|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  25 / 9 / 2016                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الوطنية لها رجالها الشرفاء

جمعة عبدالله
(موقع الناس)


دأب قادة احزاب نظام المحاصصة الفرهودية , على ابتكار اشد اساليب بالنفاق والتلون والتملق , حسب المناخ السياسي , لتغطية على فداحة سلوكهم ونهجهم في السرقة واللصوصية . اي انهم يحملون وجه الشيطان الفاسد , ووجهه الراهب النزيه المصلح , هذا العهر والمتاجرة اصبح نهجهم السياسي اليومي , يعتقدون بأن هذه الاساليب في المراوغة , بأنها كافية لتلميع وجههم الاسود في الاختلاس والاحتيال , في نهب البلاد والعباد , وترك العراق هيكل منخور بالفساد والفقر والارهاب الدموي . ان عقليتهم انحصرت كلياً على التنافس على انتزاع اكبر حصة من الكعكة العراقية . مما سببت سياستهم اللصوصية , ترك المواطن عرضة للارهاب الدموي , الذي يحصد الابرياء يومياً دون انقطاع . لقد انصب جشعهم الاناني , على تكبير وتضخيم مملكاتهم المالية وارصدتهم في البنوك الاجنبية , والعراق يحصد الارهاب وشبح الافلاس المالي . ان التعاطي بالازدواجية الشخصية المنافقة , بين وجه الحرامي , ووجه المصلح , الاول يتحدث عن الاصلاح والوطنية والشرف .والوجه الثاني يسرق وينهب في وضح النهار , الوجه الاول يتنغم بافراط شديد بالكلام المعسول , عن الحرص والوطنية والدفاع عن العراق , واصلاح الخلل والاخطاء الجسيمة التي ارتكبت , بقلب مؤمن رحيم وعطوف . هذه الشيطنة برعوا في اختراعها واتقانها , بامتياز فائق . فحين يتحدثون في خطاباتهم التهريجية المنافقة , بعسل الكلام , الذي يجعل العراق سيعيش في نور وجنة في بحبوحة العيش الكريم , طالما يتحدثون عن اصلاح البين والاخطاء الجسيمة , ويذرفون دموع التماسيح بالحرص على العراق واهل العراق , وهم دفعوا العراق الى الخراب , وجعلوه يسير في حقل من الالغام ........... مثلاً عمار الحكيم في خطبته الاخيرة , لبس ثوب الوطنية والحرص , وراح يغرد كالبلبل الفتان يطيرُ في البستان . وهو الذي شفط ونهب البلاد والعباد , في السرقة والاستيلاء والاستحواذ على الاراضي والعقارات في الجادرية , واستولى على الموارد المالية لوزارتي النفط والنقل , وحول اموالهما الى رصيده الشخصي وكذلك الى خزينة حزبه , الذي انفتح على العراق بالاعلام والفضائيات , وشراء الاصوات الانتخابية , وشراء الكتاب المنافقين والمتلونين المدفوعي الثمن , كذلك شراء الشخص الذي يشارك في احتفاليتهم ومظاهراتهم , كما حدث مؤخراً لشخص المشارك يدفع له مبلغ 50 ألف دينار , وللمرأة 75 ألف دينار , كأن المواطن بضاعة قابلة لشراء والبيع . يتحدث بنفاق عن الحرص والشرف والوطنية ( كانت تجربتنا في الحكم صعبة ومرة وقاسية , ارتكبنا فيها اخطاء , لعلها غير مقصودة , ولكنها جسيمة , كادت ان تضيع كل شيء ) ويضيف اكثر وضوحاً في التملق والنفاق عن ( الاولوليات في اعادة هيكلة الدولة , تحتاج الى تنازلات , بتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ) حتى يتحقق السلم الاهلي وانهاء شرور الازمات التي تعصف بالعراق . لا شك ان هذا الكلام الوطني المعسول , يتطلب فعل وتطبيق وتنفيذ , حتى لا يكون هذيان المحموم , او ثريد الكلام المنافق . يحتاج اولاً الى اصلاح النفس وتطهيرها من الفساد وعقلية النهب والمال الحرام , ثم تطهير بيته الذي يعج بعتاوي الفساد الشرسة , وان يقوم بالمبادرة , بأرجاع المسرقات من الاموال والاراضي والعقارات الى الدولة , او الى الاهالي التي سلبت منهم , وان يصلح العيوب والاخطاء الجسيمة في البيت الشيعي , ولاسيما وانه رئيس التحالف الوطني الشيعي , هذا الطريق السالك الى الحق والعدل , حتى يكون قدوة للاخرين , وان يبادر بشكل فعلي بتطبيق كلامه المعسول , وإلا يكون نفاق وتملق وشيطنة , واستخفاف بعقول الشعب , كأنه يتعامل مع شعب ابله وعبيط وبليد , فاقد العقل والبصيرة , لا يميز بين الاسود والابيض . مثلما يتحدث نوري المالكي عن الوطنية والحرص والمسؤولية , وهو الذي دفع العراق الى الخراب والدمار والمجازر الدموية , في عهده الكارثي , الذي اصبح العراق لعبة بيد الفاسدين , وبيد الارهاب الدموي لتنظيم داعش الدموي . حتى السيد العبادي , اعترف , بأن هناك مبلغ قدره 120 مليار دولار في خزينة البنك المركزي , ضاعت في عهد المالكي , ولا يعرف مصيرها احد , ولايعرف اين صرفت وانفقت هذه الاموال , ولا توجد حسابات او وصولات , تحدد وجهة هذه الاموال التي ضاعت بفعل فاعل . هذا الوجه الحقيقي لحيتان الفساد , ولا يمكن تغطية مخازيهم وعارهم وسرقاتهم , بمعسول الكلام المنافق , الذي ليس له رصيد , سوى فقاعات هوائية من تخمة المعدة من الطعام الثقيل . انها احد اوجه السياسة العاهرة , بالمتاجرة بالعراق في المزاد العلني . كأن الوطنية والشرف والحرص والمسؤولية , حبوب تباع في الاسواق الشعبية , او في بسطية الباعة المتجولين ........ انها عملية شيطانية في امتصاص النقمة الشعبية ضدهم , في تعاطي النفاق لضحك على الذقون ............

والله يستر العراق من الجايات
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter