|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء 29/1/ 2013                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ابعاد الجيش عن الصراع السياسي

جمعة عبدالله 

ان من العوامل الخاطئة والقاتلة والتي تعمق الصراع السياسي والفجوة والافتراق , والسير نحو الهاوية واحداث فوضى وبلبلة عارمة في الاوضاع الداخلية للبلاد , هو زج الجيش في الصراعات والنزاعات السياسية , بحجة في ايجاد الحل اواخماد المشاكل والمعضلات التي يعاني منها الوطن , المصاب بمرض الطائفية المقيت . ان هذا الحشر القسري لن يجلب الحل والانفراج , بل يعمق الازمة والمشاكل اكثر فاكثر بالتصعيد والمجابهة والتعقيد . ان التظاهرات والاحتجاجات الشعبية تتطلب دائما اذان صاغية , ورؤية سياسية واقعية بعيدة كل البعد عن الطائفية ومخلفاتها وشرورها , وتتطلب الحكمة السياسية في المعالجة من اجل ابعاد الوطن من الشرارات الملتهبة والحارقة , والتي ستنعكس سلبا على جميع جوانب الحياة العامة .

لذا يجب توفر الارادة السياسية المقترنة بالحرص والمسؤولية بالحفاظ على مصالح الوطن وعدم تفكيك وتفتيت نسيجه الوطني , وتخندق طوائفه في جبهات متصارعة ومتقابلة. ان التطور الخطير والمقلق في وصول مجابهة المظاهرات والاعتصامات الى المواجهة العسكرية وبسقوط قتلى وجرحى من الطرفين , وهذه احدى اهداف اعداء الشعب المتصيدين بالماء العكر في احداث شرخ وفجوة عميقة تؤجج الازمة السياسية واتخاذها الى مسارات خطيرة تهدد كيان الوطن , واستغلال حالة الفوضى والهلع , وتسعير الموقف بالتزمت والتشنج والخطاب السياسي الملتهب بالحقد والكراهية , الذي يدعو التفتت والانقسام وتصعيد لغة التهديد والوعيد .

ان الحل المطلوب والملح يتطلب فتح قنوات الحوار الحقيقي مع ممثلي المتظاهرين وبمشاركة الاطراف السياسية التي تمثل في البرلمان والحكومة من اجل دراسة مطاليبهم وتقيمها بحيادية مسؤولة والعمل على تلبية تلك المطالب المشروعة المتصلة بهموم ومصالح الناس مباشرة , وان على جميع الاطراف السياسية ان تلبي نداء الوطن والكف عن اللعب على الحبلين , بالشروع الجاد والمخلص بالحوار لايجاد ارضية مشتركة لحل المشاكل والازمات وتخليص الشعب من الدوامة المفرغة , ووضع البلاد على سكة المعالجة الصائبة وتنقذ الشعب من شبح الحرب الطائفية واشعال الفتن , لاشك بعض هذه الاطراف السياسية المتنفذة لاتريد ولاترغب في ايجاد الحلول للازمة وتمارس دور انتهازي خطير في تاجيج الاوضاع الى الاسوأ ,تقوم بممارسة دورين في نفس الوقت . دور متحالف ومتضامن ومتساند ومتفهم لمطاليب المتظاهرين والمعتصمين ويدافع عن حقهم الشرعي في تلبية مطاليبهم بشكل كامل .

ودور اخر يمارس بخبث وذكاء ممزوج بالنفاق والدجل في دفع المتظاهرين الى التصعيد الخطير وبالشحن الطائفي الذي يدعو الى الفرقة والانقسام , ويعمل بجد وخبث على عدم تلبية المطالب وحل المشاكل بالطرق السياسية السليمة ويستخدم ويستثمر موقعه في البرلمان والحكومة كاداة معطلة للحل ووضع العقبات والتملص من واجبه في البرلمان والحكومة , بهدف ايقاف مسار الحل والتهدئة ويبغي من ذلك منافع سياسية ومكاسب انتخابية, كما كشف عنها بصراحة خطيرة النائب حيدر الملا , بان نواب القائمة العراقية هم معاول هدم للعملية السياسية ويسعون بكل جهد الى افشالها وتخريبها , ان هذا التلون السياسي الانتهازي سيجلب الخراب والدمار للشعب بعموم طوائفه في اشعال حريق الفتنة وتفتيت النسيج الوطني , لذا فان اولى بوادر الخطر تتمثل في زج الجيش في الصراع السياسي , وتصعيد التراشق الاعلامي ذو النبرة الطائفية , ان الواجب الوطني يتطلب الحكمة والعقل والتواضع والعمل السياسي المسؤول لا المزيف والانتهازي و لذا تاتي دعوة المرجع الديني الاعلى السيد ( علي السيستاني ) بمثابة تبريد للوضع السياسي الساخن وذلك بحفظ دماء العراقيين وضبط النفس وعدم جر البلاد الى الاقتتال الطائفي المقيت , ويدعو الجميع الى الجلوس الى طاولة الحوار معا لحل المشاكل وفق الدستور.. انها دعوة نزيهة وصادقة .

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter