السياسة صارت في العهد الجديد , فن من فنون مماسة الكذب والنفاق والضحك على الذقون . والتغطية على الفشل والاخفاق , بتزييف الواقع المؤلم والمرير والمأساوي . والسؤال في ذهن كل مواطن عراقي . من الذي استعان وجلب جنرالات صدام , وسلمهم مقود المسؤولية والاشراف على وزارة الداخلية والدفاع ؟ من الذي يقود دفة الاجهزة الامنية والعسكرية ؟ من الذي اختار العناصر البعثية في ادارة المكتب القائد العام لقوات المسلحة ؟ . ان العلاقة الوثيقة والغزل المتبادل , بين جنرالات صدام والسيد المالكي . جعلت هؤلاء يشرفون على مفاصل الدولة , ويتحكمون في مصير المواطن والوطن , وكانت النتيجة المفزعة والمرعبة , التي اصابت المواطنين , زيادة وتيرة المصائب والويلات , فلا الامن تحقق , ولا الاستقرار توفر للوطن , فاصبحت حياة المواطن زهيدة ورخيصة بدون ثمن , بفعل القتل اليومي من العصابات الارهابية , التي تمارس الموت بحرية وسهولة تامة , وبعلم ومعرفة جنرالات صدام , وبات الشعب بدون حماية وصيانة من الوحوش المفترسة . , مع فداحة وعظم هذه المصائب , فان جنرالات صدام يتمتعون بالحماية والرعاية القانونية من المحاسبة والعقاب , ويرفض السيد المالكي طلب رئاسة البرلمان بالاستجواب والمسائلة , عن اسباب الانهيار الامني , وحالات انتهاك حقوق المواطن الشرعية , بالتضيق اوخنق الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير , وصفقات الفساد المالي في الكثير من الصفقات , ومنها صفقة استيراد الاجهزة المغشوشة , بالكشف عن المتفجرات ( السونار ) .
والطامة الكبرى اسلوب التعامل الوحشي والهمجي مع التظاهرات السلمية في 31 آب . فلماذا يطلق السيد المالكي التحذير من جنرالات صدام , وهو الذي جلب سرطان البعث الى مكتبه والى وزارة الداخلية والدفاع والاجهزة الامنية , وفي مفاصل الدولة الحساسة ؟ , ان الهدف الحقيقي من هذا التحذير , هي من الوسائل الدعائية , بهدف التغطية على الواقع المرير , والتستر على الفشل والاخفاق , في ادارة شؤون الدولة , اذ لم يحقق للشعب الامن والاستقرار , وفشل في توفير الخدمات والكهرباء, ومشاكل اخرى يعاني منها الاكثرية من افراد الشعب , انه التهرب من المسؤولية , والتنصل عن الواجب الوطني , من اجل المحافظة على المناصب والسحت الحرام , ان الحالة العراقية المؤلمة والحزينة , تتطلب التصرف بالعقل والحكمة , والشعور بثقل المسؤولية تجاه الوطن والمواطن , , تتطلب من السيد المالكي المراجعة النقدية , لمسيرة توليه مقاليد الحكم خلال السنوات الماضية , والتي لم يشهد فيها الشعب , سوى الفوضى والتأزم السياسي , وشيوع ظاهرة القتل اليومي , والاحتقان والتخندق الطائفي , الذي بات يهدد وحدة صفوف الشعب واللحمة الوطنية , بالتفتت والانقسام والتمزق . ان سفينة النجاة , تتطلب ابعاد جنرالات صدام وعملاء آل السعود , لان هذا الثنائي الشيطاني , يطمح الى تدمير وتخريب وحرق العراق , وتفكيك وحدة النسيج الوطني .. يتطلب من السيد المالكي ان يمتلك الجرءة والشجاعة , بارسال بعض من هؤلاء الجنرالات الى المحاكم العراقية , لان ايديهم ملطخة بدماء الشعب , سوى بالمجازرفي الجنوب اوفي الوسط او في كردستان , بانهم السبب في الاعدامات بالجملة والمقابر الجماعية , ومنها ضرب مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي . ان هؤلاء الجنرالات , اذا شعروا بالخطر الذي يهددهم من طرف المالكي , سرعان ما يتحولون ضده الى ذئاب مفترسة ويعلنوا ساعة الصفر , وسيكون اول ضحاياهم , هو والي امرهم وحاميهم السيد المالكي , لانهم تربوا وتعلموا من الثقافة البعثية , الوحشية والغطرسة والاستخفاف والاستهزاء بالشعب , وليعلم السيد المالكي , بان قرار هروب المئات من وحوش القاعدة من السجون , تم بالتعاون والتنسيق وبمعرفة وعلم , جنرالات صدام , والخطوة القادمة ستكون مصيبتها اعظم وافدح .
