|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  30 / 8 / 2015                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مهزلة المهازل في البرلمان العراقي

جمعة عبدالله 

في اجراء وقرار غريب غير متوقع , ضمن الظروف والتطورات المتسارعة في الشأن السياسي , والتي تجعل وتحتم على البرلمان ان يساهم في واجبه المسؤول , في ايجاد ارضية خصبة للاصلاح وحلحة المشاكل والازمات , وايجاد المعالجة المسؤولة , التي تسهم في انفراج المشاكل والمعضلات , التي يعاني منها المواطن العراقي, واصبحت عبء ثقيل غير قادر على تحملها , مثل مشكلة الكهرباء التي اصبحت مشكلة المشاكل , بسبب الفساد المالي والاداري , وترقب المواطن بروز هلال الفرج من خلال جلسة استجواب وزير الكهرباء ( قاسم الفهداوي ) , لكن كما يقال تمخض الجبل فولد فأراً . وكانت مسرحية المسخرة , في مهزلة الاستجواب , فبدلاً من وضع جدول زمني محدد لمعالجة معضلة الطاقة الكهربائية , وضع حد لترهل الفساد الاداري وسوء استخدامه , في لخمطة الاموال المخصصة لازمة الكهرباء , مما زاد في تدهور وتفاقم الطاقة الكهر بائية نحو الاسوأ , وبدلاً من ان يكون عوناً للمواطن الذي يعاني من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في اليوم , في عز الصيف الحارق , وبدلاً من ان يتحرى فحوى وعلة فشل وعود وزير الكهرباء التي اطلقها , قبل اكثر من عام , بانه وجد الاموال الاضافية التي ستسهم في انفراج ازمة الكهرباء بالمعالجة الصحيحة , التي تجعل المواطن ان يتمتع بالكهرباء في هذا العام 2015 , دون انزعاج الى انقطاع التيار الكهربائي , وسيكون الصيف هذا العام , صيف وجود الكهرباء بشكل يريح المواطن , هكذا وعد وزير الكهرباء الهمام , في خطابه الوزاري , لكن الاموال الاضافية لخمطت , كما لخمطت 32 مليار دولار , وذهبت الى جيوب حيتان الفساد , بكل حب ووداعة وحنان ورقة , رغم انف المواطن المسكين , وجاء استجواب الوزير الهمام , لتنزل الصاعقة الكبرى على رأس العراقي المفجوع , بان البرلمان العتيد اقتنع باجوبة وزير الكهرباء الهمام والفارس الشجعان , ولم يكتفي بهذا , بل صوت لصالح بقاءه في المنصب الوزاري , لا يعرف احد كيف اقتنع اعضاء البرلمان باجوبة الوزير , وماهي الاجوبة التي قدمها حتى تستحق درجة الاقتناع الكامل , لم تنشر ولم تذاع على وسائل الاعلام , لانها من الاسرار الخطيرة للدولة , غير قابلة للكشف والافصاح , حتى لايستثمرها العدو الخارجي , ويستنسخها في بلاده , حتى تتنور عنده الكهرباء بالاكتفاء الذاتي , عند ذاك سيخسر العراق سوقاً رابحة لبيع التيار الكهربائي الى الخارج , كما يبيع براميل النفط , عند ذلك سيكون عواقب وخيمة على عجز ميزانية الدولة المالية , كبيراً ومجحفاً , لذلك حافظ البرلمان الموقر على سرية الاجوبة وحفظها في خزانة لا تفتح إلا بالارقام السرية . وذلك من دواعي الفرح العظيم ان يصوت البرلمان لصالح بقاء الوزير الهمام في منصبه الوزاري . كأن مشكلة الكهرباء حلت بلمح البصر بواسطة حك قنديل علاء الدين , والان يتنعم الشعب السعيد بالاكتفاء الذاتي مع الفائض من التيار الكهربائي , ومع نسيان ( الكيزر ) مفتوح وفي عز الصيف اللاهب , هذه المسخرة الهزيلة فاقت المساخر السابقة للبرلمان العراقي الموقر , الذي يعيش في كوكب اخر غير العراق , ومنفصل في ابراج عاجية عن الشعب , حتى ينام على عسل الاحلام الوردية . ولكنها تشير الى الاستهتار والاستخفاف بالعقول , وانها رسالة تحدي واضحة الى الشعب المتظاهر , بالغليان الشعبي , بان احتجاجاتهم هي عبث في عبث ولعب اطفال , طالما هناك جبهة موحدة بين الفاسدين والحرامية , في التآزر والوحدة والتضامن بينهم . حتى لو فاضت روائحهم الكريهة والعفنة , فانهم لن يستسلموا الى ارادة الشعب . ولكنهم وقعوا في الحسابات الخاطئة , بان عجلة التظاهرات الاحتجاجية , لا ولن ترجع الى الوراء , ولن يهدأ لها بال حتى تحقيق اهدافها , في الاصلاحات الجذرية , وقلع الفساد والفاسدين , ومحاكمتهم , واسترجاع الاموال التي سرقوها ونهبوها , ومهما تحالفوا وتضامنوا وساندوا احدهم الاخر , فان قطار التغيير لن يرجع الى الوراء , وان فعلهم الاهوج والساذج والارعن والطائش , بمثابة انتحار سياسي لهم .

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter