|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  3 / 10 / 2015                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العراك على الكعكة بين داعش السنية والشيعية

جمعة عبدالله 

حين تلتقي المصالح والاطماع الشخصية للفاسدين , يكون حبل الوصل بينهم على وفاق تام , زبد وعسل , ويرتسم بينهم مبدأ ( غطيلي وغطيلك ) , اما اذا تعرضت وتنافرت وتصارعت وتنافست هذه المصالح والاطماع الشخصية , تبدأ عمليات نشر الغسيل الوسخ والعفن والقذر بينهم , وتشحذ السنون والمخالب والانياب , لنهش وعض والاكل بعضهم البعض , وتبدأ معاول الهدم تشتغل باقصى سرعتها , وتفرز على السطح المخفيات والمستورات الى العلن .

هذا نهج وسلوك ومبدأ الاحزاب الاسلامية , منذ تسليمهم مقاليد الحكم والسلطة , بعد سقوط الحقبة البعثية . انهم لايحملون رؤية سياسية لقيادة شؤون العراق , وليس لديهم برنامج عمل اصلاحي , ولا في بالهم رؤية واضحة في كيفية معالجة التركة الثقيلة التي خلفها النظام البعثي الساقط , ولا يملكون ذرة من الحرص على العراق ومصالحه , وانما تاحت لهم الفرصة الذهبية لنهب والسرقة والاختلاس وبرعاية الدولة , وذلك نهبت خزينة الدولة المالية , وسرقت خيرات العراق , وقد اثبتوا بالتجربة العملية وبالبرهان الذي لا يرتقي اليه الشك , بأنهم ماهم إلا عصابات مافيوزية للسرقة والاحتيال , وليس بالغريب ان يخرج احداً منهم من قطيع خنازيرهم , بان ينشر غسيلهم الوسخ والقذر , في الكشف عن حقيقتهم , وهي لم تعد خافية للعيان , ولا للقاصي والداني بحجم ضخامة الفساد المالي , الذي فاق العقل والمعقول والمنطق , وهذا احدهم (عزت الشابندر) الذي كان عراب المالكي ولسان الناطق بأسمه , يصف قيادات الاحزاب الاسلامية الفاسدة بأنهم ( ان السياسيين في العراق , مجموعة يبعثون على القرف والغثيان , ويخططون لسرقة ما تبقى من ثروة العراق ) ويضيف اكثر , بأنهم ليس لديهم ارادة وروح وطنية , وانما يملكون ارادة الحرامي , الذي لا يتوانى عن سرقة ثروات العراق بضمير ميت . بمعنى مازال ربيع الفساد يشهد اوج عظمته , من الاختلاس والسرقة والاحتيال , تحت رعاية ومظلة الدولة وقانونها , وما الحكومة والبرلمان , دورهما الحقيقي , هو وسيط تجاري يسهل عمليات غسيل الاموال لتهريبها خارج العراق , وعمليات اللصوصية التي تجري على قدم وساق . هذا هو المعيار الاخلاقي والديني , لسلوك هذه قيادات الاحزاب الاسلامية الفاسدة , التي فتحت ابوابها للمجرم والحرامي والديوث , والذين جاءوا من مواخير الفساد , والامعان في الاستهتار والاستخفاف والاستهزاء والاحتقار بالشعب والوطن , قاموا بتأسيس مليشيات مسلحة تابعة لهم , حتى يزيدوا من وتيرة الابتزاز السياسي , ليترك لهم حرية الكاملة لسرقة والنهب . لذلك ابتلى الشعب من هؤلاء الخنازير الفاسدة , الذين هم وراء السبب الحقيقي للارهاب الدموي , الذي يطال الابرياء , وهم رأس الفساد الاخلاقي والمالي , وهم رأس الافعى السامة , بالانحراف في القيم والمبادئ , التي مرغت بالوحل العفن , وان داعش السنية , وداعش الشيعية , يسيران يد بيد في تحطيم وخراب العراق , والصراع بينهما هو على الغنيمة والكعكة , حتى لو سفكت انهار من الدماء , ومهما كانت المجازر الدموية , في ارهابهم الدموي , لذلك اصبح مصير العراقي على كف عفريت , وعليه ان يختار الموت بين داعش السنية , وداعش الشيعية , اما السيد العبادي فانه مصاب بافلاونزة الخوف والهلع على مصير حياته من ان يقتل مثل شربة ماء من الفاسدين , وحصن نفسه في بيت زجاجي رقيق قابل للكسر , وتحول الى ( خيال المأته ) وترك وعود الاصلاح , لانه ضعيف ولا يملك الروح الشجاعة والجسورة , وهذا يؤكد بان جبهة الفاسدين شطبت العبادي من حساباتهم , لان القوة الوحيدة التي ظلت في الساحة في المجابهة ضدهم , هي التظاهرات الشعبية ونشطاء الحراك المدني , وهذا مايفسر اختفاء واختطاف بعض نشطاء الحراك المدني , من اجل قمع واخماد تحركهم الشعبي , واطفاء شرارة الغليان الجماهيري الكبير , ولكن هل ينجحون في مسعاهم بخنق صوت الشعب الغاضب ؟
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter