زعمت قيادات الاخوان , بانهم حزب سياسي ينتهجون الطرق السياسة السليمة , حتى يتكلل جهادهم بالنجاح في تطبيق شعارهم الاساسي ( الاسلام هو الحل ) من اجل خير مصر وشعبها , وحل المشاكل والمعضلات التي تعاني منها البلاد , وانهم يجاهدون في خدمة الشعب , في تحقيق اهدافه الشريفة , توفير الخبز والحرية وتحقيق الحياة الكريمة بتطبيق شريعة العدالة الاجتماعية , وصدقت بهم جموع الملايين , باعطائهم فرصة لتسلم مقاليد الحكم , حتى يعززوا مصداقيتهم , وخاصة وانهم استدوا الى الخطاب الديني العاطفي , وخاصة وان العواطف الدينية لها تأثير واسع ومؤثر في نفوس جموع غفيرة من افراد الشعب . وحينما استقر بهم الحال , واستلموا زمام الحكم , حتى انقلبوا على شعاراتهم السابقة وتنكروا لها , وانصبت شهيتهم العارمة والطافحة الى اسلمة الدولة والمجتمع , والسعي الحثيث الى اقامة دولة الاخوان المسلمين بقيادة المرشد العام , والتضيق الشديد على الحريات العامة , وخنق حرية الرأي والتعبير , وغياب البرامج الاصلاحية , واختناق الازمة الاقتصادية واخذها الى طريق مسدود , وعند ذلك بدأ الغليان الشعبي يتصاعد , حتى تفجر بالطوفان البشري الذي تجاوز اكثر من 30 مليون متظاهر , باسقاط حكم الاخوان وانقاذ مصر وشعبها من مخالبهم , وتحقق الانتصار العظيم بتوحد الشعب والجيش الوطني في صف واحد في ازالة النقطة السوداء من تاريخ مصر , حتى كشفوا الاخوان عن حقيقتهم الاجرامية ووجههم البشع الارهابي , فتحول حزبهم السياسي الى استخدام العنف والارهاب واراقة الدماء وتخريب وحرق الكنائس ودور العبادة والمتاحف والمكتبات العامة , وممتلكات الدولة والشعب , والهجمات المسلحة على مراكز الشرطة بقتل الابرياء , وتحولوا الى عصابات اجرامية وقطاع طرق , من اجل تركيع الشعب المصري , وخضوعه الى ارادتهم الارهابية ( اما ان تقبلوا بحكمنا او نحرقكم ) ومتوهمين بان الدعم الدولي وبعض البلدان في مقدمتها دولة القطر , ستساهم في رجوعهم الى الحكم ورجوع مرسي الى الرئاسة , ان هذا الوهم والحلم يبتعدا كثيرا يوما بعد اخر , رغم ان القناة الجزيرة الفضائية , تحولت الى ناطق رسمي لهم طوال اليوم , في تزيف الحقيقة بالاكاذيب والتضليل والتشويه , باظهار الاخوان مسلمون وان مظاهراتهم واعتصاماتهم سلمية , وانهم ضد العنف والارهاب , وانهم وقعوا ضحية ارهاب الدولة . لقد اثبتت قناة الجزيرة بالادلة الدامغة , بانها بؤرة لاثارة نار الفتنة الطائفية , وبؤرة لاستباحة الدم الشعب المصري , وبؤرة لعصابات القتل والجريمة , وخرجت كليا عن الاعلام المحايد الذي ينقل الحقيقة كما هي على الواقع , انها وسيلة اعلامية للتطرف الاسلامي , الذي يؤمن بالقتل والذبح وسفك الدماء , وان الاخوان سقطوا الى قاع الحضيض واختاروا الطريق المخالف لتطلعات الشعب المصري , وان ابتزازهم لشعب المصري , كما عبر عنه ( محمد البلتاجي ) القيادي الاخواني . بان اطلاق سراح مرسي وعودته الى الحكم , مقابل وقف كل العمليات الارهابية ومنها سيناء , بانها ستتوقف فورا , ان هذا الابتزاز يمثل قمة الخساسة والدناء والخيانة العظمى , ويكشف بوضوح مشاركتهم الفعلية في قتل المجندين الابرياء , والهجمات على مراكز الشرطة والتمثيل بجثث افراد القوات المسلحة . وهنا في الاوقات العصيبة التي يمر بها الشعب المصري , ياتي الدور والموقف المشرف من الازهر والكنيسة , والذي يعتبر اكبر ضربة قاصمة للارهاب , باظهار الثوابت الوطنية لدعم ارادة الشعب , في نبذ العنف والارهاب , وادنة وشجب حرق دور العبادة والكناس وممتلكات الدولة الشعب , ورفض تحويل الجوامع الى بؤر لجمع السلاح والخارجين عن القانون , واستخدام السلاح في المظاهرات والاحتجاجات , والوقوف مع القوات المسلحة لمحاربة الارهاب , لقد وضعوا الاخوان نفسهم في زاوية ضيقة , والكل يوجه اصابع الاتهام , بانهم تحولوا الى عصابات اجرامية , خارجة عن القانون .
