاذين برفع المنع عنهم , لان مصالحهم وارصدتهم المالية , وحتى عوائلهم بيد الحاضنة الامريكية المباركة , وان الحج الى واشنطن , اعلى وسام الشرف والتقدير , بأنهم ادوات مطيعة الى سيدهم الامريكي الجديد (ترامب) . لذا كشف احدهم وهو يتولى منصب عسكري حساس وخطير , وحتى كان من المرشحين لتولي وزارة الدفاع , فقد صرح بالابتهاج والفرح الكبير , كأنه يعلن الانتصار على داعش وتحرير الموصل !! . بأنه سعيد ويشكر ويحمد الله , بأنه دخل الاراضي الامريكية لزيارة عائلته , بدون عوائق , والاخر عسكري رفيع المستوى بمنصبه الخطير والحساس , يتذمر كالشحاذ المطرود , ويسأل لماذا منع من دخول الاراضي الامريكية لزيارة عائلته , رغم انه يحمل تأشيرة دخول . والغريب والعجيب , في الحج الى قبلة واشنطن , فخلال ايام قليلة من المنع وتحريم الدخول الى الاراضي الامريكية , من مواطني هذه الدول السبع الممنوعة , حيث بلغ الرقم عدم منح تأشيرة الدخول وحسب مصادر صحيفة (واشنطن بوست) اكثر من 100 ألف تأشيرة دخول , ألغيت بموجب الحظر , الذي يشبه اجراءات عقابية , ولكن الدهشة والاستغراب , هو هذا الرقم الكبير 100 ألف خلال ايام معدودة , ماذا يكون الحال خلال شهر او ستة اشهر , او سنة كاملة , ماذا يعطي من تفسير هذا الحب الطاغي الى امريكا , كأن قبلة المسلمين تحولت الى واشنطن , بالتأكيد لا يدخل في المعادلة الحسابية ذوي الدخل المحدود , او العوائل الفقيرة , لم يأتي على ذكر دخول الى امريكا حتى في احلامهم , لانهم يصارعون من اجل توفير لقمة الخبز الى عوائلهم , وان المتضرر الوحيدة , هم قادة العراق السياسيين والعسكريين , وهذا المنع مزق ازدواجيتهم المتناقضة , بأنهم ينتمون قلباً وقالباً الى امريكا . اما العراق الى الجحيم , طالما عوائلهم وصرتهم المالية محفوظة بامان عند العم سام العظيم والمبجل

والله يستر العراق من الجايات

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter