يبدو ان الحكومة التركية غيرت من نهجها السياسي بشكل كامل , نحو انهاء الملف القضية الكردية باتجاه الحل , لصالح الشعب الكردي بعد صراع سياسي وعسكري دام اكثر من 28 عاما من الاقصاء والتهميش , ووسائل القتل والتدمير والسجن والتشريد , وانكار الحقوق القومية , وفشلت بفضل صلابة نضال الشعب الكردي , وكفاحه الباسل رغم الصعاب والاهوال والظروف القاسية والقاهرة , ان هذا الانقلاب الجذري جاء نتيجة عوامل واسباب وضغوط مستمرة , ومن الاتحاد الاوربي , الذي فرض ثلاث شروط من اجل مناقشة دخول تركيا الى الاتحاد الاوربي , لتصبح عضو كامل العضوية وهي
1 - ابتعاد العسكر من التحكم بالقرار السياسي في البلاد
2 - حل القضية القبرصية
3 - اطلاق الحريات الديموقراطية والاعتراف بالحقوق القومية لكل المواطنين ومنها العمل على تلبية الحقوق القومية المشروعة لشعب الكردي .
ويتضح بان الحكومة التركية تتجه الى الحل السياسي , بصورة متسارعة بعد فشل الحل العسكري المدمر والهالك , ولتحسين صورة تركيا لدى الاتحاد الاوربي والعالم , بعد ان مارست تعنت ومماطلة وتسويف اعوام طويلة , وتتجه الان الى الاسراع نحو الحل النهائي والذي سيتتوج باقامة الحكم الذاتي لشعب الكردي , وتتسارع الخطوات الايجابية نحو تحقيق هذا الهدف , الذي يعتبر انتصار تأريخي يسجله الشعب الكردي , في كفاحه الشرس , وفي احلال السلام بوقف العمليات العسكرية نهائيا , ان المشاورات والمباحثات الجارية دخلت في مرحلة التنفيذ باتخاذ جملة خطوات عملية واجراءات وافعال تدعم الحوار القائم , والاتفاق على الحل بتغيير موقف الحكومة التركية ازاء الاعتراف بالقضية الكردية بانها قضية شعب تعداده ملايين , والتي تمثلت هذه الخطوات الايجابية بالنقاط التالية:
1 - افرجت السلطات التركية عن مجموعة من رؤساء البلديات الاكراد السابقين , والذين اتهموا بارتباطهم بالارهاب
2 - بدأت محادثات الحوار بين السلطات التركية والزعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبدالله اوجلان بهدف انهاء الصراع العسكري واحلال السلام الذي يرضي الطرفين
3 - ذكر شقيق الزعيم الكردي عبدالله اوجلان , ان الخطوات الحالية والمفاوضات الجارية بين الحزب والحكومة تجري في مصلحة الطرفين , ولن يتضرر طرف على حساب طرف اخر , ومشيرا الى خروج زعيم حزب العمال الكردستاني من سجنه اصبح قاب قوسين او ادنى
4 - زار وفد من حزب السلام والديموقراطية ( الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني ) عبدالله اوجلان في سجنه لاول مرة . ونقل عن الزعيم الكردي اوجلان قوله ( ان اللقاء يعد خطوة تأريخية , وان البلاد تشهد مرحلة تأريخية , ينبغي على جميع الاطراف ان تتصرف بشكل مسؤول للغاية في هذه المرحلة
5 - اكد وزير في الحكومة التركية , بانه ينحدر من اصول كوردية , اكد بان الحكومة ماضية في مشروع احلال السلام
6 - اكدت الحكومة التركية اصرارها ومضيها في مفاوضات السلام مع زعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله اوجلان , وانهم يجرون لقاءات ومباحثات لها علاقة في احلال السلام , وان نجاح المفاوضات الحالية , لتستقر البلاد ويحل السلام بين الجميع
7 - عبر وزير الاغذية والزراعة والثروة الحيوانية ( محمد مهدي اكر ) عن تفاؤله من نجاح تلك المفاوضات في عبور البلاد الى بر الامان وبعودة المهجرين الى قراهم ومدنهم , بعد ان يحل السلام
8 - جاء في كلمة القاها اردوغان في الاجتماع الاسبوعي لكتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي , بان الترك والكرد سيعيشون كاخوة معا .
مما يؤكد بان هناك تقدم حقيقي في معالجة القضية الكردية وانهائها لصالح الشعب الكردي , واحلال السلام والامان بالاعتراف الرسمي بحقوق الشعب الكردي , وان هذه التطورات الايجابية , تعتبر انتصار حقيقي لطموحات وتطلعات الشعب الكردي في القسم التركي , وياتي انتصار لنضال الشعب بعد التضحيات الجسيمة على معبد الحرية وتحقيق حلم الاجيال بالتمتع بالحكم الذاتي في المناطق الكردية , ونيل الاعتراف الرسمي بالقومية الكردية . وان الايام القادمة ستشهد الكثير من التطورات المتفائلة بالحل النهائي والنصر المنشود . وان احتفالات بعيد نوروز هذا هذا العام يكتسب نكهة وطعم النصر المنشود . . مما يجدر الاشارة اليه الدور الفعال والمسؤول , الذي لعبته حكومة اقليم كردستان , وسعيها الحثيث في دفع الاطراف الى طاولة الحوار , بالاتجاه الحل السياسي الذي يضمن حقوق الشعب الكردي المشروعة في القسم التركي , ويعتبر هذا نصر لحكومة اقليم كردستان في دفاعها المسؤول ومناصرتها النضالية في تحقيق هذا الهدف التأريخي