|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  22 / 8 / 2016                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الفساد له رب يحميه

جمعة عبدالله
(موقع الناس)

من مهازل الزمن الاسود , الذي اصاب العراق , بالمصائب والبلاء والويلات . ان يكون للفساد والفاسدين , جدار صلب وفولاذي , يحمي ظهرهم من عواقب الزمان الوخيمة , بالحماية المطلقة , ليكونوا في امان وحرية تامة , بحماية ورعاية القانون , ويتصدى بعنف وقوة , لكل من يتطاول على قامة الفساد والفاسدين . فقد اصبح الفساد شريعة وقانون ونهج حياتي , وطريق لاسلوب الحكم , بكل مهارة احترافية , يحسد عليها , حتى من الشيطان وعصابات المافيا . هذا الواقع العراق الحقيقي بعد سقوط نظام البعث , ومجيء الاحزاب الطائفية الى الحكم والنفوذ , باستلام الاحزاب الاسلامية بشقيها ( الشيعي والسني ) . ف

لم تتجاسر على تقديم فاسد واحد , للمحاسبة والعقاب , رغم اهوال جرائم الفساد الكبرى , لانهم يجمعهم مبدأ مقدس واحد ( غطي فسادي , اغطي فسادك ) , لذلك اعطوا الحرية المطلقة للحرامية واللصوص , ان تنهب وتسرق وتقوم بعمليات الاختلاس والابتزاز والاحتيال , بمطلق الحرية وبكل امان , لان الفساد اصبح حق شرعي مقدس , لا يمكن الاخلال به , او التضييق عليه , لانه يدخل من باب , بمعصية اوامر اوصياء رب العالمين , وذلك تحول العراق من بلد الذهب الاسود , الى بلد الدهر المسخم والاسود , بأن اصبح بقرة حلوب لقادة الاحزاب الطائفية , الذين اصبحوا بين ليلة وضحاها , من الفقر المدقع , الى اغنى الاغنياء , واصحاب الملايين من الدولارات , فقد هبوا بعيون جائعة على خزينة الدولة , كالذباب الذي يتجمع على قطعة الحلوى , من المعممين وغير المعممين , لذلك اختفت الاموال بالارقام الخيالية من خيرات العراق , والتي تقدر باكثر من 700 مليار دولار , ذهبت بكل بساطة وسهولة الى جيوب الفاسدين , منذ سقوط النظام البعثي ولحد الان , . واصابوا الدولة بالشلل التام , بانعدام تقديم الخدمات والبناء والاصلاح والتعمير . سوى يلعب بها الفساد والرشوة , بأسم الدين والطائفة والمذهب . ولم تتوقف عمليات النهب والسرقة , رغم الازمة المالية الخانقة , فما زالت اعراس واعياد الفساد في ربيعها الذهبي .

ومن مهاترات التراجيدية العراق السوداء , بأن يكون البرلمان راعي وحامي الفساد والمدافع الامين , حتى عطت روائح فسادهم العفنة , التي تزكم الانوف بعفونتها الكريهة . طالما وجدوا سند وملاذ حقيقي لهم , وهو القضاء العراقي , وهو الاخر غارق الى قمته بالفساد والرشوة , بدليل تزكية وتبرئة راعي الفساد , رئيس البرلمان العراقي العتيد (سليم الجبوري) , الذي نال التزكية والبراءة اسرع من الضوء , وكذلك ما كشف من اهوال وفضائح الفساد , الذي اقترفتها وزيرة الصحة ( عديلة حمود ) ولحد الان , تشعر في امان وسلام من المسائلة , رغم الجرائم الكبرى , كأن لاشيء يدنس قدسية الوزيرة الفاسدة , فقد شفطت بكل بساطة الاموال المخصصة لتطوير وتحسين وتعمير وصيانة المستشفيات , وتوفير الشروط الصحية والانسانية , ومنها مستشفى اليرموك اكبر مستشفيات بغداد , وبالنتيجة المروعة , لا تطوير ولا تحسين , ولا تعمير , ولا صيانة واصلاح , وحتى بدون توفير شروط معايير السلامة , والافدح من كل هذا , افتقار المستشفيات الى معدات ووسائل اطفاء الحرائق .

لذلك كان الجلل الاعظم بحرق الاطفال الرضع , في قسم الولادة في مستشفى اليرموك , واحتمل قوي جداً , بأن تندلع الحرائق وتحرق البشر في مستشفى اخر , والوزيرة تنام على الوسائد الحريرية , بكل اطمئنان وهدوء , كأن الجرائم البشعة ليس لها قيمة , طالما حياة العراقي اصبحت بخيسة بدون قيمة . لقد كذبت وزيرة الصحة للتغطية على حجم فسادها , بأن صرحت الى وسائل الاعلام , بأن الحريق نتيجة تماس كهربائي , ولكن اللجنة التحقيقية , كذبت اقوالها , وصرحت بصريح العبارة , بأن الحريق , نتيجة فعل فاعل متعمد , اراد اشعال الحريق في المستشفى , ثم تأتي اللجنة الامنية لمجلس محافظة بغداد , الشريك الاساسي في الفساد والرشوة ,بأن تعلن بكل نشوة الانتصار , بأنه القي القبض على العصابة , التي قامت بجريمة الحريق في مستشفى اليرموك , وسرقة مائة مليون دينار , ويتلقون الصفعة الدامغة , من رئاسة محكمة استئناف الكرخ , بادالة الجنائية , بان تصرح , ان حريق تم ليس بدوافع السرقة , وليس هناك اشارة في الشكوى او الدعوة المقدمة , بأن تشير الى سرقة مائة مليون دينار , وحتى عدم وجود خزانة او اموال سرقت . هذا دليل , بأن تكون ذريعة السرقة , للشفط والنهب مرة اخرى . هذا يدل بأن للفساد له رب يحميه ويرعاه , انه قادر على كل شيء قدير .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter