|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  26 / 6 / 2016                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

كم عدد وزارات الداخلية في حكومة العبادي ؟

جمعة عبدالله
(موقع الناس)

في كل قوانين العالم ودساتيرها تنص على ان وزارة الداخلية , هي المسؤولة الوحيدة عن الامن الداخلي وحفظ النظام , وحماية وصيانة المواطن , من تلاعب به بالاحتيال والنصب والابتزاز , وان منتسبي وزارة الداخلية , افراد الشرطة المحلية والاجهزة الامنية , هم الاداة التنفيذية لتطبيق النظام والقانون , وهي التي تلاحق بصارمة , المتجاوزين والمخالفين , والذين يعملون فوق القانون , لاعمال السرقة والسطو والنصب والاحتيال والابتزاز . وهي التي على عاتقها مسؤولية محاربة الارهاب والارهابيين . من خلال سيطرات ونقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان .

ويعتبر نجاح وزارة الداخلية , في مدى تفاعلها وقربها من المواطن , لحفظ وصيانة القانون من التلاعب به , بالفساد او الارهاب الدموي , ونجاح مسؤوليتها تمنح المواطن الطمأنينة والارتياح والاستقرار النفسي والامني .

واذا اخفقت وزارة الداخلية بواجبها ومسؤوليتها , يصبح المواطن لقمة سهلة للارهاب الدموي والابتزاز والسرقة والاحتيال والنصب , ويعيش المواطن في دوامة هاجس الفوضى في عمل الاجهزة الامنية , الذي ينعكس سلباً على الاوضاع العامة . بحيث يكون بعض منتسبيها من الضباط والشرطة تلعب بعبهم الرشوة والفساد , في تسهيل عمل الارهابين , بالسماح بتنقل السيارات الفخفخة والعبوات الناسفة , بكل حرية حتى وصولها الى هدفها المرسوم بالانفجارات . وما يشكو منه العراق . هو الفساد والارهاب , اللذان خلقا الفوضى بالوضع الداخلي .

وزاد الامر سوءاً , السكوت وغض الطرف من جانب الحكومة والبرلمان ولجنة النزاهة , دفع الفاسدين ان يتمادوا اكثر , ويخترعوا ويبتكروا طرق جديدة , لسرقة والاحتيال والابتزاز . هذا الوضع الشاذ الذي يعيش به العراق , بأن نسمع بين فترة واخرى فضائح تعط بروائحها الكريهة في الفساد والرشوة , بحيث وزارة الداخلية تعجز عن طمطمتها واخفاءها وتسترها . وياتي مثال عن ذلك , مشروع صقر بغداد , مثال صارخ على فضائح وزارة الداخلية , وما كشف عنه النقاب , عن عمليات سرقة واحتيال وابتزاز ضد المواطن , على مسمع من الكل وفي وضح النهار . وهذا ما يفسر التدهور الامني بشكل مستمر , ونجاح الارهابيين في تحقيق اهدافهم الدموية . ان اعلان وزارة الداخلية , بأن مشروع صقر بغداد غير قانون وغير شرعي , هي تتنصل عن مسؤوليتها وهي تدرك جيداً , بأن مشروع صقر بغداد , هدفه الاساسي اللصوصية والاحتيال والابتزاز , وفرض الجباية المالية بصورة غير شرعية.

هذا يدفعنا الى السؤال , لماذا سكتت وزارة الداخلية كل هذه الفترة الطويلة عدة اشهر طويلة ؟ . ولماذا سمحت لمنتسبيها من الضباط وافراد الشرطة والاجهزة الامنية ان يشتركوا ويساهموا بهذه السرقة اللاقانونية , بفرض الجباية المالية وقدرها 15 ألف دينار عن كل سيارة , وبتوقيف السيارات عند السيطرات الامنية ونقاط التفتيش بحجة الجباية المالية لمشروع صقر بغداد . وهي تعلم بهذا الاحتيال , حيث المواطن يتعرض للاهانة والمساءلة وتفرض عليه الجباية المالية قسراً , واذا رفض يكون عاقبته السجن او الاختطاف , عندها ستكون الطامة كبيرة , بأن يدفع فدية مالية كبيرة حتى يعود الى عائلته سالماً مع جروح بسيطة .

الكل يعرف ان مشروع صقر بغداد احدى المشاريع الوهمية , التي عملها السرقة والابتزاز , وعراق اليوم , في ظل حكومة ضعيفة وفاشلة تعج بهذه المشاريع الوهمية لسرقة المواطن , دون ان تكون هناك محاسبة ومسائلة قانونية لانها حكومة عفج ( قيم الركاع من ديرة عفج ) , , بأن تكون هناك عدد من الوزارات الداخلية , تفرض الجباية المالية على المواطن جبراً وقسراً , وتعلم وتعرف الحكومة والبرلمان ولجنة النزاهة , بأن تكون مهمتهم غض الطرف والسكوت , و ( الطايح رايح ) ان كشف هذه الفضيحة في وزارة الداخلية , يجعلنا نترقب فضيحة اخرى سيكشف عنها النقاب لاحقاً , عن رشوة الضباط ومنتسبي وزارة الداخلية من الاجهزة الامنية , بالسماح بعبور السيارات المفخفخة والعبوات الناسفة , مقابل عملة مالية يتفق عليها , دون اي اعتبار لحياة المواطنين الابرياء , الذين تحصدهم هذه التفجيرات اليومية , هذا يؤكد بان الرأس حتى الذيل في مؤسسات دولة , فاسدة وعفنة , وما وجه الاحتيال والابتزاز والسرقة , هي احدى صفات حكومة العبادي الفاشلة , ولكن هل هناك مسؤول شريف , يضع حياة المواطن البريء , فوق الرشوة المالية , فوق الفساد المالي , انا اشك بوجود هذا المسؤول الذي يضع الله بنصب عينيه ويخاف عاقبته , لانه اذا كان المسؤول لا يخجل ولا يستحي ,فيفعل بما يشاء ويشتهي دون محاسبة ومسائلة . والله يستر العراق من الجايات  .
 


 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter