|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  26 / 8 / 2013                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

فتوى شباط الاسود باباحة قتل الشيوعيين تعود من جديد

جمعة عبدالله 

من شرور التخمة المالية , من السحت الحرام , تصيب صاحبها بمرض الزهامير او الخرف العقلي , فيصاب بعمى الالوان وتبدل الحقائق وانقلاب المفاهيم , فلم يعد يميز بين الحقيقة والخرافة , وبين الصدق والكذب , وبين الواقع الفعلي والمزيف , وبين المشورة النافعة والصالحة , وبين المشورة الهدامة والتي تفتح صندق الشر بسمومها القاتلة , وتساوي بين القاتل والضحية , وتبيح شريعة القتل ونصب المشانق . وضمن هذا الركام المنفلت في عراقنا اليوم , يحاول البعض اعادة انتاج الفترات المظلمة والسوداء , التي ابتلى بمصائبها الشعب العراقي , وخاصة فتوى قتل الشيوعيين , التي استلمها انقلابيو شباط البعثي الفاشي عام 1963 , بارتكاب المجازر المروعة , لكل شريف ومخلص لتراب الوطن ومنهم الشيوعيين , وقد انفتحت شهية البعث لسفك المزيد من الدماء , وكان احد فرسان الفتوى المشؤومة , رجل الدين السيد مرتضى القزويني . بحجة الشيوعية كفر والحاد والخروج عن الدين الاسلامي .

واليوم في ظل الاوضاع المنكوبة , في عراقنا المظلوم والمقهور , في الفساد المالي والارهاب الدموي , الذي يحصد الابرياء كل يوم بالموت المجاني . يعيد السيد القزويني , نفس اسطوانته القديمة المشروخة , ابان ثورة 14 تموز , بالوقوف بالمرصاد لاجهاض الثورة الفتية , واغتيال الشهيد الوطني عبدالكريم قاسم ورفاقه الابرار , رغم ان هذه الاسطوانة والشماعة بقتل الشيوعيين عفا عليها الزمان وشرب , وكذلك فتوى المقبور ( عفلق ) بتصريحه : ان الشيوعية مرض خبيث يجب استئصاله من المجتمع , ويعطي الحجة الى الطاغية ( صدام ) بشن حرب ابادة ضد الشيوعيين , هي نفس اسطوانة السيد القزويني , بان الشيوعية كفر والحاد . كأن المجازر التي ارتكبت بحق الشيوعيين , لم تشبع شهية السيد القزويني , وهو يقع في نفس الخطأ التاريخي , الذي ساعد شباط الفاشي , وانقلاب عام 1968 البعثي , وجريمة عفلق باعطاء الضؤ الاخضر لطاغية صدام , ان ينظف العراق من الشيوعيين , كأن الشيوعيين هم اصل المصيبة والبلاء لشعب العراقي , وبقتلهم سيدخل العراق في جنة النعيم والاستقرار وتتحقق الحياة الكريمة والشعب السعيد . وتناسى السيد مرتضى القزويني , بانه رجل دين يحتم عليه شرعا , ان يدعو الى قيم التسامح والمحبة والتعايش والسلم ووحدة اللحمة الوطنية العراقية , وليس التحريض على العنف والقتل وسفك الدماء , وتناسى السيد القزويني , بان الفساد والسحت الحرام هي احدى الامراض الفتاكة , التي وقعت على رأس الشعب العراقي , وليس للشيوعيين ذنب او جريمة اوتهمة حتى لو بسيطة . وتناسى السيد القزويني , بان عصابات الارهاب والاجرام , التي تنشر الموت المجاني كل يوم , وهي من افدح الاضرار , التي اصابت الشعب بكل اطيافه ومكوناته , وليس للشيوعيين ذنب اوجريرة , فهم لايملكون مليشيات مسلحة . تفجر الجوامع والمساجد والاماكن المزدحمة , وليس في ادبياتهم السياسية والثقافية , تدعو الى ثقافة العنف والارهاب . وتناسى السيد القزويني , بان الدس الطائفي والتحريض والتخندق والاحتقان والخطاب الديني الطائفي المشؤوم , هو الذي يقود العراق الى الهلاك المدمر , وان الاحزاب الطائفية تتحمل القسط الاكبر من المسؤولية .

فأية جريمة وذنب وخطيئة تبيح قتل الشيوعيين وذبحهم ؟ ؟ هل هم من جماعة السحت الحرام وشروره ؟؟ هل لهم عصابات تنهب وتسرق خيرات الشعب في العلن والسرية ؟؟ هل هم سبب تكاثر الظلم والحرمان وتزايد عداد الفقراء واعداد العاطلين عن العمل ؟؟ هل ان الشيوعيين هم الذين سرقوا مفردات البطاقة التموينية ؟؟ وهل ان الشيوعيين هم اصل مشكلة الكهرباء , وضياع 37 مليار دولار , خصصت لحل ازمة الكهرباء , وذهبت الى ارصدة افاعي الفساد ؟ لماذا تناسى كل هؤلاء , وصب جام غضبه وحقده على الشيوعيين ؟؟ لماذا لايوجه سهامه وحقده , الذين اصل المصيبة والبلاء ؟

ان السيد القزويني اوقع نفسه في حرج شديد , وهي تهمة التحريض على العنف والقتل , واشاعة الفوضى والبلبلة , وهذا جرم كبير , يعاقب عليه القانون العراقي . .

أسأل الله ان يهديه الى العقل والحكمة ويعيد اليه رشده , وان يخاف من عاقبة الله , لان الله لا يحب المجرمين .
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter