|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين 21/1/ 2013                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الاخوان المسلمون افسدوا الربيع العربي

جمعة عبدالله 

كان هدف ثورات الربيع العربي قلع الانظمة الطاغية والفاسدة التي كبلت الشعوب العربية بالقيود والاغلال وشرعت العنف والارهاب بكل اشكاله , وسدت كل منافذ الحياة الحرة والكريمة , وحولت البلدان الى سجن كبير تنعدم فيه ابسط شروط الحياة المستقرة في نهج قبضة الحديدية . وحين بدأت رياح التغيير تهب بمشاركة كل فصائل الشعب التي تطمح وتتطلع الى سقوط هذه الانظمة الدكتاتورية , ومن هذه الفصائل التي ساهمت بتصاعد بركان الثورة , هم جماعة الاخوان او التيار الاسلامي , لكن لعوامل شتى تميزوا في امتهان فن السياسية بتطويعها بالمكر والدجل والحيل السياسية واستغلال تعطش الشعوب الى الحرية والديموقراطية وتحسين الاحوال المعيشية , فقد دخلوا من بوابة الشعارات والخطابات الرنانة والبراقة التي تهدف الى محاربة الظلم والفساد والفقر , وتحقيق العدالة الاجتماعية والتعايش السلمي مع كل فئات الشعب , والقيام بالاصلاحات التي توفر الشروط لتحسين الاحوال المعيشية , وقبر الاستبداد وحكم الفرد او الحزب الواحد الى الابد , , ولكن حينما سيطروا على مفاتيح السلطة والقرار السياسي الذي يتحكم في مصير المواطن والوطن , حتى انقلبوا بشكل جذري عن خطابهم السياسي في تحقيق الحرية والديموقراطية , فقد اختاروا طريق نقيض ومخالف لمصالح الشعب والوطن , وانكشف هدفهم الحقيقي باقامة الدولة الدينية تحت رعاية ووصاية المرشد العام , والسيطرة على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها لتقريبهم هذا الهدف , بما فيها استخدام الارهاب السياسي والثقافي والفكري والاعلامي والاجتماعي والديني .

ان هذا المأزق السياسي يمثل اغتيال الربيع العربي وطعنه من الخلف , والعودة الى ممارسة اساليب الانظمة الدكتاتورية ولكن في ثوب ديني اسلامي واستثمار فوزهم في الانتخابات بهذه المصالح والمنافع الضيقة , التي تبيح سلب الحريات الديموقراطية والتنكر لها , مما اوقعهم في ورطة وازمة سياسية طاحنة في التخبط السياسي الواضح , مع تدهور الحياة العامة بكل جوانبها .. هاهي ليبيا تتخبط في وضعها الامني والسياسي المضطرب , ودخلت في شرنقة الصراع على السلطة والنفوذ . . وها هي تونس تعاني من مشاكل جمة ولا زالت بعيدة عن المعالجة والحل , اضافة الى محاولات خنق الحريات العامة مثل حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي , وزيادة القبضة الحديدية مع تدهور الحياة الاقتصادية والمعيشية . .

وها هي مصر التي تشهد معارك سياسية طاحنة لاتهدأ , واستخدام اسلوب كسر العظم بالتضيق على الاعلام والقضاء والتضيق على الحياة العامة وتحويل مفاصل الدولة الحيوية الى خدمة المرشد العام بالضد من مصالح الشعب والوطن ومع ان الامور تسير من سيئ الى أسوأ , ووعودهم الاصلاحية للفئات الشعبية والفقيرة ذهبت ادراج الرياح حينما دخل الرئيس مرسي القصر الجمهوري, ان التنصل من الوعود السياسية هي صفة عامة لجماعة الاخوان او التيار الاسلامي , وهذا يستدعي تظافر الجهود للتيار الديموقراطي بالتحشيد ورص الصفوف بالوحدة الوطنية لوقف استباحة وضياع ثورات الربيع العربي , وان التجربة المصرية في تشكيل ( جبهة الانقاذ الوطني ) تمثل الرد الحاسم والصحيح وفي الاتجاه السليم, واستثمار مشاعر الغضب والسخط والتذمر الشعبي المتصاعد من خداع ودجل التيار الاسلامي بكل صنوفه , ويتطلب تعميق التعاون والتنسيق في توحيد المعارضة الديموقراطية, وهو السبيل الوحيد لافشال انقلاب على الديموقراطية , وافشال دولة المرشد العام , ان خوض المعركة السياسية بصفة مشتركة , كفيل بتحقيق مكاسب سياسية وشعبية واسعة وحتى منافع انتخابية مرموقة  .

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter