|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس 23/5/ 2013                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مهازل العصر بين الحكومة والبرلمان

جمعة عبدالله 

في النظم البرلمانية الكل في مؤسسات الدولة الديموقراطية يعرف مدى حجمه وقدرته ودوره واهميته وحدود مسؤولياته وصلاحياته , وفق القانون والدستور , واذا حدث تجاوز او خرق , فان القانون يكون له بالمرصاد , فان تقسيم المسؤوليات من صلب الحياة الديموقراطية , إلا في العراق تختلط الاوراق والصلاحيات والمسؤوليات , في تخبط وفوضى عارمة , فقد تتبدل المعايير والمقاييس حسب الصبغة الطائفية والفئوية والحزبية الضيقة , وتغليب هذه الصبغة فوق اي اعتبار اخر , فبدلا من ان تكون هذه المؤسسات الديموقراطية التي اختارها الشعب طواعية , بان تكون عامل مساعد لتطوير وتنمية وبناء البلاد على جميع الاصعدة والميادين , ومنها الاستقرار السياسي , وتعميق هذه المؤسسات الديموقراطية لخير ومنفعة للبلاد , فانها تصبح في عراق اليوم , عامل اعاقة وبؤر للتوتر والاحتقان السياسي , ويختلط الحابل بالنابل وتضيع المعايير . فمن يحاسب السلطة التنفيذية ( رئاسة مجلس الوزراء ) اذا انحرفت عن مسارها , ومن يحاسب السلطة التشريعية ( البرلمان ) اذا انحرفت هي ايضا . اذا كان كل طرف يفسر الدستور لمصلحته ومنفعته الخاصة . واذا كان السلطة التنفيذية ( رئاسة مجلس الوزراء ) يتهم السلطة التشريعية ( البرلمان ) بالتقاعس والخمول والفشل والعجز , وتغليب الطابع المصلحي في تنفيذ دوره الرقابي والتشريعي في الحياة السياسية , ويتهم بان البرلمان خرج عن دوره الاساسي في تنشيط الحياة السياسية والتشريعية لصالح البلاد . بينما رئاسة البرلمان يتهم رئاسة مجلس الوزراء , بانه يهدف الى اعاقة عمل البرلمان بالتعالي والازدراء والغطرسة والاستخفاف , ومحاولة اسفافه وحرفه عن مسؤولياته وصلاحياته , بحيث لا يستطيع استضافة في قبة البرلمان القادة الامنيين , من اجل الوقوف على اخر التطورات وابرز المواقف والحلول للوضع الامني , ومناقشة اسباب تدهور الحاصل في الملف الامني , وذلك بتصاعد وتيرة تصاعد العمليات الارهابية الحاصلة في عموم المحافظات , ففي يوم واحد من الايام الدموية الاكثر بشاعة بقتل الابرياء في ( 4 ) محافظات ومنها بغداد , وذلك بتفجير 15 سيارة مفخفخة , راح ضحيتها اكثر من 417 قتيل وجريح , وحسب تقرير بعثة الامم المتحدة في العراق في ( الثاني من ايار 2013 الحالي ) بان شهر نيسان الماضي , كان الاكثر عنفا ودموية , واكدت بان لايقل عن ( 2345 ) عراقيا سقطوا بين قتيل وجريح في اعمال عنف طالت مناطق متفرقة من البلاد . رغم هذه الفواجع الكبيرة , يستمر التراشق الاعلامي العنيف بتبادل التهم والمسؤولية والتقصير , بين رئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس النواب , بينما البلاد تغوص في وحل الارهاب والقتل الجماعي , بمسلسل دموي مرعب يطال المواطنين الابرياء بمختلف انتماءاتهم الطائفية والدينية والعرقية والمذهبية والسياسية , بحيث يجعلونا نندم على حظنا العاثر , باننا ولدنا في العراق المنكوب والمسلوب والمفقود , ويدمر بيد ابناءه دون رحمة او شفقة او تأنيب للضمير , وبضياع الوطن وتمزيقه , كأن الوطن صار ملك لطائفة واحدة او لحزب واحد او لفئة محدودة واحدة او لمجموعة واحدة من اللصوص والمحتالين , الذين يلهثون وراء المال الحرام والشهرة ,, فمن مهازل الزمن الرديء الذي اصاب العراق بطاعونه , ان تصل الامور بالقائمين على شؤون العراق والعراقيين , ان يتراشقوا بالاعلام دون ان يبحثوا عن مخرج لهذا الوضع المرير , , نتابع بروح الاحباط والسخط تبادل الاتهامات بين رئيس الوزراء , ففي المؤتمر الصحفي يتهم رئيس الوزراء , مجلس النواب بالمشاركة في تأزيم الاوضاع الامنية ( ان كل الاداء الذي قدمه مجلس النواب , كان واحدا من الاسباب التي أزمت الاوضاع في البلاد ) وان مجلس النواب ( شريك اساسي في الاضطرابات التي تشهدها البلاد ) في حين يرد مجلس النواب بالصاع صاعين لهذه الاتهامات , ويعلن محمد الخالدي مقر مجلس النواب بان ( رئاسة المجلس ستلجأ الى مقاضاة رئيس الوزراء على اكثر من قضية , اقلها سعيه الى الاخلال بعمل المؤسسات الدستورية , وانه وجه اهانة للمؤسسة الدستورية الاهم في الدولة العراقية ) بين هذا وذاك يضيع الدم العراقي , ويعبث العابثون , وتضيع هوية الوطن في متاهات الطائفية والحزبية المتعصبة . فمن يترحم على وطن مقتول
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter