|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  23 / 5 / 2016                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

معزوفة البعث لتبرير فشلهم

جمعة عبدالله
(موقع الناس)

شماعة البعث اصبحت الملاذ الاخير , الذي يتحجج به قادة الفساد من احزاب المحاصصة , واصبحت الطريق الوحيد للهروب الى الامام , بفشلهم الكامل في كل الميادين . واصبحت المعزوفة المفضلة والمحبوبة التي تتذرع بها احزاب حيتان الفساد , وبفشل الاسلام السياسي بأن يكون نعمة وبركة على العباد , وليس نقمة وكارثة على العباد كما هو واقع الحال , بأن يفتحوا ابواب جهنم على الشعب . واصبحت المعزوفة الملجأ الوحيد , الذي يتجمع في داخل خيمتها , كل النفايات السياسية , من احزاب العار الفاسدة . وهذا السلوك السياسي يكشف عن خواء ونتانة وغطرسة ومكابرة وعنجهية , واستخفاف بعقول الشعب . وهو يمثل اتهام الادانة والاستهجان ,بأنهم اخفقوا في ادارة شؤون العراق , بما تتطلبه المسؤولية والضمير , فقد فشلوا بالفشل الذريع في حماية الوطن والمواطن , وتحصينه من الارهاب الدموي والفساد المالي . انهم حرموا المواطنين من تقديم ابسط الخدمات اللازمة والضرورية , التي ابتلعت مواردها المالية حيتان الفساد . فقد اصبح عرف وشريعة ثابتة لهم , كل تظاهرة احتجاجية برفع الظلم والحيف والحرمان , بأن تلصق بها تهمة الاندساس البعثي والاصابع البعثية التي تحركها دون مقدمات وشرح . كل مطالبة للاصلاح ومحاربة الفاسدين وحماية ثروات وخيرات العراق من السراق والحرامية , بأن يقف ويوجهها ( جريذي بعثي ) . كل محاولة جماهيرية تطالب , بحماية العراق من الوقوع في الهاوية السحيقة , يقف خلفها ( فارة بعثية تهز بذيلها ) . كل انتقاد سياسي , الى سلوكهم وتصرفاتهم , بأنهم يدقون ناقوس الخطر للشعب , بأن هناك مؤامرة بعثية لافشال المشروع الاسلامي الاصلاحي . كل تأزم واحتقان وخناق وخصام وخلاف ناشب على الكعكة والغنائم , حتى اللجوء الى لعلعة البارود , بأن تقف خلفها افعى بعثية , لتنسف وتخرب الوفاق والتوافق والوئام . كل كشف عن فضائح الفساد المالي في الصفقات والعقود والرخص والشراء والبيع , بأنه تخريب بعثي . بأن زنابير البعث لهم بالمرصاد , وحجرة عثرة تمنعهم من اداء الواجب والمسؤولية , بالحرص والمسؤولية تجاه الشعب والوطن , بحماية المصالح الوطنية , وتمنعهم هذه الغربان البعثية السوداء , من تقديم الخدمات والاصلاح بصدق المشاعر الوطنية بالنزاهة والواجب . اي انهم في داخل الشرنقة من الاسر من الايادي البعثية المطوقة حول اعناقهم . هكذا كان يتعامل المالكي في عهده الكارثي , في اسلوبه السياسي الهجين والمتعجرف . الذي زاد من وتيرة وتصاعد الارهاب الدموي والفساد المالي .

وهكذا كان التعامل , باسلوب فظ ووحشي مع التظاهرات السلمية , في شباط عام 2011 في ساحة التحرير , التي طالبت بالاصلاح ومحاربة الفاسدين , وتوفير فر ص العمل للعاطلين . وهكذا قمعت بالدم وباعصاب باردة , لانه اتهم المتظاهرين بالمخربين البعثيين , وان ايتام البعث المدسوسة هي التي تحركها وتقف خلفها , بهدف افشال المشروع الاسلامي الاصلاحي .

ان هذا الاسلوب والنهج السياسي المشبع بالغباء والسذاجة والغطرسة والاستخفاف بالشعب , يعود مجدداً , ويطبقه العبادي بنسخة طبق الاصل من المالكي . بأحتقار تحركات الشعب المطالبة بالاصلاح ومجابهة الفاسدين , وانهاء الازمة السياسية والبرلمانية , قبل ان تدفع العراق من السقوط الى هاوية الجحيم , بهذه الشماعة البعثية المشروخة , وهي تقدم افضل خدمة لترويج الدعاية البعثية , كأنها محاولة لتبيض وجه البعث الاجرامي الاسود الفاشي . بهذا الهراء المزعج والمضحك والقبيح والهزيل , تتم ادارة دفة ومسؤولية العراق والعراقيين , انهم مخلوقات هجينة , بعيدة جداً عن واقع العراق , بعيدين جداً عن الازمات والمشاكل التي تواجه الشعب . غرباء جداً بما يجري في العراق من خراب ودمار . ان البعبع البعث الفاشي , الذي يروجون له صباحاً ومساءاً , بالعزف على معزوفة البعث , التي تهشمت وتكسرت , بأعادة ترميمها من جديد . بأن يضعوا الشعب امام معضلة جهنمية . اما الرضوخ الى الدكتاتورية الدينية , او ان الدكتاتورية البعثية , قادمة على الابواب لدخول , وليس هناك طريق ثالث للخروج , كأن الاصلاح ومحاربة الفاسدين من المحال الحديث او الاشارة اليه حتى لو من بعيد , لانه شرك وفخ بعثي صرف . ان العبادي يقدم صورة سيئة وقبيحة مشوهة بتقليد واستنساخ سياسة ونهج المالكي , في السلوك والتصرفات , في مواجهة التحديات الخطيرة التي يمر بها العراق , وفي دفاعه المستميت عن الفساد والفاسدين , بأن يكون الحامي الاول والشرعي لحيتان الفساد . ولكن هذا الاسلوب الفاشل في قيادة البلاد . لن يبعد العراق من الانزلاق الى الهاوية , فبدلاً من الاستجابة الى مطاليب الشعب , واقرار بالحقيقة بأن مطاليب الشعب محقة وشرعية واجب تطبيقها , لانها تنقذ العراق من الوقع في المخاطر الجمة . فأن العبادي ينزلق الى دوامة العواصف الخطيرة , ويقف ضد الشعب والوطن , في استخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين , بالقتل بدم بارد . انه اسلوب بعثي صرف , ولا يمكن ان يقود العراق الى الانقاذ , بل الى الخراب والدمار . ان ساعة الاستحقاق دقت , ولا يمكن تأجيلها الى الغد , لان الشعب امتلك الصلابة والعزيمة والارادة , ان ينتصر على سلطة الفساد والفاسدين .
 



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter