|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  29 / 11 / 2015                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الحوار السياسي تحت رحمة زناد المسدس

جمعة عبدالله
(موقع الناس)

اختراع جديد في انهاء الحوار السياسي , بالتهديد الارهابي , باللجوء الى حسم الخلاف السياسي , الى لعلعة رصاصات المسدس , وبشكل علني في وسائل الاعلام المرئية , لان القادة السياسيين من الاحزاب الاسلامية الحاكمة , بعدما اسقطوا اخر قطرة من الحياء والخجل وتأنيب الضمير , لم يعد يخافوا شيئاً او يستحوا من فعل العمل القبيح والبذيء والفاسد , والمخالف لدين والشرف والاخلاق , طالما طمروا ضميرهم في وحل المال الحرام , فما قيمة واهمية الحوار الديمقراطي واحترام رأي الاخر ؟ , والالتزام بادب المناقشة والحوار ؟ , وهم طلقوا الدنيا والاخرة ورموها بسبعة احجار سوداء , وهبوا بسواعدهم الطويلة لسرقة واللصوصية والاختلاس لخيرات وثروات الشعب , حتى افرغوا خزينة الدولة المالية , واخر مآثرهم البطولية , اختفاء 10 مليارات دولار بالعصاء السحرية وبلمح البصر , بعدما اخفوا وسرقوا عشرات المليارات الدولارية الاخرى , حتى اصبحوا في قائمة اغنياء العالم , فما قيمة الدين والاخلاق , فرموها في حاوية الازبال , هذا هو حال السياسة العراقية تحت قيادة الاحزاب الاسلامية الفاسدة , التي اسقطت اخر ورقة من ورق التوت من عوراتها , وبانت عارية للداني والقاصي , وهم فرحون بأنهم امتلكوا جنة الخلد والنعيم , وصاروا وحوش فاسدة تؤمن بقمع الرأي المعارض والمخالف , وتهدده بالويل والثبور وبالعواقب الوخيمة , اذا لم يلوذ بالصمت وينحني رأسه تعظيماً وتمجيداً لهم , فقد اصبح حق التعبير وحرية التظاهر السلمي اولى المحرمات , تستحق العقاب الشديد .

والدليل سلسلة حوادث قتل واغتيال واغتصاب وسلب وسرقة , تسجل ضد المجهول , وحوادث اغتيال واعتقال وسجن نشطاء الحراك المدني لمظاهرات الشعبية , زادت وتيرتها بالفترة الاخيرة بشكل مخيف , تحت سمع وبصر الاجهزة الحكومية والامنية او بقيادتها الابية , وامام بوابة مجلس البرلمان , في اعتقال العشرات , وممارسة الضرب والاهانات والاعتقال والتهديد بالقتل , واخذ التعهدات الخطية الموقعة بالكف في المشاركة في التظاهرات السلمية , التي تطالب بتحقيق وتنفيذ الاصلاحات وضرب يد الفساد والفاسدين , ورجوع الاموال المسروقة , وتقديم الخدمات الاساسية , ثم المهزلة والسخرية الكبرى , التي يخجل منها حتى اولاد الزنى والحرام , بالمشادة الكلامية وتبادل الشتائم البذيئة والقبيحة ثم اطلاق الرصاص , حدثت هذه المسخرة في وسائل الاعلام المرئية , في القناة الفضائية العراقية ( دجلة ) التي انتهت باطلاق النار , بين النائب عن ائتلاف دولة القانون . حزب الدعوة لصاحبة نوري المالكي , النائب (كاظم الصيادي) والمتحدث بأسم ائتلاف المواطن لصاحبه عمار الحكيم , المتحدث ( بليغ ابو كلل ) .

هذا يفصح ويدل بأن هؤلاء القادة ينقصهم اداب السلوك والاخلاق , بأنهم ينقلوا خلافاتهم السياسية على الغنيمة والفرهود الى التصفيات الجسدية بينهم , بهذا السلوك الشاذ والسادي والمنحرف والمخجل , تدار ادارة شؤون وقيادة العراق . وهذا يدل ايضاً بان السياسة العراقية وصلت الى احقر مراحلها الشاذة , بالحقارة والسخافة والمسخرة , بأن قادة البلاد باتوا لا يخجلون من تصرفاتهم وسلوكهم الشاذ والمنحرف , وهذه الطامة الكبرى , من امراض القائد السياسي الفاسد , بان يتصور موقعه القيادي , يخوله ان يكون فوق القانون والمواطن , ويجعله يتصرف باخلاق المراهقين الصبيان , ويشجع افراد حمايته , بأن يتصرفون فوق القانون , في اضطهاد واهانة المواطن حتى لو كان يؤدي واجبه الرسمي , وكذلك في سرقة البنوك , وتعطيل المرور لساعات , حوادث السرقة والاختطاف والاغتيال , التي اصبحت ظاهرة يومية تعج بالحوادث التي يعلن عنها في الاعلام وتسجل ضد مجهول الهوية , ان الهدف الاساسي يكمن وراء هذه الممارسات الارهابية , هو اسكات الاصوات المعارضة , او الاصوات التي تملك الا دلة والبرهان القاطعة على ارهابهم الدموي وملفات فسادهم المالي. وانتقلت هذه العدوى بينهم , في التهديد بالقتل والاغتيال والاختطاف , انهم اصبحوا عبيد الدولار , وهم يقودون العراق الى الخراب .

قد يقول البعض بأن ( نارهم تاكل حطبهم ) ولكن ما ذنب العراق والعراقي , وهو يعاني الامرين , من الارهاب الدموي , وافلاس خزينة الدولة , التي نهبت في وضح النهار تحت سمع وبصر الحكومة والبرلمان , ان هذه الطفيليات السياسية , هي نقمة على العراق والعراقيين , ولكن ما الخلاص من هذا الاخطبوط الذي يسرق وينهب ويقتل ويحرق ويدمر ويخرب , بأسم الدين والمذهب , وهل خلق الدين للبشاعة والوحشية ؟؟؟؟؟؟
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter