|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  2  / 1 / 2014                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

خيار انصاف الحلول بضاعة الفاشلين

جمعة عبدالله 

ان استخدام نهج انصاف الحلول , لحل ومعالجة المشاكل والتحديات الخطيرة التي عصفت وتعصف بالعراق , تكشف عن حقيقة العورات الصراع السياسي , القائم على الغنيمة والفرهود والنفوذ , التي لم تجلب للعراق الخير والطريق المستقيم , بل جلبت عواصف الشر والدمار , والفوضى العارمة , والصراع العنيف , والتخبط السياسي , الذي يؤدي الى تأزيم المواقف باشد دراجات الازمة الطاحنة , والعواقب الوخيمة والمخيفة , التي تقف على الابواب , لقد دأب القادة السياسيين الجدد , الذين لم يقدموا رؤية سياسية واضحة , ولا برنامج سياسي واصلاحي , لاصلاح امراض العراق المزمنة , بل عمقت من خطر هذه الامراض الى اقصى درجات الخطر , وخاصة بعد تولي المالكي دفة الحكم , في الولاية الاولى والثانية , ولم يستطع جلب الامان والاستقرار والحياة الكريمة , بل زاد من استفحال هذه المشاكل , ودخلت في ثوب الطائفية الخطير بالتطرف والتعصب , والتي باتت تهدد الوضع العراقي , بالصراع الطائفي العنيف والدموي , ان المشروع الطائفي بتقسيم الحصص والمنافع , فشل على الواقع الفعلي , وبسمومه الشريرة ولدت الميليشيات الطائفية المسلحة , سواء كانت سنية او شيعية , وعجز رئيس الوزراء , ان يجد طريق الصواب وباب الانفراج بالاعتماد على علاج انصاف الحلول , ضمن الفوضى العارمة, وان اسلوبه السياسي المستخدم , لم يقطف منه ثمر النجاح , بل تلقى الاحباط والفشل المتكرر مرة تلو الاخرى , وزادت الازمات والمشاكل اضعاف مضاعفة , مما تحول العراق الى حقل من التجارب المخيبة والمحطمة والفاشلة , ودون ان تكون دروس وعبر وتعلم ومراجعة نقدية , بروح المسؤولية والواجب , بل زاد من نهج العشوائية والتخبط , والحلول الهامشية والترقيعية , وامثلة على ذلك كثيرة , خلال مسيرته على رأس السلطة التنفيذية , مثلا : تفجرت مشكلة الاعتصامات في المنطقة الغربية , نتيجة القاء القبض على حماية وزير المالية السابق ( رافع العيساوي ) بتهمة الارهاب ودعم العمليات الارهابية , وتمضي الشهور ولا نجد المعالجة والحلول ولا الحسم القضائي , بالنسبة لقضية ( رافع العيساوي ) ولا معالجة مشكلة الاعتصامات , بالحل المطلوب وفق القانون والدستور , ان هذا التماطل والتأجيل والتسويف والاهمال , وفرت الفرصة الثمينة لجرذان ( داعش ) ان تنتهز الفراغ , لتدخل بقوة وفعالية في ساحات الاعتصامات وتحتل المنصة , من اجل اشعال نار الفتنة الطائفية , وتسمح للرؤوس العفنة المملؤة بالتعصب والحقد الاعمى بثوب الطائفية , ذو الروائح العفنة والكريهة , ان تتصدر المشهد السياسي , والخطأ الاخر الفادح والقاتل , حين تدخل الجيش والشرطة المحلية , بفض الاعتصامات وازالة الخيم من الساحات والطريق الدولي , ثم اصدرت القيادة السياسية , الامر بانسحاب الجيش خارج الفلوجة والانبار , دون تحصينها من دخول فئران داعش , مما وفرت الفرصة الذهبية بدخول هذه الجرذان الى هذه المدن والعبث والتدمير وبث الرعب والخوف في مدينة الفلوجة والانبار , ان هذه الاخطاء الفادحة والقاتلة , هي نفس الاخطاء التي سمحت بتضخم واستفحال المشاكل , الى درجة التهديد بالخراب والدمار . اما ان الامور الان وصلت الى اقصى درجات الخطر المخيف , تتطلب المعالجة بروح العقل والحكمة , واشراك الكتل السياسية الاخرى , في ايجاد المعالجة والحلول , بروح وطنية وتغليب مصلحة الوطن والشعب على المصالح الاخرى , وفق القانون والدستور , والتخلي والتحرر من براثين الطائفية وافاعيها السامة , وتفويت الفرصة للذئاب المتحفزين لسفك الدماء , ان الحلول للازمات الخانقة , تتطلب بجد وصدق تمزيق المشاريع الطائفية من كل الاطراف , لانها اعلنت افلاسها وفشلها , على الواقع الفعلي , ومما يتطلب من المواطن العراقي , سوى المشاركة الفعالة في الانتخابات البرلمانية القادمة , ليوجه الضربة القاضية والماحقة الى الاحزاب الطائفية بكل صنوفها ومسمياتها , من اجل العراق وشعب العراق , ان المشوار القادم يعتمد على العراقي الاصيل  .

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter